728x90 AdSpace

اخر الاخبار
الخميس، 25 يناير 2018

هل تعلم...؟

... هل تعلم عزيزي القارئ إن السكر الذي يصنع في السودان حاليا ويسمي بالسكر الأسمر هو من أقدم أنواع السكر ...؟
فقد كان هذا النوع يصنع من قصب السكر الذي تتم زراعته فقط في إفريقيا والهند ... وكان السكر الأسمر أو الدبس يأتي إلينا في شكل مكعبات أو أشكال إبريقية صلبة جدا لاتستخدم إلا بعد تهشيمها بمطرقة أو أداة ثقيلة وتفتيتها...!
الأنشو عرفت إستخدام السكر في أواخر القرن الثامن عشر تقريبا وقد أطلقوا عليه إسم( نقاتوم) أو( ناتوم) وكان له رواد ومحبين أطلقوا عليه تدليلا لقب( بكيتا) ويقصدون به كلمة ( بخيتة) والمعني إنها سلعة غذائية لها بخت أو حظ من الرواج والمحبين...!
وكما ذكرت آنفا فقد كان السكر الأول يباع في شكل مكعبات صلبة كبيرة الحجم أو أشكال تشابه الأباريق أو الجماجم فلذلك أطلق عليها الأنشو إصطلاحا إسم رأس السكر أو ( سكرنور)...!
والطريف في الأمر ورغم أن رأس السكر ذاك لم يكن مكلف السعر إلا أنه كان غير شائع الإستعمال لدي العامة من الأنشو ... حيث يقال أن الأغنياء فقط هم من كانوا يقتنونه ويضعونه في داخل السويبة كمخزون قيم جدا... وعند حوجتهم كانوا يأتون به فيهشمون طرفا منه ويضعونه علي اللبن دون أن يمزجوه ويشربون اللبن فإذا إنتهت كمية اللبن ولم يذوب السكر كلية يستخرجونه ويحتفظون به للمرة المقبلة...!
ولما كان السكر من ترف الغذاء فقد كان يحلو لمقتنيه أحيانا أن يأمر بطبخ( كال) أو عصيدة الذرة ثم يذوب السكر في الماء ويملح به بدل الإدام المعتاد... أما إذا أتي ضيف عزيز فكان يحلو لرب المنزل أن يدعو جيرانه وأصدقائه ويولم لهم بعصيدة بالسكر المذاب في الماء فيستمتعون بهذه الوليمة أيما إستمتاع ويتلذذون بطعم النقاتوم فيذهبون بعدها ومايزالون يذكرون تلك الوليمة ماطال الزمن حتي إن الحكامات كن يتغنين ويذكرن في ألحانهن تلك الولائم...!
وأذكر أنه حتي الأطفال كانت لديهم أناشيد أثناء لهوهم يذكرون فيها تناولهم للسكر فيقولون... 
ديمبالا... ديمبالا...
تونجلتو كوتكو تيندي...
واركوندل (ناتومبي) كالكو كولي....
ككوما تالا... ككوما دير...
وتلك من ألعاب الطفولة المحببة لدي وتشبه في صفتها لعبة ( الرمة والحراسة) المعروفة في المدن....!
والغريب في الأمر أن رأس السكر ذاك كان يدوم بقائه فترة طويلة بالمنزل قد تمتد عاما أو أكثر رغم مداومة إستخدامه... ومن العجائب أيضا أن ( أبوعشة) أو ( سكرديا) وهو ذلك النمل الشارب للسكر والمعروف بدهائه ومقدرته للولوج في أحكم أوعية السكر إغلاقا... هذا النمل لم يعرف طريقه لرأس السكر وربما لم يكن قد ذاق طعمه وألفه وإلا فكيف لم يغزو ذلك السكر حينذاك ويأتي عليه ويحير أهل الدار ...؟ غريبة
  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 comments:

إرسال تعليق

Item Reviewed: هل تعلم...؟ Rating: 5 Reviewed By: nietomaga.blogspot.com