موضوعي هو جدلية الإنقلاب أو الإنسلاخ من هيئة الآدمية لحيوان والتي تقول بها وتعتقدها بعض الناس إذ كثيرا ماكنا نسمع عن ( السعلوة) مثلا وأنها في الأصل بشر ولكنه ينقلب ليلا في هيئة ضبع أو مخلوق قريب منه ويفترس الأطفال...ولتقريب المفهوم أكثر أشير إلي الزخم الهائل من الأفلام الغربية التي أنتجت مؤخرا للترويج لمصاصي الدماء والمستذئبين( بشر ينسلخون لذئاب)... وهناك الكثير من الأفلام علي هذه الشاكلة تجسم عملية التحول من هيئة البشر إلي حيوانات... وأقول بأن هذه الأفلام هي مستقاة أصلا من الحكاية الشعبية ومعتقدات بعض الشعوب والمجتمعات وطبعا منهم الأونشو.
وبما أنه يهمنا أن نبرز قيمنا ومعتقداتنا ليعرف غيرنا عنا ومن نحن فيجب أن لا نستحي للتحدث صراحة عن من نحن وماذا نعتقد وكيف نفكر...والموروث التراثي أتي إلينا بالكثير من هذه المفاهيم ومنها علي سبيل المثال تحول بعض السلالات أو الكوري إلي أسود وعلي وجه الخصوص سلالة التنو ويقال لهم (آلاندنو) .... ونسبة لتميزهم بهذه الخاصية إشتهروا بلقب السلالة الأسدية أو ( بودنقندو).... وحتي هم أنفسهم يعترفون بكونهم من (المتحولين)....وكان الأونشو يعتقدون جازمين أن الفرد من سلالة الآلندنو يمكنه في ثواني معدودة أن يتحول من بشر إلي أسد نتيجة لظروف معينة كالغضب أو الجوع أو الخوف.... وقد سمعت كثيرين يحكون عنهم قصصا مروعة ورهيبة تقشعر لها الأبدان ولم أكن ألقي لها بالا أو أصدقها في بادئ أمري ولكني تراجعت في الآونة الأخيرة لإلقاء بعض الإهتمام لهذه المعتقدات بعد مشاهدتي للكم الهائل من أفلام هولييود عن المتحولين والمستذئبين وحتي عن المتحكمين في الماء والنار والهواءAirbenders.
والطريف في الأمر أن قصص المتحولين مازالت تروي حتي في المدن إلي يومنا هذا... وماقصة المرأة المتحولة التي وجدت بشارع المعونة ببحري ببعيدة
وأود اليوم أن أروي لكم قصة سمعتها من رجل عاش أحداثها شخصيا...
قال محدثي... كنت قادما من الخرطوم علي متن قطار الأبيض ونسبة لإزدحام الركاب بالقطار أعتليت سطح القمرة مع نفر من الشباب لنستمتع بالهواء الطلق الذي ينساب عليلا والقطار يتهادي بنا بين محطتي تندلتي وأم روابة وكان الوقت مساءا... فتجاذبنا أطراف الحديث مع بعض وكنت أجلس علي حافة السطح فغفوت قليلا ولم أشعر بنفسي إلا علي الأرض ورفقائي يتصايحون والقطار مسرع فوق قضبانه وماهي إلا لحظات حتي إختفي في الظلام تارك خلفه صرير عجلاته ... فقمت أنتفض وأتفحص جسدي خشية أن أكون تأذيت من سقوطي من علي السطح ولكن الحمد لله كانت الأرض رملية ولحسن حظي أتت سقطتي فوق تلة رملية تخترقها السكة حديد فقلت المسافة بين النقطتين فكتبت لي السلامة.تلتفت في الظلام علني أجد أثرا للحياة في هذا الخلاء ولكن البصر إرتد خاسرا فكررت المحاولة فلم تكن بأفضل من سابقتها فقمت أجرجر أذيالي فوق الرمال مرهقا وخائفا... وسرت قرابة الساعة أتبع مسار القطار وفجأة ظننت أنني آنست نارا من علي البعد فركزت بصري فرأيت شيئا كالنجم البعيد يرسل ضؤ يزيد مرة ويخفت فقصدت ذاك الإ تجاه تاركا مساري .... ومازلت جادا في سيري حتي وصلت المكان فوجدته كوخا مبنيا من سيقان قصب الدخن يتسلل منه الضؤ وبجانبه راكوبة من نفس المواد فإقتربت متنحنحا ومصدرا صوتي أنبه من بالكوخ بوجودي....فخرجت عجوز وأطلت برأسها فحييتها فرحبت بي ثم أجلستني وسألتني بشئ من الريبة عن ما أتي بي هاهنا إذ من النادر أن نري بشريا بهذا الوادي.... وقد لفت إنتباهي أنها قالت( بشريا )ولم تقل أشخاصا أو أناسا ... ولكني رغم ملاحظتي لعبارتها تلك إلا أني عزوت كلامها وفسرته بأنه نوع من اللكنات والعامية الكردفانية التي تشتهر بها قبائل هذه المناطق.
جلسنا والعجوز تسأل وتستفسر ولا تترك لي مجالا لسؤالها عن الجهة التي أنا فيها وكيف أستطيع الوصول لأقرب مدينة. ولاحت لي سانحة إذ سمعت سعالا خفيفا يأتي من داخل الكوخ فتساءلت فردت إن هذه إبنتها العروس محبوسة في أولي أيام زواجها وإن زوجها غادر منذ يومين لتوفير المؤونة.
ونواصل
0 comments:
إرسال تعليق