في رد حاسم ومرافعة قوية لصديقي أبوحمد ضد أحد المتغولين علي الصحافة حين تحدث بجهل واضح عن واحدة من أصيلات بنات النوبة الشابة المثقفة ناتالينا يعقوب أبو كنونة ( ملكة جمال مهرجان الثقافة والتراث الثالث لجبال النوبة) ونسبها بأنها من جنوب السودان رغم ماهو معروف بأنها من جنوب كردفان ومن قرية أم دورين.... ذكر أخي أبوأحمد ممتدحا أهل جبال النوبة قائلا....( إنه مجتمع إذا فرح رقص وإذا حزن رقص وإذا بكي غني رغم المحن والجروح....) كلمات لا أستطيع مجاراة كاتبها لإيرادها لأنها خرجت صادقة من فؤاده ومايحسه تجاه أهله النوبة من حب ومودة وإحترام.....
هذه المرافعة أستصحبتها مع منشورات مقهي أولال كيلي وماتداولناها من موضوعات عن طقوس الجبنة وبعض مراسم تكوين رابطة الصداقة عند الأونشو وماتجري من عادات الرقص والطرب لأقل الأحداث لأتحدث متناولا إحدي الطقوس التي تربط بين ماقاله أخي أبوأحمد عن النوبة وماتناولناه في مقهانا كنوع من التراث الذي يؤصل لطبيعة النوبة كشعب يطرب لأقل حدث ويجعل منه مناسبة يرقصون فيها ويطربون.... وكما يقولون ( يجعل من الحبة قبة).....!
والموضوع الذي سأتحدث عنه كعادة لم أجد لها إسما رغم أنها عادة قديمة ومتواترة ...... ولكن دعونا نطلق عليها مجازا إسم (الشبال) ... ودعوني أصف لكم مجرياتها وأحداثها لتقفوا عليها ثم تعطوها إسما يليق بها ولكن قبلا فلنعرف ماهي هذه العادة.....!
إعتاد الأونشو في المناسبات التغني والرقص بمختلف أنواع وأنماط فنون الطرب وإيقاعاتها فنجد الكرنق والشندوكولا والدويا وحتي غناء الكونشنق وأخيرا غناء التمتم أو الدلوكة عند البنات.... وغالبا ما تتصدر الأورديري (الحكامات) هذه المنابر بحيث يجودن من أغانيهن ليطربن الحضور من البورجيلي فيجعلنهم مهووسين لما يسمعونه من جميل الغناء ....!
وقد يجعل طربهن هذا أحد البورجيلي يتقدم وهو يبشر أمام الحضور ثم يقوم بحماس بنفح الأوردير ( المغنية) مبلغا ماليا وذلك بوضع هذه النقود علي رأسها أو حتي ربط الأوراق النقدية علي مسيرتها ( جدائل شعرها) وهو يتفاخر بأنه إبن فلان وأنه الفارس وأنه فعل كذا وكذا.....!
هذا الحماس والتصرف من ذاك البورجل يدفع بأحدهم فيدخل الدارة ( حلبة الرقص) بجنون وتهور حتي يصل إلي حيث الحكامة ولكنه لحظة وقوفه أمام الحكامة يتذكر أن جيبه خال من النقود...( الموقف محرج) ولكنه وبذكاء يتصرف بسرعة فيخلع سكينه من ذراعه بجفيرها ويضعه علي رأس الحكامة ... وإذا لم يمتلك سكينا يضع منديله... وإذا لم يكن منديلا وضع عمامته أو حتي فردة حذائه ( مركوبه) الذي ينتعله وهذا أضعف الأيمان.....!
هذا التصرف الحماسي رغم بساطته عند الشخص الغريب المشاهد إلا أنه يعتبر عند الأونشو شيئا عظيما ونذيرا لتوالي أحداث كبيرة سوف تجري بين ذلك البورجل وتلك الحكامة وبين أهلهما ... بل وشئ بين أهل القريتين عظيم......!
