فيما سلف ذكرنا أن العمل بالمدرسة سار بهمة ونشاط
حتي منتصف الفترة الدراسية الثانية حين حدث مالم يكن بالحسبان...!
مدرسة شولنقولي هذه كان موقعها تحت قاعدة جبلية وقد تم حفر بئر لماء الشرب بجهد مضني إستخدمت فيه المعاول ومتفجرات الديناميت حتي تفجر منه الماء وذلك قبل فترة من إنشاء المدرسة... ولذلك فقد أصبح البئر يفقد ماءه شيئا فشيئا حتي بلغ أوجه بزيادة وارديه بفتح المدرسة ولذلك فقد واجه التلاميذ شحا في ماء الشرب وكانوا يتزاحمون عند البئر طلبا للسقيا...!
فذات يوم وبينما كان التلاميذ يتزاحمون عند البئر علي أمل الفوز بقطرة ماء لبل حلوقهم التي جفت من ترديد الكلمات العربية الممزوجة بشئ من الرطانة أثناء الدروس....وإذا بتلميذين يشتبكان في مشاجرة وكان أحدهما هو إبن ناظر المدرسة الأستاذ عثمان كوكو أو( أفندي عثمان) كما كان يلقب المعلم حينذاك...!
تدافع التلميذان في شجارهما وإحتدم الشجار ... وإذا بإبن الناظر يكسر زجاجة كانت بيده وبدأت أطرافها الحادة تبرق في وهج الشمس وهو يلوح بها مهددا ومتوعدا.... وفي لمح البصر غاصت أطراف الزجاج الحادة المتوهجة في أمعاء زميله أمام أنظار التلاميذ ووسط ذهولهم وعدم تصديق الكبار لما حدث...!
سقط الصغير مضرجا بدمائه وتدافع التلاميذ دون هوادة كل ينجو بجلده من هول المصيبة التي لم يسمع بمثلها قبلا ناهيك أن يكون شاهدها.... وياللمصيبة وصعوبة الموقف فلم تكن بالمنطقة حينذاك مستشفي ولا( شفخانة) ولاشخص يعرف معني الإسعافات الأولية والصغير يتلوي من الألم ثم.... يلفظ أنفاسه البريئة الطاهرة ويلحق ببارئه صائما.... إذ لم يروي ظمأه الذي كان سببا لنهاية أجله( إنا لله وإنا إليه راجعون)....!
ماالذي يحدث وماهي المعالجة...؟ وظل الناس في وجوم وحجز التلاميذ داخل ثكناتهم وإنبري المك مأمور نيتو وشيوخه لسد الفجوة وفي مثل هذه المواقف يبان معدن الرجال... ولأن موقف الناظر والد التلميذ الجاني حينها كان صعبا للغاية حيث أنه وأسرته كانوا وجلين ومرتعبين من أن يهاجمهم ذوي القتيل إنتقاما لطفلهم وهم الأغراب عن المنطقة( كواليب) ولا حماية لهم فدخل عليهم المك مطمئنا إياهم أن لاخوف عليهم وهم آمنون...!
تشاور المك وشيوخه في الأمر وقرروا أخيرا .... قفل المدرسة ومنح إجازة للتلاميذ لتهدئة الموقف وإنهاء الإجراءات القانونية والإدارية المتعلقة بالحادث وحل مسألة توفير مياه الشرب التي كانت سببا أساسيا للحادث...!
كما ذكرنا سابقا أن مدرسة شولينقولي تأسست في الفترة مابين 1954_1955 وهي فترة قيام أول برلمان سوداني والذي بدأ بسودنة الوظائف في كل من القوات النظامية والخدمة المدنية حيث كانت وزارة المعارف( التربية والتعليم حاليا) من نصيب السيد علي عبدالرحمن كوزير لها وكانت وزارة الحكومات المحلية من نصيب السيد محمدأحمد المرضي....!
