بالأمس أصيب البعض منا بالتخمة بعد أن خمج
خمجا من وليمة العقيقة الإسفيرية التي دعت إليها أختنا الحبيبة بت نورين في رحاب
مقهاها ( أولال كيلي).... خاصة الإبنة Howida التي أظهرت نهما لكل ماتجده أمامها من
ألوان الأغذية ( المعرفية) التي عمرت بها المائدة حتي أضحت في نهاية اليوم تحثنا
وتلح علي البورجيلي الذين تحلقوا حولها مستغربين من هذه الخواجية الأبنوسية التي
تشتاق لسماع العزف علي إيقاع الكرنق حتي تحرك جسدها رقصا فتهضم ماتراكم في معدتها
من شحم الآمAam (الخروف الدعول) الذي إستوردناه من دار أم بادر بأقاصي بلاد حمر.....!
واليوم نعرج بكم كما أعتدنا إلي جبراكتنا
العامرة بأطايب إنتاجها في أولي الشهور القمرية لفصل التومولي أي ربيع الأونشو
والذي أطلق عليه شهر ال( مشا ننتو) أي شهر الجبراكة.... وحقا هو شهر الجبراكة حيث
كل الأنظار تتجه إليها طلبا للتلذذ بما يتوافر بها من طيب الغذاء....!
ومنذ إنبثاق فجر اليوم ونحن مجتمعون حول
الإيكانقول ( التقابة ) دخلت الوالدة خلسة لجبراكتها وعادت تحتضن كمية من
الأرينقوي ( الذرة الشامية) أو مانطلق عليه بالعامية العيش ريف.... وسال لعابنا
قبل أن نضعه علي الجمر كما قال رحمه الله بروف عبدالله الطيب :
شوينا السنبل النضر علي الجمر علي الجمر.....
شوينا السنبل النضر علي الجمر علي الجمر.....
وهجمنا علي كومة الأرينقوي فمنا من وضعه علي
اللهب بورقه ومنا من قام بتقشيره وشيه... ومنا من طالب بسلقه في الحالتين مقشورا
أو مغلفا فهمه أن يتناوله ناضجا.... وهنا بدأت حلاوة السمر مع نسمات السحر.....!
والعيشريف عزيزي القارئ رغم أنه يعد من أهم
المحاصيل إذ يأتي في المرتبة الثالثة بعد القمح والأرز ويعد واحدا من أقدم
المحاصيل الغذائية التي عرفها الإنسان إلا أن الإهتمام بزراعته كمصدر غذاء لايشكل
دورا لدي السودانيين....!
والأونشو لاتعتمد عليه كثيرا ولا تتوسع أو تكثف من زراعته علي الرغم من سرعة إنتاجه كمحصول خفيف ولكنهم يعتبرونه محصولا للتنويع والتسلية ولذلك نجد أن فترة إستهلاكه لاتتعدي الأسبوع عند ظهور سنابله الناضجة في الجبراكة وبعدها قد لاتجد حتي سيقانه في المكان الذي زرع به في الجبراكة.....!
والأونشو لاتعتمد عليه كثيرا ولا تتوسع أو تكثف من زراعته علي الرغم من سرعة إنتاجه كمحصول خفيف ولكنهم يعتبرونه محصولا للتنويع والتسلية ولذلك نجد أن فترة إستهلاكه لاتتعدي الأسبوع عند ظهور سنابله الناضجة في الجبراكة وبعدها قد لاتجد حتي سيقانه في المكان الذي زرع به في الجبراكة.....!
ومما يتبادر لذهني عن هذا المحصول كمياته
المهولة التي كانت تزرع بغيط( مزرعة) كافوري كعلف لأبقار معمل عزيز كافوري بضاحية
كوبر منذ خمسينات القرن الماضي.... وأكثر ما أذكره عن هذا المحصول أنه كان يعد
مصدر غذاء ودخل لغالب سكان أحياء كوبر عند زراعته علي الرغم من أنه زرع كعلف للأبقار
إلا أن الناس كانت تشاركها هذا الغذاء الفاخر....
والطريف أن هؤلاء كانوا يختلسون هذا الغذاء
إختلاسا رغم تشديد الرقابة من قبل العاملين وخفراء الغيط والذين كانوا هم أيضا
يخرجون بنصيب منه من باب( العاملين عليها)....
وكنا ونحن صغار نشاهد أرتالا من الناس يأتون فرادي وجماعات يتأبطون جوالاتهم( شوالات الخيش) في كل مساء مختبئين بالظلمة يتسللون بين سيقان الذرة لاتسمع لهم حسا عدا أصوات كسر قناديل الذرة بين لحظة وأخري متوجسين من سماع الخفراء لحركتهم داخل الزرع......!
وكنا ونحن صغار نشاهد أرتالا من الناس يأتون فرادي وجماعات يتأبطون جوالاتهم( شوالات الخيش) في كل مساء مختبئين بالظلمة يتسللون بين سيقان الذرة لاتسمع لهم حسا عدا أصوات كسر قناديل الذرة بين لحظة وأخري متوجسين من سماع الخفراء لحركتهم داخل الزرع......!
وحوالي التاسعة والعاشرة ليلا تأتيك أصوات
فرقعة حبات سنابل الذرة من داخل الدور وتصلك الرائحة الذكية لتنبئك أن بهذه الدور
كمية من الذرة تشوي علي الجمر ... فإذا قمت صباحا ستفاجأ بكميات من قنقر الذرة
التي نهشت ليلا علي عجل وقذفت أعوادها خارج الدور كنفايات.....!
وأما عند أهلنا الأونشو فلاشئ منها يذهب
للنفايات .... فسيقانها تجمع وتحرق لتصير كمبو ( نقري) وهو كربونات الصوديوم
البلدي لطباخة الإدام وخاصة( ملاح اللوبا) الذي سمي عليه ملاح كمبو.... وأما
أعوادها فتجمع وتجعل كأغطية لبخس الروب ( دولرنق) وأنية الملح ( شيلندوب) ... وبعض
الأواني الخزفية.....!
وإذا نظرت إلي أعلي وأنت واقف عند باحة الدار ستفاجأ بكمية من الأرينقوي الجافة وقد ربطت بعناية مغلفة بأوراقها وعلقت علي فرع شجرة..... تلك مايسمونها ( كتي) وهي تيراب السنة القادمة يرجون أن تعطيهم إنتاجا وفيرا ليتلذذوا به بإذن الله.... كونوا بخير وصباحكمZain
وإذا نظرت إلي أعلي وأنت واقف عند باحة الدار ستفاجأ بكمية من الأرينقوي الجافة وقد ربطت بعناية مغلفة بأوراقها وعلقت علي فرع شجرة..... تلك مايسمونها ( كتي) وهي تيراب السنة القادمة يرجون أن تعطيهم إنتاجا وفيرا ليتلذذوا به بإذن الله.... كونوا بخير وصباحكمZain
0 comments:
إرسال تعليق