،،، نهج التربية عند الأونشو ،،،

عزيزي القارئ وار مبارك عليك في هذا الصباح الأغر الذي أود فيه تناول نوع من الأسلوب التربوي للطفل عند الأونشو....

قد تلاحظ معي عزيزي القارئ إشراك البعض منا لأطفاله في مشاهدة البرامج التلفزيونية المخصصة للكبار دونما مراعاة لفارق الفكر وقابلية الإستفادة من هذه البرامج.... وربما أدت هذه البرامج إلي إنحرافهم عن الطريق القويم.....

والشئ اللافت للإنتباه هو عدم تهيب البعض من الأطفال حاليا للخوض في أي موضوع دونما حرج أمام الكبار ومخالطتهم الجلوس في بعض المواضيع الخاصة بالكبار وربما المداخلة وذلك لعدم وضع الكبار لحدود وخطوط حمراء تربوية في مواضيع قد تكون فوق إدراك هؤلاء الصغار فنجدهم يفاجأون بها تبث أمامهم علي الهواء مباشرة.......

قديما كان الطفل إذا حان وقت نومه ورفض الذهاب لمضجعه يقال له ( كولا .... متور تانق)... أي المتور آت.... وكانت عبارة كافية جدا لإنصياعه وذهابه للنوم.... وكذلك لو رفض تنفيذ أي أمر من ذويه فما عليهم إلا ذكر تلك العبارة قائلين ( كولا.... متورقي) فنجده يلوذ بالصمت وإطاعة الأمر.....

الطريف أن هذا البعبع المخيف الذي كان يهابه الأطفال والمسمي بالأونشونوي ( متور) ماهو إلا ذلك السنور أو القطة البرية النمرية الشكل.....
وكان خوف الأطفال من ذكرها ناشئ من أنها كانت تشن هجومها ليلا لأقفاص الدجاج فيعلو صياح الدجاج ويهرع أهل الدار رافعين أصواتهم قائلين.... شا.... شا.... وهنا قد يصحو البعض من الأطفال مرتعبين من هذه الحركة الفجائية وإختلاط صياح البشر مع صياح الدجاج.... كاك كواك...شو شا... كاك...شو.... كولا متورقي.... والجري خلف شئ مجهول.... وهنا تعلق بذاكرتهم عبارة ( متور) ذلك المارد الذي يجعل حتي الكبار يفزعون من منامهم ويملأون البيت ضجيجا عند أنتصاف الليالي..... 

وبهذا المسلك البسيط كان يسوس الكبار صغارهم دون اللجؤ للعنف والضرب وبهذه الطريقة يظل الطفل يعيش وهو يهاب المتور ولا يخالف أمرا جاء فيه ذكر هذا الإسم إلي أن يشب ويكبر ويتعلم الصيد ويفاجأ بأن ( المتور) ماهو إلا ميندو ( قطة) كالتي بالمنزل والتي ألف اللهو معها في مضجعه وكم كانت تنام بجانبه مصدرة خريرا خافتا محببا لنفسه......

وكأني بهذا الطفل عندما يكتشف تلك المناورة التي إنتهجها أولياؤه في تربيته يقول في نفسه كما قالت الجن يوم إكتشفت موت النبي سليمان...(... فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب مالبثوا في العذاب المهين....) ١٤ سورة سبأ...
ولكن برغم أنه كان عذابا وإرهابا في حينه إلا أنه كان نهجا تربويا خير من الضرب والعنف للإخضاع وقد أتي أكله فصار الصغار كبارا يرجي منهم.....
كونوا بخير وصباحكم Zain

جديد مواضيع عامة Slider 1:58:00 م