بين الأمس وقبله أثارت الإعلامية المتجددة بت نورين مسألة إجتماعية أقامت الدنيا وأقعدتها وإشتعلت من جرائها نيران حرب ضروس بين مرتادي مقهي أولال كيلي من الجنسين .... إذ شنت الغيد حربا علي البورجيلي لازالت من أثره قوارير البارد صرعي وأباريق القهوة والشاي بتن في إطراق....!
وقد إشتعلت الحرب حين إتهمت البعض من الكنداكات علنا البورجيلي بأنهم كانوا وراء سعي ولهاث المرأة لتبييض بشرتها وتغيير لون سحنتها والخروج من جلدها الأصلي حين فضلوا ذوات البشرة البيضاء علي نظيراتهن من ذوات البشرة السمراء..... وردا لهن قام البورجيلي ( كعادتهم) بقلب الموائد والموازين وإستعمالها كدروع لصد هجمات الكنداكات فعاثوا فوضي عارمة بأصول المقهي الثابت منها والمتحرك.... وتمترست الكنداكات في ركنهن الشديد للنقاش والجدال متمسكات برأيهن.....!
وحتي تضع الحرب أوزارها رأي البعض أن تدخل الأجاويد أضحي أمرا حتميا فوددت أن ألج غبار المعترك ملوحا ببعض تقاليدنا التليدة والتي كانت سائدة ومن ثم تحولت مع الزمن إلي مانحن عليه اليوم....
إعلم عزيزي القارئ أن كنداكات الأونشو قديما كن يتخذن لنضارة بشرتهن ونعومتها بعض الأشياء البسيطة المتوفرة في مطابخهن وذلك مانراه كتوجه يسود اليوم في أروقة بيوتات التجميل ومستوصفات العلاج الطبيعي عالميا لما فيه من فوائد جمة....
حدثتني الوالدة بأن جداتها من الأونشو كن قديما يقمن بسحن الديكيلي ( القنقو) ثم يخلطنه بشئ من الزيت والماء الفاتر ويدلكن بهذا الخليط أجسامهن لإعطائها نضارة ونعومة ... ومع مرور الوقت تحول هذا الوضع إلي مايسمي بالدلكة اليوم....
وقد عرفت بنات الأونشو صناعة الدلكة من خليط لفطر طبيعي ينمو علي جذوع شجر الأوربول ( العرد) وكن يطلقن عليه إسم دورول.... فكن يأتين به ويخلطنه ببعض دقيق الذرة فيكتسب رائحة جذابة ... وكانت هذه الدلكة تستخدمها المرأة في جميع مراحلها العمرية ولم تكن حكرا علي المتزوجات منهن كما نري اليوم ... بل كانت الفتيات من أكثرهن إستعمالا لها لما يكتسبن من نعومة ونضارة وجميل رائحة من جرائها....
وكذلك كن يأتين بلحاء شجرة يقال لها ( ولتوندو) وهي ماتسمي بالعامية ب ( أبوليلة) ويستخدمنها لتبخير ملابسهن بعد غسلها بالمر ( طين صلصال) وذلك لتكتسب رائحة زكية وكان بمثابة مايعرف عند النساء حاليا بالكبريت( بفتح الكاف والباء والياء)....!
أما عن زيوتهن للمسوح فكن يأتين بزهر نوع من حشائش البناء الذي يسمي ( شيري) ثم يأتين بقليل من خمر الذرة ( كحول) أو الخندريس( علي قول صديقنا نايل محجوب).... فيخلط هذا بذاك ويوضع الخليط علي نار هادئة لفترة من الزمن ثم يضاف إليه زيت السمسم حتي يغلي المزيج ويتم تخزينه في وعاء من البخسة يسمي توندوكا.....
وكن يطلقن علي هذا الزيب إسم كووننق ديج... وهو بمثابة زيت الكركار اليوم .....
وكن يطلقن علي هذا الزيب إسم كووننق ديج... وهو بمثابة زيت الكركار اليوم .....
أما ماكن يستعملنه للشعر فقد كان خليطا من الزيت مع بذرة شجيرات تسمي( الأرمي) وهي مانسميها بعامية كردفان بمحلب الجبال ولها رائحة نفاذة ولذلك كانت تغلي بالزيت كما نفعل بالقرنفل اليوم.... وكن أيضا يقمن بسحن هذه البذور ويجعلن منها عجينة فإذا خلطنها بشئ من دقيق الذرة صارت دلكة .... وإذا إستخدمت لوحدها وخضبن بها شعورهن كانت مادة تسمي بالتربال أو التربلول.... وهذا التربال كنت تشم رائحته من علي بعد عشرات الأمتار إذا كنت سائرا في طريق مرت منه كنداكة متربلة خاصة في الخريف.....
أما أعظم الكريمات متعددة الأغراض عند الأونشو فهو الشيلSheel ( حجر اليحمور) أو ما نسميه بالعامية حيمور.... والشيل كحجر موجود بين صخور الجبال وكن يحصلن عليه ويقمن بسحنه ناعما ثم يضفن له زيت السمسم....
ومن فوائده أنه بلسم شافي للجروح ومساج يشد الجلد ويقوي بصيلات الشعر وينعم البشرة ويزيدها ألقا ونضارة.... وكان يستعمل للرضع ضد حساسية الجلد والبرد.....!
ومن فوائده أنه بلسم شافي للجروح ومساج يشد الجلد ويقوي بصيلات الشعر وينعم البشرة ويزيدها ألقا ونضارة.... وكان يستعمل للرضع ضد حساسية الجلد والبرد.....!
ذلك ماوجدنا عليه جداتنا ولم تشكي إحداهن يوما من جسمها وأوجاعه أو تجاعيد مع تقدمها في السن ولم يكن يعرفن Soir de paris ولا أوري فليم ولا هيد أند شولدرز.... ولم يكن للبورجيلي يد فيما يستعملنه من زيوت ومركبات عطور لأن ذلك لم يكن بغرض تغيير خلقة الخالق بقدر ماكان الغرض هو إضافة رونق وبهاء للحفاظ علي ماأنعم الله عليهن من ملاحة ... فطوبي لنا بالإصيلات من ستات الخدور وأمات الحجول من بنات بلدي كنداكات الأونشو....
وكونوا بخير وصباحكمSudani
وكونوا بخير وصباحكمSudani
0 comments:
إرسال تعليق