أرينكا ...

من أخطر المهددات الأمنية لدي الأونشو في قديم الزمان هو الأرينكا... وكان المرء إذا غضب من أحدهم غضباً شديداً ولم يجد من السباب مايلعنه به قال له( أرينكا أبدونق)... أى فلتصعقك الارينكا.....فما هي الأرينكا.؟

الأرينكا عزيزي القارئ هي الصاعقة أو كما نقول بالعامية الصاقعة وبالعامية الكردفانية الطرنقاعة... وهي ظاهرة تفريغ الشحنات الكهربية التي تحدثها السحب أثناء هطول المطر...!

وكان الأونشو في قديم الزمان يعتقدون أنها نوع من اللعنة الإلهية تصيب كل من يرتكب إثما وأخطرها السرقة ولذلك فقد كان الناس يخشون أن تحل بهم هذه اللعنة فلا يتعدون علي حقوق الغير لا بالقول ولا بالفعل وكان الفرد يعيش آمنا علي حياته وممتلكاته في ظل حماية هذا الإعتقاد.....!

وكنا ونحن صغار نري الآلات الزراعية كالفؤوس والحشاشات وقد ألقيت في المزارع عمداً فلا يقربها أحد طيلة السنة حتي يأتي صاحبها بعد حين...
ومن غريب الأعمال أن أحدهم إذا فقد شيئاً كان يذهب للكجور المسؤول عن الأرينكا ويسأله أن يسلطها علي زيد من الناس لأنه يتهمه بسرقة شئ له... فكان ما إن يأتي الخريف حتي تقع صاعقة علي المتهم فيقال ذاك من فعله...!

وكنا نسمع أن فلانا( خاصة الضرات من النساء) قد هدد علان بأنه إن لم يعترف بما يتهمه به من جرم فإنه سوف يذهب ويسلط عليه لعنة الصاعقة ويقول( شي أرينكاقي أقي إيرنديشري) أي سوف أذهب وأكترى لك صاعقة من الكجور....!

والغريب والعجيب في الأمر أن هذه الصاعقة كانت تختار ضحيتها من بين مجموعة من الناس وتصيبها ولذلك فإن الذين كانوا يفعلون الإجرام تراهم يجفلون عند سماعهم للرعد أو رؤيتهم للبرق... واليوم إذا كنتم جلوساً وأرعدت أو لاح البرق وجفلت يسخرون منك قائلين ( مالك... سرقت حق زول)...!!

ولأن موسم الخريف بات على مشارف نهايته فقد يتنفس البعض من هؤلاء المدانين الصعداء ظناً منه أن اوان الصواعق قد ولى ولكن من غرائب ماسمعت من أكثر من شخص من الأونشو أن الصاعقة كانت تقع علي الشخص المجرم حتي في عز الصيف فلايغرنهم انهم قد نجوا بأفعالهم من غضب الجبار فهو لاحقهم خريفاً وصيفاً وشتاءاً... ولانامت أعين الجبناء سبحان الله.....
كونوا بخير وصباحكمZain

جديد ظواهر طبعية 3:27:00 ص