وقصة تسمية هذه المجرة في الأساطير مختلفة حسب الجنس... فالإغريق ذكروا أن إلاههم هيرقل أراد أن يرضع من الإلهة هيرا فإنتثر بعض اللبن في السماء مكونا هذا المنظر فسمي بدرب اللبانة" Milky way"...!
أما العرب فشبهوا تناثر النجوم بالتبن( علف الحيوان) المتساقط فأطلقوا إسم( درب التبانة) عليه...!
أما الأنشو فقصتهم طويلة... حيث ذكر أن مندا بن كلنج بن كيدل حفيد أوري جد الأنشو كافة... كان رجلا ذا مال وعيال ويقيم مع أسرته بين أهله في المنطقة المحيطة بجبل مورنج والمعروفة اليوم بأطو...!
وبما أنه كان ذا سعة في المال والعيال فقد حسده البعض علي ذلك وتآمروا علي قتله ونهب ممتلكاته فأخذوا في شحذ أسلحتهم والتي كانت عبارة عن قطع من خشب الأبنوس تشحذ فتصبح ذا حواف وأسنان حادة فحينذاك لم يعرف الناس إستخدام الآلات المعدنية بعد...!
وبينما كان مندا جالسا في عصر يوم جاء إليه حفيده وجلس بقربه وأخذ يشحذ قطعة من خشب الأبنوس حملها معه... ولما كان مندا شديد الفطنة والفراسة لاحظ أن مايقوم به الغلام ليس بلعب طفل في عمره فسأل حفيده عن مايفعل فرد عليه ببراءة طفولة... أن كل الناس منهمكين في شحذ أسلحتهم لغزو مندا ونهب ماله وأنا أريد أن أرافقهم في غزوهم هذا.... فقال له جده... وهل أعمامك وأولادهم يفعلون مثل هذا فأجاب الطفل لا بل الناس خارج أسرتنا...!
هنا تيقن مندا أن الناس قد جمعوا له يريدون نهبه ولاقبل له بهم فجمع أسرته قبيل المغرب وبدون أن يخبرهم بما إعتزم القوم علي فعله قال لهم.... لايبيتن أحدكم الليلة خارج داره لأن هنالك أمر جلل...!
أطاع الجميع أمره وباتوا نائمين في مخادعهم... وفي الثلث الأخير من الليل أيقظ مندا أبنائه وعوائلهم وتفقدهم ليجد أن إبنه كيدي ليس ضمن الموجودين( وكان أعزبا)... فترك له زوجين من كل حيوان يمتلكه.... ثور وبقرة، كبش ونعجة، تيس ومعزة، ديك ودجاجة... إلخ.
ثم صعد مندا إلي قمة جبل كريج فطار ممتطيا جواده إلي السماء ومعه أسرته وممتلكاته من البقر والماعز.... وعند الصباح تبادر الناس لغزوه فلم يجدوا إلا آثار حوافر فرسه علي صخرة بجبل كريج.... والغريب أن تلك الآثار موجودة علي الصخرة حتي يومنا هذا شاهدا علي القصة....!
أما صاحبنا كيدي بن مندا فقد رضي ببقائه في الأرض بعد أن أخذ نصيبه من التركة ليعيش ويتزوج فيخلف بنينا وبنات وإمتدت أجيالهم.... ومازال الناس إلي اليوم ينظرون للسماء فيتذكرون الأسطورة قائلين لأبنائهم إن ذاك أثر بقر مندا... أو منداندي نوب
0 comments:
إرسال تعليق