728x90 AdSpace

اخر الاخبار
الأربعاء، 17 يناير 2018

الإتو...


 لقد غلبني الأمر... فأنا أحاول منذ الفجر أن أكتب الإسم بقدر ضخامة صاحبها ولكني لم أجد خيارا إلا أن أكرر كتابة الإسم حتي تقفوا علي مقدار كبر صاحب الأسم أو كما نقولها بالعامية( سيد الإسم)... 
والطريف في الأمر عزيزي القارئ إن سيد الإسم هذه المرة أنثي بمعني الكلمة يعني( ست الإسم)... عليه تصبح كلمة ( الإتو) إسما لأنثي ..... وهي أضخم وأكبر شجرة في العالم...!
الإتو عزيزي القارئ هو الإسم الذي أطلقه الأونشو علي شجرة( الباوباب) العالمية أو حسب مانسميها في السودان بشجرة( التبلدي) ونسمي ثمارها( القنقليس) أو (القنقليز)... وكثيرون منا يستمتعون بعصير القنقليز دون أن يدروا بضخامة وعظمة شجرتها المنتجة...!
شجرة الإتو وجمعها( إني) عزيزي القارئ من الأشجار القليلة الإنتشار عالميا ومن الأشجار المعمرة إذ يقال إنها تعمر لأكثر من1000 سنةفي بعض البيئات وتبلغ من الضخامة في الجذع مامقداره أكثر من 15 مترا في طول قطرها ويمكنك إيجاد محيط الجذع بحساب بسيط لتجد أنها عبارة عن فناء دار بحاله...وقد قيل أن إدارة الأمن والمخابرات بأستراليا تتخذ من جوف جذوع شجرة التبلدي سجونا لبعض معتقليها...!
........ في السودان وبالتحديد في ولايات غرب السودان الكبري ( كردفان ودارفور) ومنذ قديم الزمان إحتال الناس علي نحت جذوع ( الإني) من الداخل تاركين فتحة في أعلاها وإستخدموا تلك الفراغات لتخزين المياه منذ نهاية الخريف ولفترة الصيف حيث تنعدم مياه الشرب فيستغل الناس مخزون مياه التبلدي إذ يمكن تخزين مابين سعة 25 إلي100 برميل بداخل جذعها المجوف...!
ولعظمة هذه الشجرة فقد إتخذتها حكومة إقليم كردفان الكبري ومن بعدها ولاية شمال كردفان شعارا لها يطبع علي علم الولاية والمستندات الرسمية بها حتي لقبها أهلها فخرا بها ب "فحل الديوم ومديرية التبلدي"...!
وللفائدة أذكر أن شجرة التبلدي ولضخامتها فقد لجأت بعض الجهات في كردفان ودارفور للإستفادة من ظلها كفصول دراسية وسوق في بعض القري إذ بإمكانها إحتواء كل سكان القرية...!
وأذكر أننا في نهايات القرن الماضي وقبل أن يلحق الدمار والخراب الأمني الحالي بمناطق الأما( النمانج) وفي موسم ( الكونجقار) أو مايسمي بسبر( طقوس) ورق اللوبيا بمنطقة النتل كنا نذهب لمشاهدة كرنفالات السبر والمصارعة وعندما ينتصف النهار وتشتد الحرارة كان الناس يلجأون إلي ظل إحدي أشجار التبلدي لمواصلة رقصة الكرنق... وأقسم صادقاً أن ظل هذه الشجرة كان يأوي الجميع من... راقصي الكرنق من الجنسين .... والمشاهدين .... ودراجاتهم( عجلاتهم) دون أن يتزاحموا بينهم حتي...!
والأونشو إستفادوا من الإتو في إتخاذ لحائه لصنع الحبال المتينة لأغراض البناء وجلاد العناقريب وخلافها...!
أما في الآونة الأخيرة فقد إنتبه الناس لأهمية ثمار الإتو وهي القنقليز الذي يتخذ كمشروب بلدي جيد فأصبح الإهتمام بها ينصب بشكل تجاري يدر دخلا وفيرا للناس فأصبح الكل يلهث خلف لقيط ثمار التبلدي(الإنيندي) الذي يشكل ظهورا لائقا وعظيما علي الموائد في رمضان وفي المناسبات الإجتماعية كالأعراس والمناسبات الشعبية...!
وللذين لايعلمون نفيد أن عصير القنقليز الطازج يحتوي علي كميات محترمة من فيتامينB وفيتامينC الهامين إضافة إلي إن هذا العصير مفيد جدا في حالات الإسهالات والدوسنتاريا وبعض الأمراض الباطنية... كما إن بعض القبائل( الفلاتة) تجمع أوراق التبلدي الخضراء في فترة الخريف وتجففها وتتخذ منه إداما( ملاحا) في بعض مأكولاتهم...!
أما أهلنا الأونشو المعروفون بحريف ذوقهم في فن الطبخ وإعداد غريب المأكولات فهم يتفنون في صنع مشروب (الإنيندي) أو القنقليز وذلك بخلط القنقليز مع الحليب الطازج ويضاف له السكر فتجد له مذاقا لايتوفر في أي مشروب آخر ... كما إنهم يجمعون براعم الأوراق الخضراء ثم يقطعونها ويعجنونها مع( البلتو)... ولك أن تتخيل حلاوة مذاق هذه الوجبة الدسمة فيما إذا قدمت لك بعد يوم حافل بالعمل في الزراعة..!
ومن طرائف إهتمام الأونشو بشجرة الإتو هذه فهم يميزونها بإطلاق الأسماء على بعض أشجارها المعمرة مثال :
١/كيدلور ..... وأطلق هذا الإسم لشجرة موجودة بالناحية الجنوبية لجبل مورنج( سقطت مؤخراً)....
٢/كوبيننق.... للشجرة الموجودة جنوب جبل كليرج
٣/توندوكندو..... لللشجرة الموجودة على جبل كوتنقدو..... وغيرها كثر......
هذا ومازال منتوج هذه الشجرة العظيمة يغزو أسواق العاصمة والولايات فى موسمها برغم إنغلاق الكثير من مناطق إنتاجها لظروف أمنية ولكنه يسجل زخماً عظيماً ومنافسة شديدة لبعض المصنوعات الغذائية كالمشروبات الغازية.. . فهنيئاً لنا ولكم بشجرة الإتو المعمرة وبمحصولها الهام..... وكونوا بخير ... ومساكمZain
  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 comments:

إرسال تعليق

Item Reviewed: الإتو... Rating: 5 Reviewed By: nietomaga.blogspot.com