لست أدري متي عرف الإنسان الأول طريقه إلي المكيفات ( المخدرات)
فأورثها لبنيه .... وقد سادت بعضها كثقافة راقية مارستها غالبية شعوب العالم كنوع
من الرقي والتباهي ثم إندثرت.....!
ومن بين هذه المكيفات أو وسائل كيف
الإنسان إحداها التي ظلت حتي القرن العشرين ثم فجأة إختفت... ألا وهي ثقافة تدخين
الغليون أو مانسميه بالعامية ( الكدوس)....
والغليون عزيزي القارئ فرض نفسه
كسيد أدوات تدخين التبغ وأستخدمته جميع شعوب العالم بمختلف ألوانهم ومشاربهم ....
أغنياؤهم وفقراؤهم.... فقد رأيناه عند شعوب المايا وحكامها.... وعند الأفارقة
وكجرتهم.... والهنود الحمر وزعمائهم .... وشعوب آسيا .... وأمريكا اللاتينية.....
وكان البعض من هذه الشعوب يعتبر تقديم الغليون للضيف نوعا من الكرم كما كانوا
يعتبرون رفض الضيف لتدخين الغليون إهانة لمضيفه وربما قتلوا الضيف لتصرفه هذا.....!
أما الأوربيون فقد كان تدخين
الغليون عندهم يعتبر قمة الحضارة والرفاهية لديهم وكان مدخنوه هم الصفوة من
الأغنياء والأرستقراطيين. أمثال رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشيرشل وبعض رؤساء
الدول الذين كانوا يظهرون فى الصور وهم يعضون على الغليون بالنواجذ كنوع من الأبهة....
وقد جلب هؤلاء القوم معهم ثقافتهم هذه إلي مستعمراتهم ليفاجأوا بأن تلك الشعوب لديها نفس الثقافة وإن إختلفت المفاهيم والأدوات .... وماقصة حريق المك نمر لإسماعيل باشا إلا إحدي نتائج تلك الثقافة......!
وقد جلب هؤلاء القوم معهم ثقافتهم هذه إلي مستعمراتهم ليفاجأوا بأن تلك الشعوب لديها نفس الثقافة وإن إختلفت المفاهيم والأدوات .... وماقصة حريق المك نمر لإسماعيل باشا إلا إحدي نتائج تلك الثقافة......!
الأونشو كشعب إفريقي سادت في وسطهم
ثقافة تدخين الغليون وإن كانت حكراً علي كبار السن من الرجال وكانوا يسمونه (
دانقول) .... أي ماعون التبغ .... وكانوا يصنعونه من أخشاب القمبيل والأبنوس....
ويستخدمونه لتدخين التبغ المسمي بال(كوتكر)......
ولم يشكل الغليون عند الأونشو مظهرا
إجتماعيا له وزن وكان فقط بمثابة تنويع لإستخدام التبغ بطريقة مغايرة فالمعروف أن
الأونشو تعاطوا التبغ بعدة طرق..... فمنهم من كان يسفه سفا ( كما نري الآن) ....
ومنهم من إستنشقه بأنفه مثل الهيروين.... ومنهم من دخنه بالغليون.....!
وكانوا يزرعون التبغ ويتاجرون به مع
جيرانهم من القبائل الأخري في تجارة تبادلية وقد كان لقيمته المادية العالية يعتبر
سلعة هامة قد تدخل حتى في مهور الأعراس وكانوا يجعلونه فى شكل أقراص كبيرة ويطلقون
عليه إسم ( داندينقرى) أى قرص التبغ.....
ورغم رواج إستخدام الغليون ( دانقول)
عند الأونشو إلا أنني لم أجد أحداً يدخن الغليون حين نشأنا ولكني وجدت آثارا
للغليون كشاهد علي ذلك العصر الذهبي له..... وكونوا بخير.......وصباحكم Zain.......
0 comments:
إرسال تعليق