728x90 AdSpace

اخر الاخبار
الخميس، 17 نوفمبر 2016

حمدان أبوعنجة والجهادية السود(3)



ذكرنا فيما مضي أن كودركوندو إختط في ذهنه خطة جهنمية حمل بموجبها زاده وسافر علي عجل قاصدا معسكر جيش المهدية بمنطقة البقلتي....!
قال محدثي إن كودركوندو وصل إلي المعسكر وزعم أن لديه معلومات مفيدة جدا يحملها للأمير حمدان وجيشه فأدخل فورا إلي مجلس الأمير حمدان أبي عنجة ونائبه عبدالصمد أو "وادي سما" كما أسماه الأنشو بعد ذلك....!
دخل كودركوندو حيث سأله حمدان عن ماهية معلوماته فقال" إن بجبال الأنشو رجلا تمرد وعصي حتي إنه إستخفافا بسمو الأمير قد سمي كلبه( أبوعنجة).... إستشاط الأمير غضبا وطلب من كودركوندو أن يدله علي من يهين شرف المهدية في شخصه وإنه لابد منكل به ولن تعصمه منه الجبال مهما قست....!
تحرك جيش المهدية قاصد الجبال متخذا كودركوندو دليلا حتي وصل ليلا إلي جبل نما مقر كوركيلي وعسكر محيطا بجميع أنحاء الجبل معتزما الهجوم فجرا والطير في وكناتها ولكن....!
في ثلث الليل الأخير إستيقظ كوركيلي علي صهيل جواده وخرج يستطلع الأمر ويالهول مارأي.... تحت سفح الجبل وعلي جميع النواحي كانت هنالك أشكالا بشرية دهماء وحركة جياد ورغاء جمال وقعقة حديد.... علم كوركيلي أن جيش المهدية الذي طالته أخباره قد دهمه في عقر داره ولابد من حيلة فأيقظ أهله وبسرعة تداولوا الأمر وقرروا أن يسرع كوركيلي إلي إبن خالته الكجور أونبيل في جبل نيجا( الرجول) ويأتي بالنجدة ريثما تناوش البقية هنا جيش المهدية من فوق الجبل حيث ظنوا أن الجيش الذي معظمه من العرب لا خبرة لهم بحرب الجبال(؟) وهكذا ومع أول خيوط الفجر ركب كوركيلي وإبنه جواديهما وأسرعا منحدرين من الجبل ( كجلمودي صخر حطهما السيل من عل)... وتفاجأ الجيش بهما وهما يشقان طريقهما وسط المعسكر تماما غير عابئين بأزير الرصاص الذي تطاير دون تصويب أو هدف إلا تعبيرا عن خوف مطلقيها من الشبحين الذين يجولان فوق رؤوسهم بالمعسكر ممطتين جوادين وهما كما ولدتهم أمهاتهم... إذ كانا عاريين تماما كما هي العادة بالجبال حينذاك وذلك ماأرعب العسكر وبلغت أرواحهم الحلقوم ظانين أن ملك جن الجبال قد أرسل طلائع جيشه للإشتباك معهم وتمني بعضهم أن لو لم يحضروا إلي هذه المجاهل المرعبة أبدا.... وفي غمرة الهرج والفوضي التي عمت الجيش تسلل الرجلان ولاذا بالفرار إلي نيجا...!
جاء الصباح حاملا نذير الشؤم علي أهل القرية حيث عاث الجيش فسادا بها ناشرا الرعب فقتل من قتل وسبي من سبي وأحرق البيوت وأقيمت في أسفل الجبل زريبة متينة من الشوك الكثيف وجعلوا يحبسون فيها من الفتيان والفتيات ماجعلها تمتلئ حتي أمر نائب الأمير وأسمه عبدالصمد أو وادي سما كما أسماه الأنشو بعدها بترحيل جزء منهم إلي المعسكر الأم بالبقلتي والإحتفاظ بالبعض بغرض تحميلهم المؤن والأغذية مثل الحمير أثناء تجوالهم بالمنطقة... ولم ينج منه إلا العجزة وكبار السن... وكان هناك رجل لايهمه في كلما حدث ومايحدث من هذه الأمور إلا شئ واحد....جواده... ذلك ما أهم صاحبنا كودركوندو فجعل يبحث حتي تحقق أن كوركيلي وإبنه ليسا ضمن القتلي أو الأسري وعلم أنهما فرا إلي نيجا للعودة بالنجدة فأسرع إلي الأمير مبلغا إياه بالأمر ومحذرا له أن كوركيلي لديه من الرجال بمنطقة نيجا مالايستطيع جيش المهدية بأكمله الوقوف أمامه ساعة واحدة إذا رجع كوركيلي بهم وعليه يجب أن تتم مباغتته قبل أن يتجهز ويقدم...!