....وكان قرار سودنة الوظائف وإنتقالها لسودانيين فترتها المقدرة لإنهائها هي ثلاثة سنوات وبالفعل تم التنفيذ حيث تزامن ذلك بإعلان إستقلال السودان في أول يناير1956 وتولي إسماعيل الأزهري الرئاسة فكان من أولويات مهامه البدء فورا في تطوير القوات المسلحة ودعمها كما إهتم بالتعليم كسلاح مدني إستراتيجي فأمر بإنهاء سريان قانون المناطق المقفولة منذ العام1898 وفتح التنقل بين المديريات وأمر بترقية وتعميم التعليم بجميع أنحاء السودان حيث أمر كل من الوزيرين علي عبدالحمن( المعارف) ومحمد أحمد المرضي( الحكم المحلي) بإنشاء المدارس الأولية( الأساسية) بجميع أنحاء السودان...!
تنفس الناس الصعداء حيث حلت مشكلة التعليم دون أن يجهدوا أنفسهم بالسعي خلفها وكان الأنشو من أسعد الناس بهذا الأمر.... وبالفعل تم إنشاء المدارس الآتية:
*مدرسة جلد الصغري
*مدرسة دابري الصغري
*مدرسة كتلا الصغري
*مدرسة كلاندي الصغري
....وبدون أي تأخير حلت مشكلة مدرسة شولينقولي التي كادت أن توئد عملية التعليم في مهدها....!
والجدير بالذكر أن هذه المدارس أنشأت بالمواد الثابتة وشيدت علي أحدث طراز بدعم من المجالس المحلية حينذاك( المحليات حاليا) علما أن الحكومة المركزية قامت بإنشاء المدارس الأولية بكل من:
* مدرسة الكرقل الأولية
*مدرسة أنقاركو الأولية
*مدرسة سلارا الأولية....!
وللفائدة نذكر أن المدارس الصغري كانت بمثابة التعليم الأهلي ولذلك فقد كانت فترة الدراسة فيها ثلاثة سنوات ينتقل منها التلميذ ليعيد الصف الثالث بالمدرسة الأولية ثم يمتحن للمرحلة الوسطي ليدرس ثلاثة سنوات ويمتحن للمرحلة الثانوية...!
ونسبة للتوسع في إنشاء المدارس كما ذكرنا كان لابد من الإستعانة بأكبر قدر من المعلمين وهنا ظهر دور الرعيل الأول من المتعلمين من الأنشو..... ونواصل
مدرسة شولنقولي هذه كان موقعها تحت قاعدة جبلية وقد تم حفر بئر لماء الشرب بجهد مضني إستخدمت فيه المعاول ومتفجرات الديناميت حتي تفجر منه الماء وذلك قبل فترة من إنشاء المدرسة... ولذلك فقد أصبح البئر يفقد ماءه شيئا فشيئا حتي بلغ أوجه بزيادة وارديه بفتح المدرسة ولذلك فقد واجه التلاميذ شحا في ماء الشرب وكانوا يتزاحمون عند البئر طلبا للسقيا...!
فذات يوم وبينما كان التلاميذ يتزاحمون عند البئر علي أمل الفوز بقطرة ماء لبل حلوقهم التي جفت من ترديد الكلمات العربية الممزوجة بشئ من الرطانة أثناء الدروس....وإذا بتلميذين يشتبكان في مشاجرة وكان أحدهما هو إبن ناظر المدرسة الأستاذ عثمان كوكو أو( أفندي عثمان) كما كان يلقب المعلم حينذاك...!
تدافع التلميذان في شجارهما وإحتدم الشجار ... وإذا بإبن الناظر يكسر زجاجة كانت بيده وبدأت أطرافها الحادة تبرق في وهج الشمس وهو يلوح بها مهددا ومتوعدا.... وفي لمح البصر غاصت أطراف الزجاج الحادة المتوهجة في أمعاء زميله أمام أنظار التلاميذ ووسط ذهولهم وعدم تصديق الكبار لما حدث...!
سقط الصغير مضرجا بدمائه وتدافع التلاميذ دون هوادة كل ينجو بجلده من هول المصيبة التي لم يسمع بمثلها قبلا ناهيك أن يكون شاهدها.... وياللمصيبة وصعوبة الموقف فلم تكن بالمنطقة حينذاك مستشفي ولا( شفخانة) ولاشخص يعرف معني الإسعافات الأولية والصغير يتلوي من الألم ثم.... يلفظ أنفاسه البريئة الطاهرة ويلحق ببارئه صائما.... إذ لم يروي ظمأه الذي كان سببا لنهاية أجله( إنا لله وإنا إليه راجعون)....!
