،،، كواديك ،،،

لست من المعتقدين في بعض الأشياء الموروثة خاصة فيما يختص بمنع وقوع قضاء الله وقدره... ورغما عن ذلك تراني أنبهر لأحداث وقعت لأناس أعتبرها من خوارق العادة.....!

فمثلا قبيل شهور وبمنطقة قريبة من مدينة الدلنج هاجمت إحدي عصابات النهب قرية وقتلوا مواطنا وأرادوا نهب بهائمه فتبادل معهم أخ القتيل النار فأطلقوا عليه دانة RPJ فصادفته في صدره... ولكن ياللهول..... لم تؤثر فيه حتي.... رغم أنها ألقته أرضا علي بعد أمتار من مكانه الأول... ولكنه نهض من سقطته تلك وقاوم المجموعة وجرح منهم نفرا.... وبسلاح أبيض بعد أن نفذت ذخيرته مما أضطر معه الجناة للهرب والدماء تسيل من بعضهم تاركين البهائم.....!

وبالطبع لم أصدق الرواية لولا أن أكد لي شاهد عيان وقال لي بالحرف الواحد.... أنا شفت الراجل ومحل إنضرب .... ديل مكدكين.... تلقي الواحد مليان كواديك......!

عزيزي القارئ ياتري ماهي تلك الكواديك ومم تصنع وكيف تعمل....؟

منذ القدم عرف الإنسان بعض قوي ماوراء الطبيعة وإعتقد فيها وجعل منها حامية له من مايحيط به من أخطار وقد أدي ذلك إلي إتصاله بعالم الجن والسحر .... وتنوعت طرق ووسائل تأمين الحماية الذاتية حيث إعتقد البعض في بعض جذور ( عروق) الأشجار والنباتات فسماهم الناس بالمعراقية.... وهم يقولون بأن هناك نباتات لها قوي خارقة لحماية الشخص ضد السلاح الناري والأسلحة البيضاء ولقد عاصرت منهم في صغري شخص يسمي كورانق كولانق( آكل الرمح) وكانت له شهرة واسعة في مجاله ويقصده الناس من مختلف البلاد.... 
ومثل هؤلاء أطلق عليهم الأونشو إسم أوري نرانق أي أهل الشدر( الشجر) وذلك لإستخدامهم أجزاء من النباتات وثمار وغصون وجذور الأشجار مع بعض الإضافات لعناصر أخري....
وبعد دخول الناس في الإسلام ظهرت فئة من الناس متخذة بعض الآيات القرآنية ممزوجة بمصطلحات وأسماء قيل أنها أسماء (خدام) من الجن تأتمر بأمر صاحبها تحت سيطرة هذه الآيات القرآنية ... وقد أطلق الناس إسم أهل الطلاميس علي الأشخاص الذين يقومون بهذا العمل وأطلق الأونشو عليهم إسم أوقيري ومفردها أوقير ( فقير/ فكي)...

وإدعت كل فئة من هؤلاء( المعراقية والأوقيري قوة حجته فيما يقوم به....
وأذكر في مرة من المرات أن شخصا إدعي قوة حجاب طلاميس قام بصنعه وجعل يعرضه أمام الناس.... فأتي بأحد المؤمنين به وألبسه الحجاب ثم طعنه بسكين ليبرهن ماذهب إليه ....
إنغرزت السكين حتي مقبضها في جسد الرجل وأمام هول المفاجأة خر الفكي مغشيا عليه....

وفي المسافة بين النقطتين نجد الناس في جدال مستعر بين مكذب ومعتقد ولازال .... جاري الطلب.
وصباحكمZain

اعتقادات جديد Slider 9:01:00 ص