كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن التينوركي أو بول البقر كعلاج للكثير من الأمراض وقد إقتنع البعض به بعد أن جربوه في أنفسهم لعلاج بعض العلل.....!
وقد أخذ البعض من الدجالين وأهل العلاج الشعبي في الترويج لكثير من المواد العضوية لبعض الحيوانات كإفرازاتها وبعض أجزائها الداخلية ... ومن بين هذه الأجزاء ( الأتي )أو المرارة وهي الحويصلة الصفراوية التي تحوي سائل أخضر شديد المرارة ومن هنا جاء إسمها ( المرارة).....!
ولهذه المرارة إستخدامات عديدة بحسب نوع الحيوان الذي تستخرج منه هذه المرارة.... فمرارة السمك مثلا كانت النساء تستخدمها في عملية ( دق الشلوفة) لإعطاء الشفاه لونا أخضر زيتي ناعم.... ومرارة الغراب علي ندرته كانت تستخدم لعلاج بعض الأمراض كالصرع مثلا.....!
الأونشو تسمي المرارة ( كلرتو) وتستخدمها في الطعام كمحدقات خاصة مرارة البقر .... ولقد رأيت أحدهم يقوم بحشو كمية من دقيق الدخن الممزوج بالشطة والملح في كيس المرارة حتي أصبح الكيس ككرة السلة ثم وضع هذا الكيس في الظل لأيام حتي جف فكان يأخذ من هذا المزيج كلما جلس للأكل ويخلطه بطعامه وكان يتلذذ به كثيرا....!
وكما ذكرت فقد كثرت إستخدامات بعض أعضاء وإفرازات الحيوانات خاصة الحيوانات البرية وكثيرا مانري في الأسواق وأبواب المساجد البعض من الدجالين وأهل الطب البلدي وقد إفترشوا معروضاتهم المكونة من هذه الأشياء يروجون لها ويسوقونها وتجد كثيرا من القبول لدي البعض من العامة.... وقد إنجرف في الآونة الأخيرة البعض من المثقفين ومن هواة جمع المال في هذه التجارة ودونكم قصة صاحبنا الكونجنق كونجنق ( أبو القنفذ) التي روج لها البعض مؤخرا حتي وصل سعره رقما خرافيا منافسا في ذلك القيمة النقدية للدولار.....!
ولكن ماصادفني يوم الجمعة الماضية أذهلني كثيرا وأطار باقي عقلي.... فبعد أدائنا لفريضة الجمعة بأحد مساجد المدينة وأنا في طريقي مارا بمسجد آخر فوجئت بجمع من الناس قد إلتفوا حول رجل جلس القرفصاء وقد إفترش أمامه مجموعة من القوارير وصررا من قماش بالي ربط بداخلها أشياء مجهولة.....
وسمعته وهو يجيب علي أسئلة الواقفين بكل ثقة وجرأة وخبرة المتمرس في مجاله وكيف أن علاجه هذا خير من الطب الحديث...... وإجابة لسؤال أحدهم عن علاج المصران أجاب وبكل ثقة.... أيوه عندنا ليهو علاج ومجرب كمان..... فإنتبه الجميع فأخذ الرجل من بين مقتنياته قارورة في مثل حجم أمبول البنسلين وبه سائل لونه بني داكن وقال للسائل:
دا بول أسد.... تلات مرات في اليوم... صباح علي الريق... نص النهار... وبالليل لمن تجي تنوم ... وماتشرب عليه موية خالص لأن دوا دا سخن شوية .....
دا بول أسد.... تلات مرات في اليوم... صباح علي الريق... نص النهار... وبالليل لمن تجي تنوم ... وماتشرب عليه موية خالص لأن دوا دا سخن شوية .....
لم أستطع كبح جماح نفسي فإنفجرت ضاحكا وأنا أسرع في الإبتعاد عن الموقع حتي لا أقع فريسة لهؤلاء الرعاع وقد غاظني أن الرجل حين سأل ذلك ( الفكي الدجال) عن سعر هذا الدواء السحري أجابه علي الفور.... جيبي خمسمية جنيه بس....!
ولم أضحك من مغالاة ذلك الدجال وإرتفاع سعر الدواء ولكني ضحكت علي سذاجة الرجل السائل وغفلته.... فمن أين له بصحة حديث الفكي وإن هذا (بول أسد).... وكيف إستطاع هذا الفكي الحصول علي هذا البول ( النفيس)...؟
وقلت لنفسي ... ربما كان لهذا الفكي زريبة لتربية الأسود وإستطاع أن يحصل علي بولها كما نفعل نحن حين نريد الحصول علي التينوركي فنأتي بقرعة ونجعلها خلف البقرة حين تقوم مصبحة فتبول..... ومازلت أضحك وأنا أجتاز الطريق حتي سمعت صافرة ركشة تنبهني وتعيد إلي صوابي فأخذت طريقي وأنا أقول بصوت عال.... سبحان الله .... ولاحول ولاقوة إلا بالله
عزيزي القارئ إحذر الدجالين وأشباههم.... وكن بخير وصباحك Zain
ولم أضحك من مغالاة ذلك الدجال وإرتفاع سعر الدواء ولكني ضحكت علي سذاجة الرجل السائل وغفلته.... فمن أين له بصحة حديث الفكي وإن هذا (بول أسد).... وكيف إستطاع هذا الفكي الحصول علي هذا البول ( النفيس)...؟
وقلت لنفسي ... ربما كان لهذا الفكي زريبة لتربية الأسود وإستطاع أن يحصل علي بولها كما نفعل نحن حين نريد الحصول علي التينوركي فنأتي بقرعة ونجعلها خلف البقرة حين تقوم مصبحة فتبول..... ومازلت أضحك وأنا أجتاز الطريق حتي سمعت صافرة ركشة تنبهني وتعيد إلي صوابي فأخذت طريقي وأنا أقول بصوت عال.... سبحان الله .... ولاحول ولاقوة إلا بالله
عزيزي القارئ إحذر الدجالين وأشباههم.... وكن بخير وصباحك Zain
0 comments:
إرسال تعليق