شنب الأسد ،،،

في إطار عملية التحفيز ومحاربة الإحباط والشعور بالياس والإحساس بالدونية والتقوقع وعدم المواكبة.... مازلنا نقرأ كل يوم قصة وعبرة نتسلح بها لمواجهة الخوف الكامن في دواخلنا تجاه أي مشروع نريد القيام به....

شخصيا أجدني مبتهج لهذا الحراك النشط‎ ‎‏ والتفاعل القوي من بعض أصدقاء المنتدي الذين نزلوا بكل ثقلهم داعمين المنتدي بكل مبتكر وجديد من المواضيع ..... ولا أذيع سرا إذا قلت أنني أخذت بالدهشة أن تكون بمعيتنا مثل هذه العقول النيرة والأفكار الملهمة ولا نتمتع بإنتاجها.....

بالأمس أستمتعت بقصةThree feet under‏ للرائع سيليا والذي أتي بها في شكل سندوتش مغلف وبداخلها عبرة وعظة ولم يكد يراها البعض حتي بدأوا بتناول أطرافها وإلتهموا مابها من غذاء العقول ناثرين دسمها علي المائدة وكانت حقا قصة دسمة لأنها ذهبت مباشرة من المقل إلي العقل تماما كالفايتمين من الفم إلي الدم.....

وبما أني كنت واحدا ممن جلسوا علي مائدة سيليا فقد إستفدت كثيرا منها وقد ألهمتني قصتهThree feet under‏ ومابها من عظات وعبر أن آت بصنوها من الحكي وإن كانت من البيئة المحلية حيث نأخذ منها الكثير حتي قيل فينا( الإنسان إبن بيئته).... ومن قلب بيئتي إليكم قصتي....

قيل أن إمرأة كان زوجها يذيقها مر العذاب في المعاملة حتي صارت تفكر في أن تطلب منه الطلاق ولكنها حبا بأطفالها رضيت في التضحية والبقاء لرعايتهم وتربيتهم بنفسها وخوفا من أن يتزوج بإمرأة أخري إذا هي تطلقت منه فتأتي الأخري وتنضم إلي زوجها في سؤ المعاملة لأطفالها ....

وقد عاشت سنين وهي تفكر في طريقة تجعل زوجها هادئا وطيبا في معاملتها وأطفالها حتي كان ذات يوم جالسة مع جارتها فحكت لها ماتعانيه من زوجها من عذاب فنصحتها جارتها بالذهاب إلي ( الفكي) فربما وجد لها حلا لهذه المشكلة....

أخذت المسكينة بنصيحة جارتها وقامت من غدها بزيارة الفكي في داره وكان شيخا ورعا وحافظا للكتاب ويعالج بالرقية ولم يكن ممن يمتهنون الدجل والشعوذة ولكن الناس كعادتهم أطلقوا عليه لقب ( الفكي) لتعامله بالرقية.... وكان شيخا يتميز بالحكمة في حل بعض المسائل الإجتماعية علي طريقته الخاصة ولذا أحبه الناس وجعلوا يلجأون إليه في الملمات....

جلست المرأة أمام الشيخ( الفكي) في إستحياء وصمت لاتدري من أين تبدأ حكايتها ولكنه بحكمته جعل يحفزها حتي إطمأنت وحكت له مشكلتها .... وبعد أن إستمع لها وعرف ماتعانيه من زوجها أطرق مليا يتحسس عمق وجذور المشكلة حتي وجد لها حلا ولكنه إلتفت وكأنه يريد رأيها وسألها.... طيب يابتي إنتي مادام تعبانة كدا مع أبو عيالك دا... إنت شايفة أحسن حل شنو......؟
فردت عليه... أنا عايزة طريقة تخليه يكون هادئ ويعاملني بإنسانية وطيبة ومودة.... لأني عايزة أربي عيالي وماعايزاهو يتزوج علي بواحدة تانية....

