ربما يتساءل الكثيرون عن هذه
الصورة ويتملكهم الفضول لقراءة المقال حتى يقفوا على تفسير منطقى لهذا المنظر
الغريب.... ولهم الحق فى ذلك..... خاصة مواليد المدن او مواليد السبعينات ومابعدها
من الأعوام المتأخرة......
وحتى لايأخذكم الخيال بعيداً أقول لكم أن ماترونه أمامكم ماهى إلا مرحلة من مراحل زراعة وإنتاج القطن المطرى بالسودان فى أربعينات القرن الماضى وخاصة فى مناطق جبال النوبة وعند الاونشو على وجه الخصوص.....
فالقطن كمحصول نقدى كان متعباً ومرهقاً فى عملياته الزراعية التى كانت تبدأ ب :
١/ نظافة وإعداد الحقل
٢/ بذر البذور
٣/ نظافة الحقل من النباتات الطفيلية
٤/ جنى القطن
٥/ تعبئة القطن..... وهى التى نراها فى الصورة المرفقة
٦/ نقل وترحيل العبوات للمحلج
٧/ وزن العبوات وتنقيتها.... وهذه تعد آخر مراحل مسؤولية المزارع حيث يستلم أتعابه عن الجهد المبذول طيلة الفترة الماضية.....
وحتى لايأخذكم الخيال بعيداً أقول لكم أن ماترونه أمامكم ماهى إلا مرحلة من مراحل زراعة وإنتاج القطن المطرى بالسودان فى أربعينات القرن الماضى وخاصة فى مناطق جبال النوبة وعند الاونشو على وجه الخصوص.....
فالقطن كمحصول نقدى كان متعباً ومرهقاً فى عملياته الزراعية التى كانت تبدأ ب :
١/ نظافة وإعداد الحقل
٢/ بذر البذور
٣/ نظافة الحقل من النباتات الطفيلية
٤/ جنى القطن
٥/ تعبئة القطن..... وهى التى نراها فى الصورة المرفقة
٦/ نقل وترحيل العبوات للمحلج
٧/ وزن العبوات وتنقيتها.... وهذه تعد آخر مراحل مسؤولية المزارع حيث يستلم أتعابه عن الجهد المبذول طيلة الفترة الماضية.....
وبالعودة للمرحلة الخامسة
وهى الظاهرة فى الصورة المرفقة نفيد بأن التعبئة لم تكن تعبئة عادية كتعبئة
المحصولات الأخرى كالذرة أو الفول مثلاً...... فالقطن كان يعبأ فى جوالات قوية
جداً وذات سعات كبيرة خاصة التى تسمى بجوالات ( الجلاتلى) وكانت الاونشو تنطقها (
جريتلى).....
وهذا الصنف من الجوالات المصنوعة من الخيش كانت من الطول بحيث تبتلع رجلاً بحاله...... وكما ترون بالصورة فقد كانت تعلق على عارضات خشبية ثلاثية الأضلاع يعتليها المرء من فوق ثم يؤتى بالقطن فيقوم بضغطه بعود عن طريق الدق مثلما تفعل النساء عندما يعملن بال( فندك).... ولا تنتهى عملية الضغط والتعبئة إلا بعد عمل إختبار بالنقر على جانبى الجوال حيث يعطى رنيناً ناعماً كالطبل...
والغريب أن الجوال لايتأثر بضغط وتعبئة كل هذه الكمية من القطن بداخله ويظل صامداً حتى يمتلئ ثم يخاط بخيوط من الكتان تسمى( دوبارة) وكانت هذه الدوبارة مخصصة لخياطة جولات الخيش.....ثم ترحل هذا الجوالات إلى الدلنج حيث المحلج...... ويومئذٍ كانت القرية تعيش يومها كيوم عيد بحق... كيف لا والعائد مجزٍ بعد تعب وشقاوة الموسم.....
