تحدثنا قبل الأمس عن نوع من أنواع الدبابير الصغيرة التى تنتج
عسلاً ..... (وتناوله) الجميع بالتعليق والمداخلات وذلك مما أضفى ثراءاً وألقاً
على المقال ولذا عن لى اليوم ان اتحدث عن نوع آخر من انواع الدبابير التى تنتج
نوعاً من العسل يقارب عسل النحل.....
المعلوم أن الأونشو تعرف أربعاً من أنواع حشرات الدبور التي تنتج
العسل أو مايشبهه في المذاق والقوام وأعلاها مرتبة هي النحل ويسميها الأونشو (
تومر) ويطلقون الإسم علي الحشرة ومنتجها( العسل) فكلاهما تومر.... وإن كانوا
يصغرون إسم الحشرة فيسمون الواحدة منها تومرتوندو ( نحلة).... أما المنتج فيبقي
علي حاله تومر ولا يصغر....
وهناك نوع آخر من الدبابير المنتجة للعسل يسمي في عامية كردفان
بالغرير ويطلق عليه الأونشو إسم ( كولبتو Kolbuto).... وهو ينتج العسل في تجويف علي
الأرض ولا يستطيع التعرف علي موقعه إلا ذو خبرة من الناس خاصة الرعاة ويستدلون علي
فوهته الأسطوانية بخروج الحشرات بإنتظام....
وهناك نوع ثالث من الدبابير المنتجة للعسل وتشبه الغرير ولكنها
تتخذ قناطير النمل الأبيض( الأرضة) سكنا لها وإنتاجها من العسل يعد من أشهي أنواع
العسل مذاقا ... ويطلق عليه الأونشو إسم ( كوتوكولنق Kotokolang ) ويضرب به المثل
في حلاوة الطعم حتي أن النساء يطلقن هذا الإسم علي بناتهن تدليلاً كما نحب إطلاق
مفردة عسل علي الصغيرات تدليلاً لهن.....!
النوع الرابع والأخير من دبابير العسل هي حشرة صغيرة في مثل حجم
البعوض ونجدها دائما تحت ظلال الأشجار وخاصة أشجار الهجليج ( اللالوب) وكثيرا
ماتطردنا من هذا الظل بحوامتها حول وجوهنا فننزعج منها ونغادر تاركين لها هذا الظل
الوارف... ذلك لأن مقرها غالبا مايكون بإحدي شقوق جذع هذه الشجرة....!
فلو دققت النظر خلال جلوسك تحت ظل الشجرة ناحية جذعها لرأيت أنبوباً شمعياً دقيقاً صمغي القوام خارجاً من أحد الشقوق وتخرج منه حشرات صغيرة الحجم بإنتظام.... تلك هي حشرات أم سبوس ( وهذا إسمها بالعامية).... أما الأونشو فتطلق عليها إسم( كوندول Kondol ).... ورغم أن ماتنتجه من عسل بسيط جداً وحمضي المذاق إلا أن طعمه مقارب لطعم باقي أنواع العسل المذكور آنفاً ( تناولناه قبل الأمس)....!!
فلو دققت النظر خلال جلوسك تحت ظل الشجرة ناحية جذعها لرأيت أنبوباً شمعياً دقيقاً صمغي القوام خارجاً من أحد الشقوق وتخرج منه حشرات صغيرة الحجم بإنتظام.... تلك هي حشرات أم سبوس ( وهذا إسمها بالعامية).... أما الأونشو فتطلق عليها إسم( كوندول Kondol ).... ورغم أن ماتنتجه من عسل بسيط جداً وحمضي المذاق إلا أن طعمه مقارب لطعم باقي أنواع العسل المذكور آنفاً ( تناولناه قبل الأمس)....!!
يبقي أن نذكر أن من أكثر الناس حظاً وتمتعاً بهذه الأنواع هم
الرعاة أثناء تجوالهم في الغابات علي أن عسل النحل و الغرير هما من أكثر الكميات
حصاداً إذا وجدت فهنا لابد من الإستعانة بأواني منزلية تتسع لهذه الكمية فلذلك
يؤجل الرعاة التحصل عليه إلا بعد إحضار مايلزم من مواعين حرصاً علي حصاد أكبر قدر
من العسل وهذا من حسن الحظ بالنسبة لأهل الدار......!
وضيفنا العزيز اليوم هو (الغرير)..... وللذين لايعرفونه نفيدهم
بأنه يقارب النحل فى حجمه وغالباً مايتخذ حفرة على الارض بعمق متر او أكثر حيث
يصنع له أنبوباً شمعياً يصله بمقره فى باطن الارض ولايظهر شئ منه على وجه الارض
سوى فوهة الأنبوب الشمعى الصغير فهو مدخله ومخرجه ولذلك لايستطيع أى مخلوق الوصول
إلي هذا العسل سوى الإنسان.....!
فأثناء تجوال الرعاة يصدف أن يرى أحدهم حركة الدبابير المنتظمة
دخولاً وخروجاً من خلال ذلك الانبوب الشمعى الدقيق فيسارع بإخبار الباقين من
إخوانه ليأتوا ثم يحددون حول الفوهة مساحة قطرها متراً تقريباً ثم يحفرون لعمق قد
يصل لمتر او متراً ونصف وبحذر شديد متابعين الأنبوب الشمعى بعد وضع قصبة( قشة)
طويلة داخلها لتسهيل متابعة مسار الأنبوب الشمعى....!!!
وبعد ان يصلوا إلى العمق المطلوب يجدون مخزناً من الشمع فى شكل كرة
تحوى عسل الغرير وبحذر شديد يستخرجون هذه الكرة ويفتحونها ليستلذوا بعسل
الغرير....... وربما يخطئون فيثقبون هذه الكرة أثناء حفرهم نتيجة هفوة او عدم
تقدير فينسكب العسل فى الحفرة ولكن لثقل قوام العسل فهم يسارعون فى جمعه وغرفه
وتناوله ( الصورة)......!!!
كان هذا هو موضوعنا اليوم وأضيف إلي أن الشئ الوحيد الذي يهدد وجود
هذه الدبابير هو إندلاع الحرائق العشوائية في الغابات والقطع الجائر لأشجارها من
قبل الناس فيؤدي إلي هجرتها بحثاً عن مقر هادئ وآمن ..... وربما كان لنشاط البشر
زراعياً بواسطة الآليات التى تهدر وتقلب الارض والقطع الجائر للغطاء النباتى دور
كبير فى إنقراض هذا النوع من الحياة ولذا وجب الحفاظ عليه من الإنقراض بتعيين
محميات او غابات محمية تحافظ على البيئة الآمنة لها....
وكونوا بخير وصباحكم Zain
وكونوا بخير وصباحكم Zain
0 comments:
إرسال تعليق