لست أدري من أين جاءت عادة أن يكون لكل عريس
إشبين وماذا يعني هذا وما دوره أو ما الغاية الدينية أو الإجتماعية للإشبين....!
الإشبين عزيزي القارئ هو شخص يقوم بمرافقة
العريس أثناء فترة مراسم زواجه ويقوم بخدمته أو ينوب عنه كوكيل في أداء بعض المهام
أثناء مراسم الزواج وقد أطلق عليه في العامية السودانية إسم ( الوزير)... وهو وزير
بدون حقيبة وزارية وتعد دولته من أقصر فترات تقلد الحكم مقارنة بباقي أنظمة الحكم
والسلطان قاطبة إذ لاتتعدي فترة سلطانه أكثر من أسبوع علي أحسن الفروض....!
الأونشو عرفت عادة الإشبين هذه وقد طبقته في
تقاليدها منذ القدم حيث كانت تختار أحد الصبية كإشبين للكالير .... والكالير هو
الفتي الذي يتم ختانه في عمر المراهقة حسب ماكان سائدا حينذاك وقد تناولنا هذا
الموضوع في عدة مقالات سابقة....
وإشبين الكالير يعد مساعدا له في جميع مهامه
من حيث مرافقته حتي في خروجه للخلاء ولا يفارقه أبدا حتي عند منامه وكأنه إبنه
ولأجل هذا أطلق عليه إسم ( كاليرن دوانق) أي إبن الكالير..... وتظهر أهميته عند
إقامة مراسم الجلد حيث يقوم بحمل مجموعة السيطان ( جمع سوط) ودفعها لصاحبه عند
الضرورة ويشبه في مهمته هذه مساعد لاعب الغولف الذي يحمل ويمد اللاعب بالمضارب عند
الحوجة ويشجعه.....
هذا الإشبين أو الكاليرن دوانق يتم إطلاق
لقب أو ( كآل لور) عليه مثلما يطلق علي الكالير أو الفتي المختون وذلك بإلتقاء كل
إشبينين فيتصافحان ثم يختار كل واحد منهما لقبا..... وأذكر أن أبي عليه الرحمة ذكر
أنه كان إشبينا لأحدهم وقد منح لقب ( أوشيرآنق) أما نده الآخر وهو إبن عمه فقد
إختار لقب( بوديا لانق)..... وكان أبي يعتز كثيرا بدفعته في الإشبينية وصديق عمره
ويحترمه غاية الإحترام ..... وكان إذا أغاظه شئ ما أو جادله شخص كان لايفتأ يردد
عبارة.... بوديا لانقي نينقو .... أي يا لأم بوديا لانق.... وكأني به كان يقصد قول
( وأم بوديا لانق) شئ كالقسم كما نقول( وأيم الحق).....!
علي أن الأونشو لم تقف علي عادة الإشبين فقط
في مراسم الختان أو الكاليري.... وإنما عرفت هذه العادة في مراسم الزواج والختان
أيضا.... ولازلنا نلاحظ عادة إختيار الإشبين أو الوزير في مراسم الختان فيختارون
للطفل المختون وزيرا يرافقه ويقوم بخدمته ووصل بهم الأمر إعتقاد أن الطفل الذي
يختن ولايختار له وزير قد تصيبه العين أو يصيبه السحر أو يضربه الجن ولذلك فهم
يصرون علي تعيين وزير دولة له ولو لفترة أسبوع حتي يبرأ جرحه ....!
أما إشبين العريس أو وزيره فهو عند الأونشو
ليس وزير دولة وإنما وزير كامل يحمل حقيبة( وإن كانت هي حقيبة مال العريس).... فمن
مسؤولياته إستلام كامل الأمور المالية للعريس خلال فترة المراسم والإقامة بمنزل
أصهاره خاصة بعد أن يتفرق ذوي العريس فور إتمام عقد الزواج فهنا لايوجد قرب العريس
إلا إشبينه الذي يرافقه كظله ولايفارقه حتي عند نومه فينامان علي سرير واحد بينما
تنام العروس وإشبينتها( تسمي وصيفة العروس) علي سرير آخر في نفس الغرفة..... وتنفذ
هذه المراسم بصرامة عجيبة طيلة أيام ماقبل المرقة.... (المرقة هي ترحيل العروس
لمنزل زوجها) .... وبعد مراسم المرقة يفترق الإشبين والإشبينة( الوصيفة) عن
الزوجين ليجتمعا لأول مرة في عشهما الجديد.....!
وقد يكون من مهام الوزير أو الإشبين تمثيل
العريس في جميع المراسم إذا كان غائبا في بلد آخر مثلا وتم العقد بغيابه فهاهنا
يعطي الوزير جميع صلاحيات العريس في المراسم ماعدا ( الدخلة) ولكن له الحق في تقبل
عادة الحنة والضريرة وتقبل التهاني والهدايا نيابة عن العريس ويجوز له مرافقة
العروس ضمن عادة السيرة في يوم المرقة لبيت ذوي زوجها ( أصهارها).... وقد يمتد
التفويض حتي مرافقتها في السفر لزوجها إذا كان في بلد آخر شرط أن يكون هذا الوزير
إبن عم العريس أو صديقه منذ الصغر....!
عزيزي القارئ رغم معاصرتي لعادة إختيار
الإشبين أو الوزير للعريس أو ودالطهور ( الطفل المختون) إلا أني لم أقف بعد علي
حكمته أو مرجعيته العقائدية أو من أين نبعت هذه الفكرة وصارت كعادة تمارس لدينا
ولدي غالبية شعوب العالم وليتك تدلي بدلوك وتمدنا بما نجهل عن هذه العادة أو مالم
نقف عليه من تقاليد في هذا الأمر .... وكن بخير وصباحكZain
0 comments:
إرسال تعليق