فهذا السكين أو المنديل أو العمامة أو حتي ذلك الحذاء الذي جعله البورجل منحة لتلك الأوردير أصبح عذرا لخلق حدث عظيم في مقبل الأيام .... إذ سرعان ماتأخذ الأوردير تلك المنحة وتأتي لأهلها وصديقاتها مخبرة لهم أن فلانا منحها هدية وإن عليها رد الجميل وهنا تبدأ التجهيزات....!
وقد تأخذ التجهيزات وقتا يمتد لأسابيع وشهور وبعدها ترسل الأوردير لذاك الفتي وتخطره أنها قادمة في يوم كذا لترد له الجميل علي هديته التي دفعها في مناسبة كذا...... وهذا بدوره يخطر أهله بأن يتجهزوا لإستقبال الحدث في وقته.....
في اليوم الموعود يكون أهل الفتي قد تجهزوا بنحر الذبائح وتجهيز فاخر الطعام التي تكون أخوات وصديقات أسرة الفتي قد طبخنه في منازلهن دعما لأسرة الفتي تطوعا وكنوع من الفخر أمام الضيوف القادمين .....!
أما الأوردير وأهلها وصديقاتها فهم يأتون في زخم من الهدايا والمأكولات وربما شملت الهدايا زوجة وأبناء البورجل إذا كان متزوجا.... فتجد طقما للشاي مثلا وثيابا للزوجة والعيال... وإذا كان الفتي أيما فتتم كسوته وإهدائه عطورا ومناديل فاخرة مطرزة الأطراف.....
وأما سكينه فيرد له أمام مرأي من الأهل بعد أن زين بالسكسك والودع وجعل عليه عطر فاخر.....
وبعد إطعام الطعام يأخذ القوم في الغناء والطرب حتي بوادر الفجر لاتلهيهم حتي الدانات وأزيز الأنتنوف من فوقهم ومن أسفل منهم....
ألم أقل لكم أن هناك أشياء تربط بين ماذهب إليه أخي أبوأحمد وما تناولناه في مقهانا.... وقد صدق أباأحمد وصدقتم فطوبي لكم بين أهلكم تمارسون طقوسكم وعاداتكم... وكونوا بخير وصباحكم Sudani
في رد حاسم ومرافعة قوية لصديقي أبوحمد ضد أحد المتغولين علي الصحافة حين تحدث بجهل واضح عن واحدة من أصيلات بنات النوبة الشابة المثقفة ناتالينا يعقوب أبو كنونة ( ملكة جمال مهرجان الثقافة والتراث الثالث لجبال النوبة) ونسبها بأنها من جنوب السودان رغم ماهو معروف بأنها من جنوب كردفان ومن قرية أم دورين.... ذكر أخي أبوأحمد ممتدحا أهل جبال النوبة قائلا....( إنه مجتمع إذا فرح رقص وإذا حزن رقص وإذا بكي غني رغم المحن والجروح....) كلمات لا أستطيع مجاراة كاتبها لإيرادها لأنها خرجت صادقة من فؤاده ومايحسه تجاه أهله النوبة من حب ومودة وإحترام.....
هذه المرافعة أستصحبتها مع منشورات مقهي أولال كيلي وماتداولناها من موضوعات عن طقوس الجبنة وبعض مراسم تكوين رابطة الصداقة عند الأونشو وماتجري من عادات الرقص والطرب لأقل الأحداث لأتحدث متناولا إحدي الطقوس التي تربط بين ماقاله أخي أبوأحمد عن النوبة وماتناولناه في مقهانا كنوع من التراث الذي يؤصل لطبيعة النوبة كشعب يطرب لأقل حدث ويجعل منه مناسبة يرقصون فيها ويطربون.... وكما يقولون ( يجعل من الحبة قبة).....!
والموضوع الذي سأتحدث عنه كعادة لم أجد لها إسما رغم أنها عادة قديمة ومتواترة ...... ولكن دعونا نطلق عليها مجازا إسم (الشبال) ... ودعوني أصف لكم مجرياتها وأحداثها لتقفوا عليها ثم تعطوها إسما يليق بها ولكن قبلا فلنعرف ماهي هذه العادة.....!
