مما لاشك فيه أن للحكامة أثر بليغ في حراك المجتمع خاصة في الريف حيث تسود التقاليد الرصينة التي تعد قانونا يسري علي الجميع دون إستثناء....
بالأمس وعبر مداخلاتهم تناول الأخوان كيكين وكرتكيلا مصطلح( أريندل) ومعناه عند الأونشو وقد حرص الأخوان علي تحليل مفهوم هذا المصطلح بمنهج علمي يدل علي تعمق كلاهما في الأونشونوي.....
ومصطلح أريندل عند الأونشو يشمل كل منطقة حل بها العرب وسكنوها ولكن في مطلع الأربعينات حين وصل الأونشو في تحركهم وإختلاطهم بالناس إلي أقاصي الحدود السودانية وصنفوا القبائل بأسمائهم عادوا فإصطلحوا علي إطلاق إسم ( أريندل) للعاصمة الخرطوم فأصبح هذا المصطلح شائعا عند الأونشو وأما باقي المدن فقد ظلت تسمي بأسمائها المعهودة مثال مدني ، كوستي، سنار، بورتسودان... ورغم وقوع هذه المدن بما فيها الخرطوم علي الشواطئ لم يسمها الأونشو إيريندل ( إيري/ دل) أي مدن الساحل أو الشاطئ أو حتي مدن حوض النيل....
أما التحليل القائل بأن معني مصطلح أريندل ( أري/ دل) هو (بلد العرب) فهو القريب حيث أن للخرطوم ميزة إعتبارية خاصة من حيث الشخصية فهي غير معرفة بقبيلة معينة وإنما ( لحم راس) فالكل يتحدث العربية ويقلد عادات أهلها.... فلذا يصلح هذا المفهوم لها بغض النظر عن إثنياتهم .... فهم عرب بالعادة والتقليد وليس بالميلاد و المنشأ حسب المعروف....
نعود لحكامتنا حيث ذكرت في أغنية شندوكولا شهيرة وطويلة نقتبس منها مقطعا تقول فيه:
كوليندلقي واري...
أريندلقي واري....
كوليندلقي واري...
أريندلقي واري....
والمعني ....
أحب بلاد الجبال...
أحب بلاد العرب....
سبحان الله ... يالها من حكامة طموحة و ( طماعة).... فهي تحب موطنها بالجبال وكذلك فهي تشتاق لرؤية الخرطوم التي سمعت العجائب عنها.... وكما ذكرت فخرطوم الخمسينات كانت تعد طفرة في عالم الجمال وعجيبة من عجائب الدنيا في زمانها وعز مجدها ..... فهي كانت تعد بمصاف مدن الغرب من حيث التنسيق والهدوء والدعة والأبهة.... وقد مرت بي عبارة كان يرددها الناس ويحبون إطلاقها علي كل فاخر من المصنوعات وهي عبارة ( خرطوم بالليل).... حتي إنهم أطلقوا هذا الإسم علي بعض المصنوعات كالأقمشة التي تعطي بريقا أو تعكس الأضواء ..... وكان ذلك المصطلح مثل مصطلح Soir de paris أو ( ليل باريس) الشهير الذي أطلق علي أطيب وأزكي أنواع العطور الفرنسية حينذاك.....
أحب بلاد الجبال...
أحب بلاد العرب....
سبحان الله ... يالها من حكامة طموحة و ( طماعة).... فهي تحب موطنها بالجبال وكذلك فهي تشتاق لرؤية الخرطوم التي سمعت العجائب عنها.... وكما ذكرت فخرطوم الخمسينات كانت تعد طفرة في عالم الجمال وعجيبة من عجائب الدنيا في زمانها وعز مجدها ..... فهي كانت تعد بمصاف مدن الغرب من حيث التنسيق والهدوء والدعة والأبهة.... وقد مرت بي عبارة كان يرددها الناس ويحبون إطلاقها علي كل فاخر من المصنوعات وهي عبارة ( خرطوم بالليل).... حتي إنهم أطلقوا هذا الإسم علي بعض المصنوعات كالأقمشة التي تعطي بريقا أو تعكس الأضواء ..... وكان ذلك المصطلح مثل مصطلح Soir de paris أو ( ليل باريس) الشهير الذي أطلق علي أطيب وأزكي أنواع العطور الفرنسية حينذاك.....
والطريف أن حب وشغف الحكامات بالخرطوم في أشعارهن كان له دور كبير حتي في نفوس فتيات ذلك الزمان حيث كن يفضلن الشباب الوافد من العاصمة علي ( أولاد البلد) في حال تقدمهم لخطبتهن وذلك ماجعل الكل يهرع لنيل بركة النيل( البحر) ومن ثم العودة للفوز بقلوب ( عذاري الحي) وحسناوات الفريق.....
و حتي كبار السن الذين لم يبارحوا مساقط رؤوسهم كانوا يحلمون بالخرطوم ويطوف خيالها بذواكرهم الممتلئة بأحداث الزمان والأمكنة.... وتحضرني طرفة أن عجوزا وقفت ذات يوم تنادي علي عنزتها ( غنمايتها) الوحيدة لكي تطعمها كما إعتادت فبدأت تقول:
كروو ... كروو ... كروو...
ولكن العنزة العنيدة لم تطاوعها وتظهر لها فقالت متسائلة بصوت عالي :
نو أوقد جي توما ... نو أوقد كرتومرندي شوونق نانق....
والمعني.... أين ذهبت هذه العنزة... أم لعلها ذهبت للخرطوم.... وكأني بهذه العجوز وقد ظنت أن الخرطوم تقع خلف جبراكتها مباشرة لكي تصلها هذه العنزة.....هههه.
كروو ... كروو ... كروو...
ولكن العنزة العنيدة لم تطاوعها وتظهر لها فقالت متسائلة بصوت عالي :
نو أوقد جي توما ... نو أوقد كرتومرندي شوونق نانق....
والمعني.... أين ذهبت هذه العنزة... أم لعلها ذهبت للخرطوم.... وكأني بهذه العجوز وقد ظنت أن الخرطوم تقع خلف جبراكتها مباشرة لكي تصلها هذه العنزة.....هههه.
وكان هذا هو مفهوم الناس عن الخرطوم فهي بحسب حكامتهم وتناولها لها في شعرها أضحت قريبة في مسافتها..... مرئية بمنتجاتها التي تستورد بواسطة شبابهم.... مشتهاة لكثرة مايحكي عنها وعن جمالها.... راقية يحبها الجميع.
عزيزي القارئ غدا بإذن الله نتناول صورة أخري من لوحات الحكامة التي رسمتها بأغانيها فأبدعت وجعلت قلوب الجميع يهفو إليها .... فعم صباحا.... وكن بخير.... وصباحكZain
0 comments:
إرسال تعليق