تأثرت كثيرا وأنا أقرأ مداخلة إبنتي Howida
Karkour
التي ندبت فيها حظها العاثر من عدم الحظوة بعدد من الكنداكات في منتدي كوجينقلي
وإن أبناء آدم بأغلبيتهم هيمنوا بذكرياتهم علي الجو .... حتي إنها من الضغط
و(الدبرسة) جددت طلبها لتحظي بشئ من الجبنة أو الشاي من صاحبتها بت نورين لتهدئ به
روعها.....
وحتي لا تنهار كلية من هذا الوضع الذي
ألفناه منذ أمد بكل منتديات الأونشو من عدم نشاط وتفاعل الجنس الناعم مع كل ماينشر
علي الصفحات الأسفرية من مواضيع حتي وإن كانت حصرية ومكتوب عليها( عفوا للبنات
فقط) فهن دائما عازفات عن التفاعل معها......!
ولأجل أن أريح دماغ إبنتي وأقطع لها (
الشروم) فها أنا ذا أقدم لها في هذا الصباح كوبا من الشاي السادة وعليها أن تضيف
السكر علي ( كيفها ومزاجها) .... علي أن كوبي الذي أقدمه من نوع آخر فإلي مدارج
الموضوع.....
في موضوع الأمس تناولنا القهاوي أو المقاهي
ودورها الإجتماعي والثقافي والخدمي في السودان عبر التاريخ.... وتلك الفكرة أي
فكرة القهاوي نشأت في الأصل من الأرياف حيث كان يحلو للناس أن يجتمعوا لأغراضهم
الإجتماعية ويحتسون خلالها الشاي وربما إجتمعوا لمجرد التسامر وإحتساء الشاي....
ومع مرور الزمن ظهرت مجالس إنس كانت تعد خصيصا لإحتساء الشاي والمناظرة بالشعر وقد
سميت هذه المجالس ب( مجالس البرامكة) وكانوا يسمون الشاي في مجالسهم تلك ب(
الباتيل البشد الحيل) وكانوا يتفاخرون بشربه وإمتدحوه وذكروا فيه شعرا كثيرا ....
وقد سادت مجالس سمرهم هذه وكثرت عند قبائل كردفان العربية ولم تجد حظا عند القبائل
النوبية لعدم تلذذهم أو شغفهم بإحتساء هذه المشروبات.....
علي أن إنعدام تلك المجالس عند النوبة لم
يكن مرده عدم معرفتهم بالشاي كمشروب ولكن لم يك له نفس الرواج الإجتماعي.... وقد
ذكرت في مقال لي سابقا أن الأونشو بالذات كقبيلة نوبية عرفوا الشاي كمشروب وكانوا
يغلونه في أباريق تسمي الواحدة منها ( بكتو Buctu) .....!
وقد تفننت كنداكات الأونشو في تعاملهن
بالشاي بطرق طريفة وكن يختبرن بها ذكاء البورجلي وأحيانا كانت أكواب الشاي تعد
نوعا من التعبير التجريدي لمشاعر البنت تجاه الولد .... وذلك بطريقة تقديم الشاي ...
ومن هذه الطرائف أن الفتاة إذا تنافس
لخطبتها عدد من الشباب وتريد إختيار واحد منهم فما عليها إلا أن تعزمهم بالمنزل
لإحتساء كوب من الشاي فيلبي الجميع طلبها..... وعند تقديم الشاي تتعمد الفتاة
تقديم الشاي ماسخا (بدون سكر) ماعدا كوبا واحدا تضعه في موضع معين وسط بقية
الأكواب وتقدمه بطريقة خاصة لمن إختارته من الشباب دون أن ينتبه الباقون.....
وبمجرد أن يبدأوا في إحتساء المشروب يكتشف
كل منهم أن مشروبه بدون سكر وذلك دليل رفض البنت له ولكنه حفظا لماء وجهه أمام
أنداده لا يظهر أي تعبير أو إمتعاض ل(مساخة) الشاي بكوبه وإنما يتعمد مشكار ( ذكر
محاسن) كوبه من الشاي ومدي تلذذه به.... وهكذا يفتخر كل واحد منهم أمام الجميع(
بنفاق) حتي لا يظهر للقوم أنه مرفوض و( مطرود).... وأما صاحبنا المختار فهو يتلذذ
بكوبه والفرحة لاتسعه ولكنه لايظهر مشاعر البهجة أكثر من الباقين تحفظا وتجنبا
لنشوب مشكلة فيما إذا إكتشف الباقون أنه سعيد الحظ.....!
وبعد مغادرتهم وقد علم الجميع بحظهم من
ماقدم لهم حسب النوع لم يعد بإمكان أحدهم العودة لهذا البيت إلا سعيد الحظ صاحب
(الكوب الحلو) وقد تكون الفتاة أسرت لأسرتها بإختيارها له فيرحب به كخطيب لإبنتهم......
