728x90 AdSpace

اخر الاخبار
الاثنين، 16 مايو 2016

... القنطريون الأحمر ...



كثيرون منا عزيزي القارئ وحتي صغار السن يعرفونها وربما ذاقوا طعم ثمارها أو حتي تلذذوا بشرب عصير ثمارها ذات اللون الأصفر المائل للبرتقالي.....
وما إن تقع الأعين علي الثمار إلا ويصيح الجميع قائلين... الله...الله... ذاك هو القضيم.... 
أجل فالجميع يعرف القضيم من ثماره ولكن غالبنا من لا يعرف شكل شجرة القضيم والأعجب من ذلك أن هناك من لم يسمع بإسمه باللغة الفصحي لأن إسم ( قضيم) هو بالعامية السودانية.....!
شجرة القضيم عزيزي القارئ لاتتعدي الثلاثة أمتار طولا ولها ساق لايكاد يقوي علي حمل فروعها خاصة إذا كانت مثمرة ولهذا توجد دائما ملتصقة بسوق الأشجار الأقوي منها وربما تسلقتها متطفلة.... وهي من الأشجار سريعة الإنتاج إذ تؤتي أكلها مرتين في العام ....
ومن ميزتها أنها تنمو في معظم بيئات السودان ويمكن زراعتها في المنازل ولاتحتاج لكثير عناية.....
وشجرة القضيم عزيزي القارئ يسميها العرب ب(القنطريون الأحمر) وهناك من أطلق عليها إسم ( المخيط الأفريقي)..... وتعتبر من أغني الأشجار فائدة في ثمارها إذ يعتبر أن بها مادة تساعد علي مضاعفة كمية الهيموقلوبين بالدم وتساعد علي شفاء الكثير من الأمراض....!
شخصيا كنت شاهدا علي واحدة من عجائب القضيم في علاج مرض ( حبس البول) إذ تم إعطاء عصير القضيم لمريض محجوز بمستشفي الدلنج لم يستطع البول منذ ثلاثة أيام وبعد ربع ساعة من تناوله لهذا المشروب صاح بأعلي صوته.... القصرية... أدوني القصرية بسرعة.... ولم نستطع إلحاقه بالمطلوب إذ أنه إنفجر بولا وكأن به نافورة وسمعنا طقطقة حصي علي أرضية العنبر مع تتطاير زخات بوله.... ثم همد الرجل مصدرا تأوها يدل علي مدي إرتياحه من ماكان يعانيه من ألم حبس حاجته الطبيعية.......
وبينما كانت زوجته المرافقة تمسح وتنظف ماإنسكب من البول فوق أرضية العنبر النظيفة إذا بها تجمع شيئا من الحصي ذا لون بني محروق وجاء الطبيب فقدمته له ليفيدنا أن ذلك الحصي ماهو إلا ترسبات كالسيوم تجمعت في مثانة المريض منذ أمد وكانت سببا في عملية حبس البول.... ورغم ذلك لم يقتنع الطبيب أن لعصير القضيم دور في خروج هذه الحصوات من مكمنها.... وكتب في تقريره دون خجل أن بإمكان المريض مغادرة المستشفي بعد أن شفي تماما نتيجة تناوله العقاقير الطبية وفغرنا أفواهنا دهشة لتقريره..... ولكن ذاك تقرير طبيب ومن يستطع القول أن ( البغلة في الإبريق) أو حتي ( القضيم في الجك).....!
إعلم عزيزي القارئ أن القنطريون الأحمر كثير الإنتشار في كل البيئات ويعرفه الأونشو بإسم ( شيرنقايد) ومنهم من يطلق عليه إسم ( كاينتو) .... ورغم ثراء ثماره بالفوائد الطبية إلا أنها كانت تعتبر حتي إلي وقتنا القريب ثمارا عادية جدا مثلها وثمار النبق واللالوب يستمتع بها رعاة البهائم أثناء تجوالهم في الغابات...... وحتي هؤلاء لم يأبهوا بجمعها وإحضارها للمنازل إستحقارا لشأنها.....!
وفجأة ومن بين غيوم الجهل وعدم الدراية إنبلج نور العلم بفوائد القضيم و ( أجلب الناس وشدوا الرنة) ....(وتمردوا ) علي حياة الدعة بالمدن و (دخلوا الغابة) بحثا عن ثمار القضيم وجمعه حتي بلغت كيلته ذات يوم الخمسون من الجنيهات السودانية.... وراحت من ورائها أرواح من لدغات الثعابين المختبئة بين فروعها الكثيفة وربما ضل البعض في مجاهل الغابات بحثا عن القنطريون ولم يرهم أحد حتي اليوم.....

وفي العاصمة إحتست الناس عصير القضيم المثلج هانئة وكأنه إحدي منتجات مأمون البرير وهي لاتدري من أين وكيف تجني ثماره الصغيرة الحجم بشق النفس..... ولكننا نقول لهم... هنيئا... صحة وعافية...
وصباحكم Zain
  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 comments:

إرسال تعليق

Item Reviewed: ... القنطريون الأحمر ... Rating: 5 Reviewed By: nietomaga.blogspot.com