لا أعتقد أن الفنان الراحل المقيم محمد عثمان وردي حين تغني
قائلا... هجرة عصافير الخريف في موسم الشوق الحلو .... كان لا يقصد إلا طيور
التيلجو حصريا....!
فطيور التيلجو أو مانطلق عليها بالعامية أبومنقور ( الأسود
المنقار) هي الطيور الوحيدة التي تشكل في حركتها صورة لكلمات القصيدة.....!
ففي مثل هذه الأيام والخريف يعلن تباشيره تأتي أسراب التيلجو في
حركة متموجة وأصوات محببة تتنادي أثناء ترحالها لتحط علي الأشجار في شكل أزواج كل
زوجين علي شجرة... ورغم أن رحلتها منذ البدء تكون في شكل سرب عظيم ولكن بوصولها
لمنطقة المهجر تتوزع في شكل أزواج.....!
وبمجرد هطول الأمطار ونمو الحشائش يبدأ التيلجو فترة التزاواج بعد
تجهيز وكر الزوجية الذي قد يكون فجوة في جذع شجرة ولكن بمواصفات.... فأنثي التيلجو
لا تضع بيضها إلا في مكان آمن ومريح يسع جسمها... لأن زوجها يعمد إلي حبسها ببناء
فتحة الوكر مستخدما روث البقر ولايترك لها إلا فتحة بمقدار إخراج رأسها فقط لتناول
مايحضره لها من طعام....!
وطيلة فترة حضانتها يكون الزوج في كد وإجتهاد لتغذية أنثاه وهي
ترقد في دعة حاضنة بيضها... وتمر الأيام حتي يفقس البيض عن صغار التيلجو ، وهنا
تخرج الأنثي بعد فتح البوابة التي إحتبست خلفها ويبدءان معا في تغذية صغارهما.....!
وخلال تلك الفترة تمتلئ الغابات ضجيجا جميلا يعلن وفود
أجيال جديدة لطائر التيلجو ... ذلك الطائر الوفي لأنثاه والمجتهد في تربية بنيه
... التيجلو المعبر لحبه في موسم الشوق الحلو ( الخريف) بصوت كله حنين ومناجاة...وصباحكم
0 comments:
إرسال تعليق