دبابير ،،،

يقولون تمت ترقية الجندي بمنحه (شريط) علي ساعده... وكذلك نسمعهم يقولون ... تمت ترقية الضابط ومنح ( دبورة) علي كتفه......
عزيزي القارئ هل سألت نفسك عن كنه أو معني (شريط أو دبورة) يوما ما ولماذا الشريط علي الساعد والدبورة علي الكتف...؟

قديما كان المحاربون لايعتبرون جنودا بل فرسان متطوعون ولذلك كان لايتم تمييزهم بالترقية والعلاوات ولكن علي عكسهم كان يوجد بالمدن رجال يحفظون أمنها وسلامة ساكنيها وكان يتم تعيينهم لهذا الغرض ويتم تمييزهم عن الفرسان المحاربين بربط شريط أحمر علي سواعدهم ولأجل هذا تمت تسميتهم برجال ( الأشرطة) وحرفت مع الزمن إلي رجال (الشرطة) وحتي يؤدوا عملهم بأمانة كانت تمنح لهم مرتبات وكانت تتم ترقيتهم لدرجات ورتب تميز النشيط من الكسول وذلك بوضع علامة بيضاء علي الشريط الأحمر......

أما الدرجات أو الرتب الأعلي فكانت تتم ترقيتها بمنح رمز معدني يوضع علي الكتف يشبه حشرة ما.... ولكن لم يكن له مسمي فكان إذا سأل الناس أحدهم قائلين.... ماالذي علي كتفك ..... فيجيب هازئا إنها الدبورة ( أنثي حشرة الدبور).... فماهي الدبورة أو الدبور.....؟

الدبورة أو الدبور هي حشرة من نوع الزنابير الطائرة ونسميها بالعامية أبوزنان أو أبودنان وتسمي بالعربية أحيانا الدبور الأحمر وهي حشرة نشطة تألف الحياة قرب البشر ولهذا نراها داخل أكواخنا وغرفنا دائما تبني بيوتا من الطين فوق الجدران علي هيئة قباب متعددة الغرف .....

والدبور أو أبوالدنان لاتخاف من الإنسان وكثيرا ماتحط علي الرأس أو الأكتاف دون وجل منها ولهذا أتت إجابة ضابط الشرطة علي الأسئلة بأن ماعلي كتفه هي (دبورة)....

وحشرة الدبور أو الزنبور أو أبوالدنان حشرة صديقة للإنسان إذ أنها تقضي علي الديدان التي توجد علي الزروع فهي ماأن تجهز غرفة في بيتها حتي تسرع بإصطياد دودة وتدخلها في الغرفة وتضع بيضها ثم تغلق الغرفة جيدا وعندما تفقس البيوض تتغذي علي هذه الديدان حتي يكتمل نموها ثم تخرج .....

الأنشونو يسمون هذه الحشرة ( بوودBood ) ويحبون مجاورتها لهم ولايؤذونها ولها عندهم سر عظيم.... فبيتها الطيني الذي غادره صغار الدبابير يعتبر علاج لكثير من الأمراض خاصة أمراض الحلق والحنجرة واللوزتين.....

وكنت أراهم إذا إشتكي أحدهم من إلتهاب الحنجرة أو اللوزتين يقومون بأخذ البيت الطيني للدبور بمافيه من مخلفات جافة للحشرة (لعابها) ووضعه في كوب ماء حتي تتحلل المكونات فيجرعون المحلول ويمسحون الطين في موضع الإلتهاب من الخارج..... وكنت أري المريض يشفي بإذن الله مما يعانيه....

وكان غالبية المرضي هم من الأطفال ولم أر لهم أعراضا جانبية جراء تعاطيهم لهذا (العقار) الغريب..... ولو علم الدبور أن البشر الصغار الذين يعاكسونها ويهدمون بيوتها ويزيلونها من علي الجدران هم أول المستفيدون منها لرحلت بعيدا عنهم وتركتهم يلهثون خلفها بحثا عنها ولكنها بمجاورتها لهم سهلت لهم الأمر وصار الدواء في متناولهم .... ف(سبحان الله الذي سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين) ..... صحة وعافية....
...كونوا بخير وصباحكم Zain ( شبكة رديئة)..

جديد مسميات Slider 11:14:00 ص