،، الشيلوم ،،

لست أدري لم تذكرت هذه الحشرة بالذات من بين آلاف الحشرات...

الشيلوم عزيزي القارئ هو نوع من أنواع الحشرات الحقلية التي تتميز بألوان زاهية فمنها الأخضر اللامع ومنها البني والأحمر... وكنا نحب أن نقتنصها ونجعل في أرجلها خيطا فنمسك به لتطير مصدرة صوتا كصوت الطوافة( الهيلكوبتر)...

والشيلوم حشرة كنا نشبه بها بعض البصات قديما ( بصات أبو رجيلة) فنقول لها بالعامية الكدندار وكانت هذه البصات تعمل كمواصلات في خط المزاد وشمبات الأراضي.... وهى غير بصات أبورجيلة التابعة لشركة مواصلات الخرطوم المعروفة.... أما في البلد فكنا نتربص بها حين تصدر صوتها المميز كصوت الطوافة فكنا حين نسمعها نجري إلي حيث الصوت فنصطادها ولعابنا يسيل إذ أننا كنا لانتورع عن شوائها علي الجمر فتفوح منها رائحة زكية جدا ( رائحة الجراد) فنلتهمها ساخنة.
والطريف أن الشيلوم او الكندندار مشهور أنه يعض بالفتحة التى توجد خلف رقبته بدلاً من أن يعض بفمه ولذلك أطلق عليه أهل دارفور المثل القائل....(سفاهة أبودنقا بخلى خشمو وبعضى بعنقرتو) وتلك لعمرى منتهى السفاهة.....
ويضرب هذا المثل فى الرجل يستطيع فعل الشئ بنفسه ويديه ولكنه يستعين بآلة أو بغيره لإنجاز هذا العمل.....وذلك لعمرى منتهى السفاهة والضعف والتخاذل.....

تلك إحدي ذكرياتي عن هذه الحشرة التي نسميها شيلوم بالأونشونوي وكدندار بالعامية ولقد رأيت مرة أن بعض شعوب أمريكا اللاتينية تتخذ من أجنحتها اللامعة قلادة جميلة تلبسها العروس ... لا بل تباع هذه القلائد للسياح بأسعار باهظة... وصباحكم زين.

جديد مواضيع عامة 3:09:00 ص