وهذا الصنف من الجوالات المصنوعة من الخيش كانت من الطول بحيث تبتلع رجلاً بحاله...... وكما ترون بالصورة فقد كانت تعلق على عارضات خشبية ثلاثية الأضلاع يعتليها المرء من فوق ثم يؤتى بالقطن فيقوم بضغطه بعود عن طريق الدق مثلما تفعل النساء عندما يعملن بال( فندك).... ولا تنتهى عملية الضغط والتعبئة إلا بعد عمل إختبار بالنقر على جانبى الجوال حيث يعطى رنيناً ناعماً كالطبل...
والغريب أن الجوال لايتأثر بضغط وتعبئة كل هذه الكمية من القطن بداخله ويظل صامداً حتى يمتلئ ثم يخاط بخيوط من الكتان تسمى( دوبارة) وكانت هذه الدوبارة مخصصة لخياطة جولات الخيش.....ثم ترحل هذا الجوالات إلى الدلنج حيث المحلج...... ويومئذٍ كانت القرية تعيش يومها كيوم عيد بحق... كيف لا والعائد مجزٍ بعد تعب وشقاوة الموسم.....
وتحضرنى طرفة عن بعض المواقف
فى مرحلة التعبئة....وأذكر ان رجلاً حديث عهدٍ بزراعة القطن وبعد ان جمع قطنه
وأراد تعبئته صنع العارضة وعلق جوالاً من نوع ( جلاتلى) الكبير السعة.... ومن شدة
شوقه وإستعجاله لعملية التعبئة أتى بكمية ضئيلة من القطن وقذفها داخل الجوال ثم
أسرع وإعتلى العارضة وولج داخل الجوال المعلق كما يفعل الناس حتى تسهل عليه عملية
الضغط ولكنه نسى( من شدة الشفقة والشلاقة) طول قامته وضآلة كمية القطن بداخل
الجوال.....
ودخل صاحبنا فى (ورطة) حيث
إبتلعه الجوال بكامله ولم يكن أحد بالقرب منه فصار يتقافز ليمسك بطرف الجوال فى
الأعلى ولكن هيهات له ان يدرك مايطلب...... فظل صاحبنا كالفأر فى صفيح ساخن طيلة
النهار ولم تنقذه صرخاته ولم تنجده محاولاته وقفزاته حتى تعب...... ونام من شدة
إرهاقه داخل الجوال لتحضر زوجته مساءاً بعد ان إنتظرته طويلاً ولم يأت لتناول
طعامه........
وفوجئت به داخل الجوال وقامت بتمزيق الجوال بمدية من الجانب ليخرج صاحبنا وقد تعفر وجهه( غباراً بعرق) وصار أقرب شبهاً بالقرود لوجود شعيرات الخيش الملتصقة بوجهه وسائر جسده.......والطريف أنه توعد زوجته وهددها بالويل والثبور إن هى أخبرت أحداً بقصته تلك فوعدته على مضض خوفاً على نفسها .....ولكن......كيف لها ان تصمت مع حرقة ذاك( الشمار الحار)....( وهل يستوى الذين يعلمون مع الذين لايعلمون)..... فأطلقتها فصارت حكاية الموسم.... وأى موسم.... إنه موسم ( الأكا) بالجبال.....
كونوا بخير وصباحكمZain
وفوجئت به داخل الجوال وقامت بتمزيق الجوال بمدية من الجانب ليخرج صاحبنا وقد تعفر وجهه( غباراً بعرق) وصار أقرب شبهاً بالقرود لوجود شعيرات الخيش الملتصقة بوجهه وسائر جسده.......والطريف أنه توعد زوجته وهددها بالويل والثبور إن هى أخبرت أحداً بقصته تلك فوعدته على مضض خوفاً على نفسها .....ولكن......كيف لها ان تصمت مع حرقة ذاك( الشمار الحار)....( وهل يستوى الذين يعلمون مع الذين لايعلمون)..... فأطلقتها فصارت حكاية الموسم.... وأى موسم.... إنه موسم ( الأكا) بالجبال.....
كونوا بخير وصباحكمZain
0 comments:
إرسال تعليق