لليوم الثالث علي التوالي تستمر مفاوضات الحوار الساخن حول مآلات الزواج الداخلي أو زواج الأقارب بين فئتين لا أعدهما فريقين متخاصمين ولا أسميهما فريقين متضادين كما جرت العادة في كل المباريات ولكن هذه مباراة بين (مشجعي) زواج الأقارب و (مناوئ) هذا الزواج....
وبالأمس تحدثنا في مدخل الموضوع عرضا عن العرف الذي ساد في الأونشو سابقا حول زواج الأقارب وتحدثنا عن فلسفة ومفهوم هذا الزواج عند الأونشو ولماذا كان أجدادنا يعترضون هذا الأمر.....
اليوم سوف نتناول بعضا من المسببات التي تقود لسيادة الزواج الداخلي رغما عن ما تؤول إليه من نواتج متباينة تتدرج بين السلبية والإيجاب مستصحبين معنا موقف الجميع منها سواء بالرفض أو الإيجاب علما أن هذه المسببات كثيرة ومتنوعة ولذا نأخذ منها نذرا يسيرا لإنارة الطريق....
المعروف إخوتي أن بعض أولياء الأمور لهم ضلع كبير في صنع قرار زواج الأقارب وخاصة الأمهات إذ كثيرا ماتجد أختين من الكنداكات يتحدثن مع بعض وأثناء تلذذهن بالحديث يأتين علي ذكر أولادهن فتقترح إحداهن بأن فلانا من أولادها لعلان من بنات الأخري أو أن زيدا من أولاد أختها ماخلق إلا لفلانة إبنتها لأنهم متواددين في حياتهم ويلعبون منذ صغرهما معا ولايجوز تفريقهما.... وبهذه النظرية الأسرية تتم حياكة المؤامرة في الخفاء دون إشراك الأطراف الأخري....!
وفي الجانب الآخر نجد الأب الديكتاتوري الذي يؤمن بزواج كافة أبنائه أو بعضهم من بنات أخيه المتوفي لأجل حفظ صلته القوية بالمرحوم أخيه أو الإحسان لليتامي من أبناء أخيه بهذه الزيجات ( حسب وجهة نظره) دون إستشارة الأطراف الرئيسة وهم الأبناء والبنات..... وقد تكون لوصية المرحوم دور في إتمام هذه الزيجة لإعتقاد الناس بتنفيذ وصايا المتوفين مهما كانت دون تلفت أو حساب للنتائج المترتبة علي هذا الأمر....
وهناك صنف ثالث من أولياء الأمور تمارس نوعا من الضغط والإلزام لبنيهم للزواج من الداخل بالإلحاح والقسم المغلظ وربما وصل الأمر لقولهم( ماعافي منك لو ما تزوجت من فلانة أو من فلان إذا كانت بنت).....
وصنف رابع وهو أخطر أصناف أولياء الأمور وأحدثهم عصرا وهم فصيلة الماديين... فقد نجد أمرئ توفي أخاه الغني وترك مالا ولا وريث له إلا بناته.... فبدلا من رعاية بنات أخيه أو أخته وتزويجهن من من يراه مناسبا لهن نجده يحيط بهن ويرغمهن بالزواج من أولاده الذين قد لايتناسبون عمرا وفكرا معهن... فقط لأجل أن لا يخرج هذا الكنز من الأسرة....
وربما ظهرت فئة أخري خامسة تنظر للمال والبنين بأنهما ( زينة الحياة الدنيا) من منظور اللهو والعبث ... فهم يرومون عرض الحياة الدنيا بشتي الطرق والسبل للوصول لغاياتهم الشخصية حتي وإن مست هذه السبل أسرهم وأعراضهم.... ولقد رأيت وسمعت بأناس ضحوا ببناتهم من أجل سداد دين عارض بتزويجهم للجهة الدائنة للحفاظ علي ماء وجهه أمام المجتمع وهم بهذا أشبه بالمقامرين (Gamblers).....
ولئن حاولنا أن نحصر جميع مسببات الزواج الداخلي فلن نعدها كلها ولن نوفق في إظهار نتائجها ولذلك أجد نفسي تاركا الحبل علي غاربه ( وليس قاربه) لكم لتدلوا بما عندكم من بعض أسباب الزواج من الأقارب ونتائجه وموقفكم منها وهل أنتم ( مع) أو (ضد) هذا النوع من الزواج .... ودونكم اليوم بأكمله ....فكونوا بخير وصباحكم Sudani
 ....){kind=link}
0 comments:
إرسال تعليق