إنطلت الحيلة علي الأمير حمدان أبي عنجة وبادر بالتحرك قاصدا جبل نيجا فوصله ليلا وأخذ الجيش مواقعه للهجوم صباحا ولكن... كوركيلي بنباهته وحذره تنبه لحركة الجند تحت الجبل فأخطر مضيفه كجور أونبيل زعيم نيجا فنصحه أونبيل أن جيش المهدية يطلبه هو وإبنه فعليه بالفرار إلي إبن خالته بول بمرنج بينما يؤخر هو وعشيرته جيش المهدية ويشغلونه عن اللحاق بهما....!
قال محدثي أن كوركيلي أخذ بنصيحة أخيه وخرج متسللا مع إبنه قاصد مرنج ومارا بالكرقل... ومن ورائه إستبسل أونبيل مع رجاله ولكنهم إنهزموا أمام ضخامة الجيش المدجج بالسلاح الناري فقام الجيش بأعماله الفظيعة من القتل والأسر والسبي( أكسح ،أمسح، قشو (؟)... وليته توقف عند جبل نيجا فحسب بل سار ممشطا مناطق الأنشو قرية فقرية حتي دخل الكرقل الآمنة وفعل فيها مافعل دون أن يجدوا من يطلبونه وهنا إنبري كودركوندو ناصحا الأمير حمدان أن آخر معقل يمكن أن يذهب إليه كوركيلي هو منطقة مرنج التي يوجد فيها إبن خالتهم الكجور " بول" بجبل توما( تومبا)....!
وإستطرد محدثي محللا بذكاء وخبرة عسكرية إن من أكبر الأخطاء التي وقع فيها كوركيلي أثناء فراره من أمام جيش المهدية هو عدم تقديره لقوة وتسليح الجيش وإقتناعه التام بأن بإمكان إخوانه الذين لجأ إليهم هزيمة هذا الجيش وذلك حسب خبرته السابقة في الغزوات المحلية بين قبائل المنطقة ناسيا أن جيش المهدية لديه من العتاد الحربي مالا قبل لهم به... فكان هذا خطأ قاتلا ومهلكا حيث أن كوركيلي كعادته عندما وصل إلي مرنج ونزل عند أخيه بول سأله الأخير عن مسعاه فلم يزد علي أن قال أن بينه وكودركوندو مسألة تختص بالجواد الذي إحتال عليه ونهبه منه وهو يريده أن يتوسط لهما لحل المشكلة عند حضور كودركوندو... فلو أصدقه الحديث لتجهز بول جيدا لملاقاة جيش المهدية خاصة وإن جبل توما يمتاز بموقع حصين لايمكن إختراقه إلا من معبرين إحدامها هو مضيق أو معبر" كولالامبور"(؟).... والآخر يسمي معبر" أورتومبور"... فيمكن سدهما بالتركز خلفهما أو حتي الهروب عن طريق إحداهما إذا دعي الأمر....!
كذلك أضاف محدثي أن كجورا مجاورا يسمي ترونق بمنطقة كيلتو تنبأ بحدوث كارثة تقع علي أهل كجور بول فأرسل رسولا منذرا له قائلا( إعلم أنه لديك عجلة غبشاء سمينة معقوفة الذيل... إعطنيها كفدية( بياض) وأنا أكفيك من شر قادم) فغضب الكجور بول ورد الرسول قائلا " قل لكجورك هذا أننا كلنا كجرة وإنني ند له ولي من القدرة مثلما هو يملكها وليدع أحلامه بالحصول علي العجلة معقوفة الذيل)... وكان عدم تصديقه نبؤة ترونق ورده لرسوله فارغ اليدين غلطة كبيرة تحسر عليها كل من بول وكوركيلي فيما بعد لأن كجور ترونق إستقبل رسوله الذي عاد بخفي حنين حيث طارت منه العجلة السمينة فصاح مترنما بلغة الأرو متوعدا( تومار بوليني ديكا...أيو... أيو... دوركولا) والمعني أن كارثة عظمي ستقع علي منطقة بول صباحا... وليستعد مع عشيرته لها حيث لشدتها سيأكل الناس الجلود ويتخذونها قوتا... لاحول ولاقوة إلا بالله... نواصل لاحقا.
  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 comments:

إرسال تعليق

Item Reviewed: حمدان أبوعنجة والجهادية السود(3) Rating: 5 Reviewed By: nietomaga.blogspot.com