القيلة ...

قديما قالت الحكامة :

نو ننتو ديني ننتوي
تال دواني ننتونق....
أريمانق كوكل إيندي
( منديي) كو أودينق
كونيربا دتيري
كونيندو كونشري....!

عزيزي القارئ في هذه القصيدة وردت كلمة بين قوسين لها أهمية بالغة في موضوع اليوم ألا وهي كلمة ( منديي Mamdee) فما هو المنديي ولماذا تم إيراده في هذه الأبيات ....؟

عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة.... من باب لا حياء في الدين ..... والعلم بالشئ ولا الجهل به نتناول اليوم موضوعا يعتبر من نوع المسكوت عنه في المجتمعات بإعتباره محرجا ألا وهو إنتشار ظاهرة المنديي فماهو هذا المنديي...؟

المنديي عزيزي القارئ هو مايعرف بدوالي الخصية أو دوالي كيس الصفن ويسميه العرب ( القيلة) لأن المصاب به إذا أتي النهار لايتحمل حرارته ويحبذ المقيل تحت ظل بارد يقيه مشقة الحركة في الحر..... ويطلق عليه في العامية السودانية إسم القلنج ( بضم القاف وكسر اللام والنون).... وهو مرض يصيب حوالي15% من الرجال في مختلف أعمارهم .... وتسميه الأونشو منديي Mandee وهذا سبب إيراده في القصيدة أعلاه....!
والمعروف طبيا أن سبب هذه العلة هو تمدد في أوردة كيس الصفن ( الذي يحوي الخصيتين) فيندفع فيها الدم مسببا إنتفاخا به يكون ظاهرا للعيان ويسبب حرجا لصاحبها والناظر إليه معا .... خاصة عندما يكون صاحب القلنج مقبلا علي جمع من الناس فتجدهم يشيحون بوجوههم عنه حياءا وخجلا.....!

والطريف في الأمر أن هناك إعتقادا لدي البعض أن صاحب القلنج يتمتع بقدرة جنسية خارقة وأنه يتميز بالشبق ( القوة الجنسية) .... ولكن الثابت علميا أن القلنج أو المنديي يعتبر من مسببات عقم البعض من الرجال.....

وأذكر أنني كنت بمنطقة دلامي وفي قرية تسمي الظلطاية ( الصخرة) ذكروا لي أن الإسم أتي من وجود صخرة مشهورة إذا جلس عليها الرجل أصيب من وقته بالقلنج..... ولشدة خشيتي وخوفي لم أسأل حتي عن موقع تلك الصخرة علي الرغم من الإعتقاد السائد في تلك الجهات أن صاحب القلنج يصبح من الأثرياء.... وقد لاحظت بالفعل إنتشار هذه الظاهرة في دلامي بكثرة وإن جل أصحابها من ذوي الأموال .... بل لاحظت أن غالبيتهم متزوجين مثني وثلاث ورباع.....!

سبحان الله .... الأطباء يعتبرونه مرضا يسبب العقم ( العقر) وأصحابه يعتقدون أنه مصدر ثراء وقوة جنسية تجعل الفرد منهم ( زير نساء)....؟

لم أدر حتي الساعة كيف أستوعب هذه الغلوطية ( اللغز) ..... ولكن دعونا نعود لحكامتنا ونري رأيها في هذا الموضوع حيث ذكرت في قصيدتها قائلة:
.... أي شهر هذا ومن هم المحظوظون خلاله.... إنهم أصحاب ظل شجرة الجميز ( الذين يقيلون تحتها وهم أصحاب القلنج).... ومنهم أريمانق( إسم رجل لديه قلنج) الذي يعلب بين فخذيه المنديي..... فمن كانت لديه هذه العلة فليضحك ومن ليست لديه فليحزن.....!

عزيزي القارئ ... حتي في هذه القصيدة نجد نظرة الحكامة للقلنج نظرة إستحسان وليست نظرة ذم والدليل قول ( كونير با ديتري ، كونيندو كونشري) أي من لديهم قلنج فليضحكوا ومن ليس لديهم فليحزنوا..... فلولا نفعه لما ذكرت هذا الكلام ولكن رغما عن ذلك أعتقد أن معظمنا لايحبذ الإصابة بهذه العلة حتي ولو كانت مصدر ثراء فاحش أو تجعل الفرد منا (ثلاجة نساء) وليس زيرا فقط.....
حمانا الله أفيدوني برأيكم جوزيتم خيرا....
وصباحكمZain

امراض وعلاج جديد Slider 10:02:00 ص