إعتاد الأونشو في المناسبات التغني والرقص بمختلف أنواع وأنماط فنون الطرب وإيقاعاتها فنجد الكرنق والشندوكولا والدويا وحتي غناء الكونشنق وأخيرا غناء التمتم أو الدلوكة عند البنات.... وغالبا ما تتصدر الأورديري (الحكامات) هذه المنابر بحيث يجودن من أغانيهن ليطربن الحضور من البورجيلي فيجعلنهم مهووسين لما يسمعونه من جميل الغناء ....!
وقد يجعل طربهن هذا أحد البورجيلي يتقدم وهو يبشر أمام الحضور ثم يقوم بحماس بنفح الأوردير ( المغنية) مبلغا ماليا وذلك بوضع هذه النقود علي رأسها أو حتي ربط الأوراق النقدية علي مسيرتها ( جدائل شعرها) وهو يتفاخر بأنه إبن فلان وأنه الفارس وأنه فعل كذا وكذا.....!
هذا الحماس والتصرف من ذاك البورجل يدفع بأحدهم فيدخل الدارة ( حلبة الرقص) بجنون وتهور حتي يصل إلي حيث الحكامة ولكنه لحظة وقوفه أمام الحكامة يتذكر أن جيبه خال من النقود...( الموقف محرج) ولكنه وبذكاء يتصرف بسرعة فيخلع سكينه من ذراعه بجفيرها ويضعه علي رأس الحكامة ... وإذا لم يمتلك سكينا يضع منديله... وإذا لم يكن منديلا وضع عمامته أو حتي فردة حذائه ( مركوبه) الذي ينتعله وهذا أضعف الأيمان.....!
هذا التصرف الحماسي رغم بساطته عند الشخص الغريب المشاهد إلا أنه يعتبر عند الأونشو شيئا عظيما ونذيرا لتوالي أحداث كبيرة سوف تجري بين ذلك البورجل وتلك الحكامة وبين أهلهما ... بل وشئ بين أهل القريتين عظيم......!
فهذا السكين أو المنديل أو العمامة أو حتي ذلك الحذاء الذي جعله البورجل منحة لتلك الأوردير أصبح عذرا لخلق حدث عظيم في مقبل الأيام .... إذ سرعان ماتأخذ الأوردير تلك المنحة وتأتي لأهلها وصديقاتها مخبرة لهم أن فلانا منحها هدية وإن عليها رد الجميل وهنا تبدأ التجهيزات....!
وقد تأخذ التجهيزات وقتا يمتد لأسابيع وشهور وبعدها ترسل الأوردير لذاك الفتي وتخطره أنها قادمة في يوم كذا لترد له الجميل علي هديته التي دفعها في مناسبة كذا...... وهذا بدوره يخطر أهله بأن يتجهزوا لإستقبال الحدث في وقته.....
في اليوم الموعود يكون أهل الفتي قد تجهزوا بنحر الذبائح وتجهيز فاخر الطعام التي تكون أخوات وصديقات أسرة الفتي قد طبخنه في منازلهن دعما لأسرة الفتي تطوعا وكنوع من الفخر أمام الضيوف القادمين .....!
أما الأوردير وأهلها وصديقاتها فهم يأتون في زخم من الهدايا والمأكولات وربما شملت الهدايا زوجة وأبناء البورجل إذا كان متزوجا.... فتجد طقما للشاي مثلا وثيابا للزوجة والعيال... وإذا كان الفتي أيما فتتم كسوته وإهدائه عطورا ومناديل فاخرة مطرزة الأطراف.....
وأما سكينه فيرد له أمام مرأي من الأهل بعد أن زين بالسكسك والودع وجعل عليه عطر فاخر.....
وبعد إطعام الطعام يأخذ القوم في الغناء والطرب حتي بوادر الفجر لاتلهيهم حتي الدانات وأزيز الأنتنوف من فوقهم ومن أسفل منهم....
ألم أقل لكم أن هناك أشياء تربط بين ماذهب إليه أخي أبوأحمد وما تناولناه في مقهانا.... وقد صدق أباأحمد وصدقتم فطوبي لكم بين أهلكم تمارسون طقوسكم وعاداتكم... وكونوا بخير وصباحكم Sudani
0 comments:
إرسال تعليق