شوتوندو.... شونشا

ماإن تُذكر حرفة النجارة عند الأونشو إلا وذُكرت هذه الآلة المهمة جداً لديهم والتى لازمتهم منذ أمد بعيد.... ولايخلو بيت قط من بيوت الأونشو من آلة النجارة التى يطلق عليها الناس فى العامية إسم ( قدوم)..... ولست أدرى من أين أتى هذا الإسم الشاذ وماعلاقة الفم( القدوم) بهذه الآلة ......
الأونشو تطلق عليها إسم( شوتوندو) وهنالك إسم آخر يطلق عليها أيضاً وهو إسم ( شونشا).... والإسمان يسيران معاً ولا حرج إن قلت شوتوندو أو شونشا......

وآلة القدوم مشهورة لدى كافة السودانيين بشكلها المعروف وإن إختلفت أحياناً فى مسماها حيث يطلق عليها أيضاً إسم (النَّجارة) بتشديد النون وفى طريقة تركيبها ولكنها تؤدى نفس الدور وهو إستخدامها فى نجارة الأخشاب فتجد الحرفيين فى نجارة الأخشاب يبدعون فى صنع الاثاثات بدءاً من أرجل العناقريب وحتى وصولاً لصناعة الأجزاء الخشبية للبنادق وربما إمتدت الصنعة لإبتكار التحف والمجسمات.....
ونسبة لأهمية الشوتوندو فقد كان الفرد من الأونشو يحافظ عليها ويهتم بها كثيراً ويضعها فى أماكن خفية حتى لاتصل إليها أيدى العابثين .....
وتحضرنى طرفة فى هذا الأمر ..... إذ قالوا ان رجلاً أرسل ولده قائلاً له.... إذهب لجارنا فلان وأحضر لى منه آلة الشونشا.....
ذهب الولد وعاد خالى اليدين وقال لوالده ليس لدى جارنا شونشا.....
فأرسله إلى جاره الآخر فعاد خالى الوفاض أيضاً.... ومازال صاحبنا يرسل ويرسل حتى أرهق إبنه من المشى دون أن يفوز بطلبه..... وأخيراً وبعد أن يئس من إيجاد الشوتوندو لدى جيرانه قال لولده..... ماهذا البخل والشح الذى ظهر فى جيراننا.... ليتنا لم نجاور مثل هؤلاء البخلاء..... إذن إذهب وأفتح الحقيبة( الشنطة) وآتنى بالشونشا خاصتنا.....ههههه... الله غالب....

( كسرة)....
أقتبس من قول الشاعر.... مع بعض التحريف قائلاً:
نعيب جيراننا والعيب فينا.....
وليس بجيراننا عيب سوانا.....

أحسنوا الظن بالجيران.....
فليس بالشونشا وحده يحيا الإنسان........ كونوا بخير وصباحكمZain

جديد حرف وادوات 10:06:00 ص