728x90 AdSpace

اخر الاخبار
الجمعة، 30 أغسطس 2019

كوشود Kochud



الأونشو من أكثر شعوب العالم تعطراً وأكثرهم حباً للعطور..... والأونشيد إذا غضب وأراد أن يسبك يقول... نوشر إيجور.... أى هذا المخلوق النتن.....وتلك لعمرى سبة مابعدها من سباب.....
وقديماً كانت الاونشو وخاصة النساء يتخذن من عناصر بعض النباتات عطوراً وخاصة تلك التى تخلط مع الزيوت فتعطى رائحة محببة للنفس عند التمسح بتلك الزيوت او تدهن بها الشعر..... وقد أطلق الاونشو على العطر إسم ( كّوشود......Kochud) بتشديد الواو.....
ولما عرفت الاونشو المدن وزارتها لم يكن همهم يومئذ إلا معرفة أجود عطورها فأحضروا معهم عند أوبتهم عطوراً سائلة وجافة ومنها ماهو فى شكل بدرة .....
ومن أجود ماعرفته الاونشو من العطور يومها عطراً يسمى أليواندا... وفتنة ....وبت السودان.... والسيد على الميرغنى.....ثم ظهرت العطور الباريسية الأصيلة مثال سوار باريس وريف دور وفلير دامور.... وبعض عطور غرب إفريقيا مثل كافن كافى ومايقوما .....وكانت من الإصالة والجودة بحيث إنها تبقى على ملابسك بدون تغير فى رائحتها ولاتزول حتى بالغسيل..... بل تتجدد إذا عرضت القماش للمكواة....
ومن عجيب امر هذه العطور أنها كانت تنتشر فى كل الطرقات التى يسير خلالها الشخص المتعطر وتبقى فيها فيتلذذ الناس بإشتمامها ويقولون أن فلاناً قد عبر بهذا الدرب.....
ولكن من مساوئ هذه العطور أنها كانت تجتذب إليها بعض الحشرات التى تحب العطور او التى تتخذ من عطور الأزهار غذاءاً كالنحل والبسبوس..... إذ سرعان ماكانت تهاجم المكان الذى ينبعث منه العطر وخاصة عند تجمع الناس فى المناسبات وأماكن تجمع الآبار( أوتينال) فكنت ترى الناس يفرون بشكل مفاجئ لايلوون على شئ خوفاً من هجوم النحل.....
ومن أجمل الهدايا يومها أن يأتيك صديق لك بقارورة عطر وكانت من أميز الهدايا وأفخرها...وكنت يومها ترى الرجل يتبختر جيئة وذهاباً حتى يشتم الناس عطره...... ومن أجمل الأشياء وخاصة عند الأعياد إعتياد الكنداكات على وضع قارورة العطر فوق المنضدة بالقرب من علبة العيدية ليتعطر بها الزوار...... ولو أتيت ضيفاً عند صديق أو قريب لك فلابد من تقديم العطر لك عند خروجك.....
أما أجمل تقليد كان سائداً فهو تعطير الأم وطفلها الرضيع بالخُمرة او الصندلية إذا كانا فى زيارة عند الجيران أو الأهل وكانت تعد شيئاً إجبارياً أن تتعطر الضيفة ......
وكنت ألاحظ أن المسنات منهن إذا أجبرن على التعطر فكن يمسسن العطر بأطراف أصابعهن ثم يدعكن به أرجلهن من تحت ( الوطاية) حتى لايشتم الناس فيها الطيب .... وربما خشيةً من أن تُعاب على تعطرها وهى العجوز.....
حالياً نلاحظ أن عادة إهداء العطور أو تقديمها للضيوف والزوار أصبح نادراً أو معدوماً ولست أدرى أشحاً وبخلاً أم أن الناس ماعادت لديها ذوق لمثل هذه التقاليد... وليتنا أحيينا هذه العادة السمحاء التى تدل على طيبة النفس وطيب الرائحة وذكاء النفس والعطر معاً......
ومفردة ( كوشود) عند الأونشو تختلف عن مفردة( إيشيد) لان الاولى تعنى عطر ذو نكهة طيبة او هو (الطيب) بعينه بينما الثانية وهى ( إيشيد) تعنى مطلق الراوائح ومن بينها الروائح النتنة ولذلك عليك ان تتخير أى المفردتين تستعمل فى المكان المناسب.... وكن بخير وصباحك كوشودZain

  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 comments:

إرسال تعليق

Item Reviewed: كوشود Kochud Rating: 5 Reviewed By: nietomaga.blogspot.com