وعلي زماننا كانت البنات لهن خدعة فيزيائية
يقدمن بها أكواب الشاي..... فبعد أن تملأ الواحدة منهن الكوب بالشاي حتي الحافة
تقوم بوضع صينية شاي نظيفة مقلوبة فوق الكوب ثم تقلب الإثنين معا وهي تضغطهما بشدة
بحيث يصبح الكوب فوق الصينية ولكن بشكل مقلوب.... ونسبة لعدم وجود فراغ هوائي بين
الإنائين فلن ينسكب الشاي أبدا ويظل الكوب ملتصقا بالصينية وتضعه علي المنضدة
قائلة لك .... إتفضل أشرب الشاي.... وتتركك حائرا وتذهب لحالها.....!
وهنا عليك أن تتصرف..... والمطلوب منك إحتساء الشاي علي أن يظل كل من الكوب والصينية علي لمعانهما ونظافتهما عند حضور الفتاة..... أما كيف تتصرف فتلك مسألة أتركها لتقديرك وذكائك.....!
وهنا عليك أن تتصرف..... والمطلوب منك إحتساء الشاي علي أن يظل كل من الكوب والصينية علي لمعانهما ونظافتهما عند حضور الفتاة..... أما كيف تتصرف فتلك مسألة أتركها لتقديرك وذكائك.....!
أيضا هناك مسألة أجمل .... وهي أن تأتي إليك
بكوب الشاي بشكل عادي جدا وتضعه أمامك ثم تجلس في مواجهتك ومع صويحباتها وتقول لك
... إتفضل إشرب الشاي.... وعندما تهم برفع الكوب عن الصينية تقول لك:
أنا ماقلت ( شيل الشاي وأشربو)... أنا قلت ليك ( أشرب الشاي) يعني فضي لي الكباية بدون ماتشيلها من محلها.......!
قال صديقي إن حل هذه المسألة سهل جدا وهي مربوطة بك كفتي نظيف ووجيه بمعني أنك تحمل معك منديلا...... فما عليك إلا إخراج المنديل وبرم أحد أطرافه حتي يصير رفيعا كالحبل ثم ضع أحد طرفيه في الكوب وسرعان مايمتص كل الشاي عن طريق نظرية (الخاصية الشعرية) .... وهنا عليك أن تضع المنديل بجوار الكوب الفارغ لتأخذه الفتاة ضمن أغراضها وتذهب به وتأتي بأكواب شاي للجميع لإحتسائه وليستمر السمر كالعادة ثم إذهب لحالك دون المطالبة بمنديلك.......!
أنا ماقلت ( شيل الشاي وأشربو)... أنا قلت ليك ( أشرب الشاي) يعني فضي لي الكباية بدون ماتشيلها من محلها.......!
قال صديقي إن حل هذه المسألة سهل جدا وهي مربوطة بك كفتي نظيف ووجيه بمعني أنك تحمل معك منديلا...... فما عليك إلا إخراج المنديل وبرم أحد أطرافه حتي يصير رفيعا كالحبل ثم ضع أحد طرفيه في الكوب وسرعان مايمتص كل الشاي عن طريق نظرية (الخاصية الشعرية) .... وهنا عليك أن تضع المنديل بجوار الكوب الفارغ لتأخذه الفتاة ضمن أغراضها وتذهب به وتأتي بأكواب شاي للجميع لإحتسائه وليستمر السمر كالعادة ثم إذهب لحالك دون المطالبة بمنديلك.......!
وبعد أيام سوف تأتيك كمية من المناديل
المطرزة الأطراف بعدد من كن بذاك المجلس من البنات إطراء لذكائك وتصرفك وتعويضا
لمنديلك الذي فقدته بعد أن إتسخ بالشاي... علما أن أقمشة ذلك الزمان إذا تلوثت
بالشاي أو الدم أو الصدأ لم يكن من السهل نظافتها مما علق بها كما هو الآن لأنها
كانت قطنية.....!
وأعتقد بكفاية ماأوردته من أمثلة عن (
حرفنة) البنات في مجال الشاي مدللا به أن السمر واللهو أثناء إحتساء الشاي والجبنة
والذي كان منشأ المقاهي والأندية لهو من بنات أفكار الكنداكات منذ أمد بعيد وقد
طال الزمن وعدن مؤخرا ليرثن إحتراف صناعة الشاي والجبنة وإن كان الغرض الحالي من
الحرفة مغايرا لأنه هاهنا مادي بحت ولكنه في الأصل يعود إليهن...... فهنيئا لكن
ياحريفات ومرحي لنا بكن في مقهي (أولال كيلي) المنتظر من الجميع وكونوا بخير
وصباحكم Zain
0 comments:
إرسال تعليق