ماالذي يحدث وماهي المعالجة...؟ وظل الناس في وجوم وحجز التلاميذ داخل ثكناتهم وإنبري المك مأمور نيتو وشيوخه لسد الفجوة وفي مثل هذه المواقف يبان معدن الرجال... ولأن موقف الناظر والد التلميذ الجاني حينها كان صعبا للغاية حيث أنه وأسرته كانوا وجلين ومرتعبين من أن يهاجمهم ذوي القتيل إنتقاما لطفلهم وهم الأغراب عن المنطقة( كواليب) ولا حماية لهم فدخل عليهم المك مطمئنا إياهم أن لاخوف عليهم وهم آمنون...!
تشاور المك وشيوخه في الأمر وقرروا أخيرا .... قفل المدرسة ومنح إجازة للتلاميذ لتهدئة الموقف وإنهاء الإجراءات القانونية والإدارية المتعلقة بالحادث وحل مسألة توفير مياه الشرب التي كانت سببا أساسيا للحادث...!
كما ذكرنا سابقا أن مدرسة شولينقولي تأسست في الفترة مابين 1954_1955 وهي فترة قيام أول برلمان سوداني والذي بدأ بسودنة الوظائف في كل من القوات النظامية والخدمة المدنية حيث كانت وزارة المعارف( التربية والتعليم حاليا) من نصيب السيد علي عبدالرحمن كوزير لها وكانت وزارة الحكومات المحلية من نصيب السيد محمدأحمد المرضي....!
....وكان قرار سودنة الوظائف وإنتقالها لسودانيين فترتها المقدرة لإنهائها هي ثلاثة سنوات وبالفعل تم التنفيذ حيث تزامن ذلك بإعلان إستقلال السودان في أول يناير1956 وتولي إسماعيل الأزهري الرئاسة فكان من أولويات مهامه البدء فورا في تطوير القوات المسلحة ودعمها كما إهتم بالتعليم كسلاح مدني إستراتيجي فأمر بإنهاء سريان قانون المناطق المقفولة منذ العام1898 وفتح التنقل بين المديريات وأمر بترقية وتعميم التعليم بجميع أنحاء السودان حيث أمر كل من الوزيرين علي عبدالحمن( المعارف) ومحمد أحمد المرضي( الحكم المحلي) بإنشاء المدارس الأولية( الأساسية) بجميع أنحاء السودان...!
تنفس الناس الصعداء حيث حلت مشكلة التعليم دون أن يجهدوا أنفسهم بالسعي خلفها وكان الأنشو من أسعد الناس بهذا الأمر.... وبالفعل تم إنشاء المدارس الآتية:
*مدرسة جلد الصغري
*مدرسة دابري الصغري
*مدرسة كتلا الصغري
*مدرسة كلاندي الصغري
....وبدون أي تأخير حلت مشكلة مدرسة شولينقولي التي كادت أن توئد عملية التعليم في مهدها....!
والجدير بالذكر أن هذه المدارس أنشأت بالمواد الثابتة وشيدت علي أحدث طراز بدعم من المجالس المحلية حينذاك( المحليات حاليا) علما أن الحكومة المركزية قامت بإنشاء المدارس الأولية بكل من:
* مدرسة الكرقل الأولية
*مدرسة أنقاركو الأولية
*مدرسة سلارا الأولية....!
وللفائدة نذكر أن المدارس الصغري كانت بمثابة التعليم الأهلي ولذلك فقد كانت فترة الدراسة فيها ثلاثة سنوات ينتقل منها التلميذ ليعيد الصف الثالث بالمدرسة الأولية ثم يمتحن للمرحلة الوسطي ليدرس ثلاثة سنوات ويمتحن للمرحلة الثانوية...!
ونسبة للتوسع في إنشاء المدارس كما ذكرنا كان لابد من الإستعانة بأكبر قدر من المعلمين وهنا ظهر دور الرعيل الأول من المتعلمين من الأنشو..... ونواصل
0 comments:
إرسال تعليق