من غريب المصادفات التي مرت بي في حياتي توافق بعض المفردات التي لها تقارب في اللحن وموسيقي الحروف ولها نفس المعني بعدة ألسن وقد تعجبت كثيرا لهذا التوافق.....!
والمفردات هي :
١/ بوركار.... بلسان الأونشو
٢/ بورقل ... بلسان الأما ( النيمانج).
٣/ Burglar.... في الإنجليزية
علما أنها جميعا تأتي بمعني لص( نشال).....
١/ بوركار.... بلسان الأونشو
٢/ بورقل ... بلسان الأما ( النيمانج).
٣/ Burglar.... في الإنجليزية
علما أنها جميعا تأتي بمعني لص( نشال).....
فالأونشو لديها ثلاث مفردات تأتي بمعني كلمة لص.... وأولاهم هي مفردة (برتو) وتعني اللص الذي يكمن في الطرقات وينهب الناس عنوة وبقوة السلاح ... أما المفردة الثانية فهي مفردة ( توار) وتعني اللص الذي يدخل البيوت والمحال التجارية ليلا ويكسر أقفالها ويسرق مافيها.... وأما مفردتنا الأخيرة فهي كلمة( بوركار) وتعني اللص الذي يدخل يده خلسة لجيبك في المواصلات مثلا ويأخذ ماتملك... وقد يسرق ماوضعته في بيتك نهارا أثناء إنشغالك عنه لثقتك فيه وهذا ما يسميه الأونشو بالبوركار ....!
ومن جنس ذلك أن رجلا من من كبار التجار من ناحية الضعين ركب القطار يريد السفر للخرطوم فتبعه بوركار كبير يريد نهب أمواله ولكنه لم يستطع ذلك لأن التاجر كان يحمل ماله داخل كمر ( حزام جلدي عريض به جيوب يتحزم به المرء)....!
وفي مدينة كوستي نزل التاجر لبعض أغراضه فتبعه البوركار والذي كان قد وثق صلته به ... ونزلا بإحدي الوكالات( جمع وكالة وهي نزل يستقبل المسافرين كاللوكاندة).... ونزلا في غرفة واحدة وجعلا يتسامران فترة ثم أن التاجر قال للبوركار إذهب الي السوق القريب وآت لنا بسمك نأكله ونزع مبلغا من الحزام أمام ناظريه وأعطاه فهرع صاحبنا ليأتي بالسمك.....
وعند عودته فوجئ بالتاجر قد نزع عنه كل ملابسه ولم يبق إلا بالملابس الداخلية بحجة دخوله الحمام ليستحم.... وسال لعاب صاحبنا البوركار لهذه الفرصة الذهبية ليسرق مال التاجر أثناء غيابه ... وغادر التاجر ليستحم....!
وماإن إطمأن صاحبنا لنفسه حتي بدأ بالبحث عن كمر صاحبه الذي يحوي المال وجعل يبحث في حقيبة التاجر فلم يجد الكمر بداخلها .... وبحث بين الملابس المطوية بالحقيبة وقلب المفارش والمراتب فلم يجد هذا الكمر ومازال في أمره هذا حتي فترت همته وجلس وقد أرهقه التفكير وأنهكه تعب البحث.....!
وعاد صاحبه التاجر بعد أن إستحم فوجده علي حالة يرثي لها من الإنهاك فسأله عما به خاصة أنه تركه قبل لحظات وهو يرفل في ثوب من العافية فقال له البوركار معترفا ... إعلم ياأخي أنني لست كما أدعي ولست ذلك الشخص الذي وثقت فيه فأنا لص كبير أحترف مهنتي عبر السكة حديد وقد باعني إياك زميل لي عندما راك تحمل مبلغا من المال لم يستطع نهبه منك.... ولقد رأيتك تخرج ماتحمله أمامي دون حذر قبل ساعات فوددت سرقتك ولكني لم أفلح في إيجاده... وإني أعترف لك بفشلي وأعلن توبتي من السرقة إعتبارا من اليوم علي أن تعلمني أين خبأت مالك عني.....!
تبسم التاجر لحظة ثم قال لصاحبه... بما إنك إعترفت لي بذنبك فإعلم ياصاحبي أنني لست كما تظن ولست تاجرا للبهائم كما أدعي وإنما أنا تاجر بشر وقد تم بيعك لي في الضعين من ذلك الشخص الذي دلك علي ماأحمله من مال حتي تتبعني دون علم بما أنوي بك من أمر.... وكنت متفقا مع أحد التجار هاهنا لبيعك له وعندما أرسلتك لشراء السمك لنأكله كان هذا التاجر يراقبك عن قرب ولكنه أبدي عدم حاجته بك وأخبرني بذلك وغادر قبل عودتك بلحظات....!
وأما عن مالي فقد خبأته بمكان آمن أدركت بخبرتي أنك لن تصله فخبأته فيه وهو هاهنا ..... وأمام إستغراب وذهول اللص سحب التاجر حقيبة اللص من تحت أرجله وفتحها وجر الكمر من بين أغراضه ولم يصدق اللص أن المال الذي قلب الغرفة بحثا عنه كان طول الوقت بحقيبته وبين أغراضه ولم يكن يكلفه إلا أخذ حقيبته والمغادرة ولكنه ذهب بتفكيره بعيدا فضاع منه هذا الكنز وتحسر أيما تحسر ولكنه علي تحسره فرح كثيرا أن الأقدار ساعدته فلم يتم بيعه فخرج مهرولا وهو لايصدق نفسه أنه كان بمعية بشر مثله وله هذا التخطيط وسعة الحيلة وإنما ذاك شيطان رجيم..... وقد صدق المثل القائل( جيت تصيدو يصيدك).... وكونوا بخير وصباحكمZain
0 comments:
إرسال تعليق