إتصل رجل علي صاحبه في منتصف الليل وسأله قائلا.... إنت الزيتون مش
لونو أسود لامع...؟
فرد عليه صاحبه: أيوه نعم.
فسأله: عندو أربعة كرعين...؟
فرد صاحبه: لا أبدا....
فقال: إذن أنا أكلت أبوجعران....!
فرد عليه صاحبه: أيوه نعم.
فسأله: عندو أربعة كرعين...؟
فرد صاحبه: لا أبدا....
فقال: إذن أنا أكلت أبوجعران....!
عذرا عزيزي القارئ إذ بدأت يومك بذكر مخلوق مقرف علي حسب ماتآلف
عليه الناس ولكن لاحياء ولاقرف في الدين والعلم...... وربما عرف الناس حشرة أبي
الجعران أو أبوالدرداق كحشرة مقرفة تتواجد دائما وسط روث البهائم والفضلات البشرية......!
هذه الحشرة عزيزي القارئ تعتبر بحق من منظفات البيئة ومطهراتها
التي لاغني عنها خاصة في الريف إذ أنها تعمل جاهدة في نظافة البيئة من جميع
المخلفات الحيوانية......!
ولكن ياعزيزي القارئ هل أبدا سألت نفسك أين يذهب هذا الأبوجعران
بكرات الفضلات التي نراه يدحرجها أمامه جاهدا.....؟
وهل سألت عن فائدته منها...؟
وهل سألت عن فائدته منها...؟
لا أظنك فعلت وإنما إكتفيت بالقرف منه والإشاحة بنظرك عنه مستحقرا
ما يقوم به من عمل.....!
إذن إليك هذه المعلومة عن هذا المخلوق ثم أعطنا بعدها إنطباعك عنه
بصراحة......
أبوجعران أو أبوالدرداق حشرة طائرة قوية البنية جدا إذ يمكنها أن
تدفع بأرجلها الأمامية أو الخلفية ماوزنه عشرة أضعاف وزنها.... ولها حاسة شم تساوي
أضعاف مالدي البشر .....
ويكثر نشاط هذه الحشرة في الخريف حيث نراها منتشرة في كل الأماكن
تدحرج أمامها كرات من فضلات الحيوانات والإنسان وهي بذلك تنظف البيئة من هذه
المخلفات.... والشئ الذي يظنه غالب الناس أن هذه الحشرة تدحرج هذه الكرات عبثا
ولكن المعروف عنها أن الخريف هو موسم تكاثرها فلذلك فهي تجعل من كرات الفضلات هذه
مفارخ لبيضها.....
ولو تابعتها لرأيتها تعمد إلي حفر حفرة عميقة ثم تدخل كرة الفضلات
داخل الحفرة ثم تفتح فجوة فيها وتضع بيضها ثم تغلق الفجوة وتدفن الحفرة..... وهذه
البيئة مناسبة جدا ليفقس البيض وتتغذي صغارها من المواد العضوية الموجودة بالكرة
فتكبر وتخرج حشرات كاملة لتبدأ حياتها....
أما الحشرة الأم فهي بعد أن أدت دورها تذهب لتدحرج أكبر كرة من
المخلفات ثم تحفر عميقا وتدخل في الكرة وتدفن نفسها لتموت لتصبح تلك الكرة
قبرها.... ولذلك يصدف أحيانا وأثناء حفرنا للأرض نجد فجوة بها هيكل هذه الحشرة وقد
تجزأت لقطع.....
الأونشو يسمونها ( دييل دييلتو ) ويعتبرونها صديقة البيئة ومنظفتها
من القاذورات ولها دور عظيم في تخصيب التربة بدفن المخلفات العضوية بها وخلخلة
قوامها لتصبح هشة وصالحة للزراعة......
عزيزي القارئ لولا هذه الحشرة النشطة وغيرها مما نجهل من الحشرات
المفيدة لإنتشرت الأمراض ولزدات صعوبة المعيشة خاصة في الأرياف ولكن المشكلة أننا
نحكم علي مظهرها دون جوهرها ونحتقر نشاطها الذي يكون دائما لفائدة البشر.....
فسبحان الذي جعل سره في أضعف خلقه....
وكن بخير وصباحك Zain.
وكن بخير وصباحك Zain.
0 comments:
إرسال تعليق