أولجيه....

هى بذور نوع من الحشائش الزاحفة وتجدها فى غالب أراضى الساڤنا الفقيرة.....تحبها بعض الحيوانات وتتغذى عليها... 
وتسميها الناس بالدارجة.... أم ضريصة( الدريسة)..... وتتميز بوجود أطراف شوكية قوية وحادة جداً ومؤذية للإنسان.... ولعل الشاعر الراحل إدريس محمد جماع قد عنى هذه الدريسة يوم قال هائيته المشهورة...
إن حظى كدقيق فوق شوك نثروه...
ثم قالو لحفاة يوم ريح أجمعوه....
عظم الامر عليهم ثم قالوا....
كيف من أشقاه ربى تسعدوه.....

أجل فهذه الدريسة لايمكنك معها ومهما أوتيت من قوة صبر أن تمشى فوقها حافياً لأنها لا تتطعن الأرجل فحسب وإنما تنغرز وتلصق بباطن الرجل وتظل تواصل الطعن والإنغراز حتى توقفك عن السير وتعطلك.....

الاونشو تطلق عليها إسم( أولجيهAlljait)..... وتحذر منه كثيراً فلو كنت سائراً فى الطريق وصادفك أحدهم فسرعان ماينصحك قائلاً.... توكو شوونى.... تتوب أولجيقى كونونق..... أى. لاتذهب بذاك الإتجاه فالأرض مليئة بالدريسة......
وهى ليست مؤذية للبشر فحسب ولكنها تؤذي حتى وسيلة مواصلاته كالدراجات الهوائية وأذكر أن أكثر ماكنا نخشاه هو المرور بالأراضى التى تكثر فيها نباتات الاولجيه لأنها تثقب إطارات الدراجات فى عدة مواقع فى آن واحد وربما جعلتك تستبدل الإطار بآخر جديد.....

والطريف أننى سمعت أن الناس قديماً إقتاتت على بذور نبات الاولجيه فى زمن الجفاف والمجاعات وذلك بعد جمع هذه البذور الشوكية وقليها وتحميسها على النار ثم طحنها فى المراحيك فتنتج نوعاً من البلتو( مظلوط) به دهن عجيب فيطبخونه كنوع من المرق ويتغذون عليه.....
يبقى أن تعرف عزيزى القارئ ان بذور نبات الاولجيه معمرة جداً ويمكن بقاؤها عشرات السنين دون ان تبلى وتظل طيلة هذه الفترة صالحة وخصبة...

بيئة جديد 9:37:00 ص