صمت الشيخ برهة ثم قال لها.... يابتي طلبك دا غالي وصعب ومابتقدري عليهو.
فقالت... أنا في شان عيالي بقدر أعمل أي حاجة تقولها لي يالشيخ...
فقال الشيخ... خلاص لازم أعمل ليك حجاب... بس (الجوز) بتاع الحجاب دا صعب مابتلقي بسهولة....
قالت... مافي مستحيل تحت الشمس دي ياأبوي الشيخ....
فقال لها... خلاص مادام إنتي مصممة أنا حأوريك ليهو وإنتي فتشي وجيبي..... أنا عايز تلاتة شعرات من شنب الأسد شرطا يكون أسد حي....

ذهلت المرأة من طلب الشيخ ولكنها قبلت هذا التحدي وصممت علي إحضار الشعرات الثلاثة من شنب الأسد( شواربه)....

بعد فترة عادت المرأة وبيدها ثلاث من شعرات شارب الأسد وهي فرحة ودخلت علي الشيخ( الفكي) ووضعت أمامه الشعرات....
تبسم الشيخ عندما رأي الشعرات أمامه ثم جعل يسألها عن كيف أفلحت في الحصول علي هذه الشعرات فقالت له إنها إحتالت علي الذهاب إلي الغابة يوميا ومعها قطعة من اللحم وعندما تسمع زئير الأسد لإشتمامه رائحة اللحم كانت تتسلق فوق شجرة وعند حضور الأسد تلقي له باللحم من مخبئها دون أن يراها الأسد ... وجعلت تفعل هذا معه فترة من الزمن... ثم أصبحت تلقي إليه اللحم وهو يراها ولا يريد مهاجمتها.... ثم أخذت تنزل لأدني ساق الشجرة وتلقي إليه القطعة فيلتهمها ولايهاجمها.... وأخيرا إقتربت منه وبيدها قطعة اللحم فأخذها منها دون أن يؤذيها...
ثم تجرأت أخيرا حين إطمأنت فوضعت قطعة اللحم قربها وجلست فإقترب منها الأسد وتناول القطعة فمدت يدها وجعلت تربت علي رأسه فربض قربها وهو يحس بالطمأنينة ومازالا علي حالهما فترة من الزمن ثم تركته وذهبت....

ومن غدها بكرت بالذهاب حيث أتي الأسد فأعطته القطعة ثم جلست تدلك لبدته وكأنها تفعل هذه بقطتها الأليفة في بيتها حتي إستكان الأسد وأغمض أعينه مستمتعا بلذة مرور أناملها بوبره.... ومرت أيام حتي إطمأنا كلاهما لبعض وجعل الأسد ينام عميقا تحت لمساتها ثم ذات يوم قررت تنفيذ مهمتها....
وبعد إطمئنانها لغفوة الأسد مدت يدها وبسرعة إنتزعت شعرة من شاربه فإنتبه الأسد مذعورا فإكتفت بالتربيت علي رأسه فإطمأن... ثم تركته وذهبت...
وفي الأيام التالية كررت هذه العملية حتي تحصلت علي الشعرات الثلاثة ....

ماأن سمع الشيخ قصتها هذه حتي ضحك ثم قال ليها.... يابتي... أنا لا بعمل حجبات ولاني فكي بتاع بخرات.... والمرة البتقدر علي سل الشنب من الأسد بتقدر تسل الطبيعة الشينة من راجله.... أرجعي لراجلك وأعملي معاه متل معاملتك للأسد وشوفي البحصل شنو....

قيل إن المرأة عادت لمنزلها وبدأت في مقابلة أي معاملة سيئة من زوجها بالكلام الطيب وسمح الفعل ولازالت به حتي أصبح يقلل من خلقه الفظ ويكثر من طيب العمل حتي أقلع أخيرا من فعل كل سؤ مع زوجته فعاشا في وئام....
ربما لم تكن حكايتي بقوة قصةThree feet under‏ ولكني إشتممت فيها حبكة ومغزي فأوردتها وربما بفطنتك قد توصلت لمغزاها فقل لي ماوجدت من مغزي عبرة.......‏‎‏ وكن بخير وصباحك ‏Zain

جديد حكاوى Slider 10:11:00 ص