كوارقل

كثيرون من الأصدقاء طلبوا منى الكتابة عن حيوان سمعوا عنه ولم يشاهدوه ولذلك عن لى اليوم (تناوله) معهم فى هذا اليوم لدسمه الوافر..... !

وهذا الحيوان للذين لايعرفونه يسمي (آكل النمل) والأونشو يسمونه(كوارقول) وترجمته أيضا (آكل النمل)فقد كان يسمي(كوار كولي) فكلمة كوار تعني النمل الأسود كبير الحجم الذي نعرفه وكلمة كولي بمعني كل(فعل الأمر من أكل) وتحرف الإسم مع مرور الزمن إلي (كوار قول) وهو حيوان كبير الحجم (كخروف كبير) ويعتبر من الحيوانات الليلية ويندر أن تجده نهاراً ذلك أن أنه يقتات ليلاً وينام نهاراً.....!

وللفائدة لم يطلق الإسم عليه جزافاً..... فهو آكل النمل فعلاً ويعيش عليه...... وطريقة تناوله للنمل غريبة جداً ( حسب ماسمعت) فهو ينبش موقع خلية النمل كاشفاً بيضه ويرقاته فيخرج النمل بكثافة للدفاع عن مسكنه وأفراده.... عندها يبسط حيواننا ذيله الطويل السميك فيجتمع عليه النمل ويعضه ويلتصق به بكثافة فيقوم بلعقه(لحسه)بلسانه ويلتهمه ثم يكرر الأمر إلي أن يشبع أو ينتهي النمل فيذهب إلي خلية أخري.... !

ولهذا الحيوان مقر عجيب فهو يحفر حفرة بشكل شبه أفقي يميل تدريجياً نحو الأسفل كلما توغلنا للداخل ومن ثم يتفرع إلي فروع عدة لزوم التمويه علي العدو ....لذلك فمقر الكوارقول أشبه بفندق (خمسة نجوم) للحيوانات التي تجد راحتها فيه دونما خوف وقد تجد بهذا الفندق من الضيوف أنواعاً عدة...فتجد البوا (الأصلة) والنمر والقنفذ (أبوشوك) والضبع والثعابين الكثيرة .....!

والغريب إنها لاتفترس بعضها ولا تضايق بعضها مهما كان تزاحمها فسبحان الله....وللفائدة أشير إلي أن الكوارقول أحيانا يتعمق في حفره فيصل إلي عين الماء(النبع) فيفيض الماء ويملأ الحفرة فيكتشفه البشر ويستفيد منه.وهنالك مناطق كثيرة بالجبال بها مثل هذه الحفر المفيدة......!
وأفيد بأن الناس بمناطق كردفان يسمونه بالعامية أبونضلاف (أبوضلاف) ربما لتميزه بمخالب الحفر ويعتبر من الحيوانات القوية ويقال إنه يمكنه سحب خمسة من الرجال ممسكين بذيله ويستطيع حفر حفرته وهو يسحبهم خلفه دون ان يعيقوا تقدمه........!
وتحضرنى طرفة أن أحدهم يوماً طارد صيدة جريحة فدخلت فى حفرة أبونضلاف فتبعها ودخل خلفها وتوغل دون ان يدرى وفجأة تصادف ان وجد نفسه وجهاً لوجه مع أبونضلاف الذى شعر به وأراد الخروج من مخبأه ..... ولأن أبونضلاف من الحيونات الجبانة والتى تخاف من البشر لم يكن منه إلا الهروب ولكن لضيق الحفرة فلم يكن منه بد إلا دفع صاحبنا أمامه دفعاً وخرج أبونضلاف كاسحاً صاحبنا أمامه حتى خرجا من الحفرة وأغمى على الرجل من الجهد فحمل إلى المستشفى للعلاج وعندما افاق قال له الطبيب وهو يختبر ذاكرته.... حمدا لله على السلامة ياعمى.... بتعرفنى؟
فقال الرجل.... كيفن مابعرفك إنت ماياكا أبونضلاف...!
عزيزى القارئ كان هذا نذراً يسيراً من ما أعلمه عن هذا الحيوان وربما سمعت عنه شيئاً فشاركنا به.... خاصة إسمه بلسانكم وبعضاً من طباعه إن وجدت....!
وكن بخير وصباحك Zain

جديد حيوانات وطيور 4:18:00 ص