(عزيزي القارئ في البدء أعتذر لإحتجاب يومياتي عن النشر لظروف تتعلق بإنسياب شبكة النت في الأيام الفائتة....)
الصديق الأمين علي كرتكيلا أورد في إحدي تعليقاته مقطعا لقصيدة حكامة من الأونشو تقول فيها ( أريندل أل أونري) والمعني أنها تحب أن تري الخرطوم ... لأن مصطلح ( أريندل) عند الأونشو يعني الخرطوم وبلاد البحر عموما....
وقد طلب الصديق إبداء رأيي في هذا المقطع من ناحية فنية ولأني لست ضليعا في فن النقد الأدبي إلا أن نفسي أبت إلا وأن أدلي برأيي ولو من جانب آخر فكان ماسيلي....
وقد طلب الصديق إبداء رأيي في هذا المقطع من ناحية فنية ولأني لست ضليعا في فن النقد الأدبي إلا أن نفسي أبت إلا وأن أدلي برأيي ولو من جانب آخر فكان ماسيلي....
المعروف عن الحكامات وصنوهن من الحكامين ( علي وزن دبابين) أنهم أناس يقولون مالايفعلون ولكنهم بنهجهم هذا يلعبون أدوارا خطيرة في حراك المجتمعات... والمعني أن الشاعر يستطيع بقول بسيط قلب موازين الحياة في أي مجتمع ببيت شعر واحد دون أن يشارك في هذا الحدث فعليا مثال بعض الحروبات في عهد الجاهلية والتي تأججت نيرانها ردحا من الزمن ومات فيها خلق كثير لا لشئ فقط لقول شاعر أو شاعرة بيتا من الشعر.....
ومن الشعراء من كان يتكسب بشعره ويمنح الآلاف من الدنانير فقط لقاء عدد من أبيات الشعر في بلاط سلطان أو ملك....
ومن الشعراء من كان يتكسب بشعره ويمنح الآلاف من الدنانير فقط لقاء عدد من أبيات الشعر في بلاط سلطان أو ملك....
وأذكر أيام كنا صغارا كانت هناك قصيدة تذاع في برنامج ( ركن الأطفال) تقول كلماتها :
ياربي متين أشوف الخرطوم
متين أشوفها وأتهنأ ويقولوا لي مدنية....
وترد عليها الجوقة :
لا لا ... لا لا ياقروية... خليكي في فرقانك تعيشي هانئة سعيدة... هناك إنتي غنية...
ياربي متين أشوف الخرطوم
متين أشوفها وأتهنأ ويقولوا لي مدنية....
وترد عليها الجوقة :
لا لا ... لا لا ياقروية... خليكي في فرقانك تعيشي هانئة سعيدة... هناك إنتي غنية...
وبنفس هذه الأحاسيس تغنت حكامة الأونشو وأخرجت مابها من أشواق دفاقة لرؤية الخرطوم التي قد تكون سمعت أوصاف الحياة الرخية فيها وكيف أن الناس هنالك يعيشون في رفاهية ورخاء ( خرطوم الخمسينات والستينات)....
وكان للحكامات دور كبير في هجرة الشباب نحو العاصمة والمدن الكبري وإحتراف المهن في المصانع والشركات والتي أدت إلي تنمية ورقي البلاد في تلك الفترة.... ورب مقطع قصيدة تتمني فيها حكامة إرتداء (توب زراق)... وهو توب قطني صرف مصبوغ يدويا بصبغة زرقاء ثقيلة جدا حتي إن هذه الصبغة تعلق ببشرة المرأة عند إرتدائها لتوب الزراق هذا.... ولتجنب هذا الأمر كانت النساء تغسلن هذا التوب بطين صلصالي يسمي( مر) لإيقاف إلتصاق هذا اللون ببشرتهن....
وربما ذكرت الحكامة هندام جندي وفد من مناطق الحرب بالحبشة أو جنوب السودان فيهرع شباب القرية للتجند والإنتظام بسلك الجندية غير آبهين بأن الإنتظام في الجندية يعني الإبتعاد عن القرية وربما الموت رميا بالرصاص في أرض المعركة..... ولاهم لهم يومها إلا إرتداء الميري (الزي العسكري) والتهادي به أمام ( عذاري الحي) وذاك كان شرف يعادل شرف الموت فداء الوطن......
ورب قصيدة شعر تورد مدحا لمزارع أنتج محصول قطن وافر ليتنافس الكل في موسم ما لإنتاج أكبر كمية منه ومنهن من قالت:
إيدو أورتو بيرقي بيلي دولدو كوري تاكون آنق......
جيدو تو كيلي تاك أمونق...
ورب قصيدة شعر تورد مدحا لمزارع أنتج محصول قطن وافر ليتنافس الكل في موسم ما لإنتاج أكبر كمية منه ومنهن من قالت:
إيدو أورتو بيرقي بيلي دولدو كوري تاكون آنق......
جيدو تو كيلي تاك أمونق...
والمعني... يقال أن هناك إمرأة مزارعة غنية إنهدمت فوقها سويبة ( صومعة) سمسم فأخرجت لها لسانها سخرية ( وكأني بها تخاطب السويبة وتقول لها إنهدمي ماشئت فلن يضرني إنهدامك فإني أمتلك سواك الكثير)...
ومثلها قصيدة الحكامة فيمن سمي ب( عمر كمبو) حين قالت :
اللوري شونيكو تندار أكوشنقي...
أول مزاري أونيري....
والمعني.... ليتني أستطعت أن أشحن حمولة لوري من القطن وأجلس فوق التندا ( سقف القبين) وذلك لعدم مكان للجلوس وأكون بذلك أول مزارعة تفعل هذا الأمر باذة الجميع( كما فعل عمر كمبو)....
اللوري شونيكو تندار أكوشنقي...
أول مزاري أونيري....
والمعني.... ليتني أستطعت أن أشحن حمولة لوري من القطن وأجلس فوق التندا ( سقف القبين) وذلك لعدم مكان للجلوس وأكون بذلك أول مزارعة تفعل هذا الأمر باذة الجميع( كما فعل عمر كمبو)....
وعلي الرغم من دور الحكامة في هذا الحراك لأفراد المجتمع في الداخل وإرتباطهم مع المجتمعات المجاورة إيجابيا إلا أنها لعبت دورا آخر كان له نواتج سالبة علي المجتمع.... ولكن حتي لا يترهل الموضوع نؤجل تناول الشق الآخر من دور الحكامات في الحلقة القادمة بإذن الله....
كونوا بخير .... وصباحكمZain
كونوا بخير .... وصباحكمZain
0 comments:
إرسال تعليق