هكذا
تساءل أحد الشعراء من ذوي الفاقة والحاجة في زمانه وهو يري أن أوان أيام العيد قد
حلت كيومنا هذا وهو لم يجد مايوسع به علي أهله......
والعيد
عزيزي القارئ لايتغير ولا يعتبر من المتغيرات فهو من ثوابت الأحداث الدورية ولكن
إبن آدم هو المتغير في خلقه وتعامله مع نفسه ومع الغير وكما قال الشاعر :
نعيب زماننا والعيب فينا....
ومابزماننا عيب سوانا .....
فإبن آدم وبما جبل عليه من جشع وجور جعل لكل زمان حال ولكل مقام مقال وإلا فلننظر إلي ماصار عليه الوضع والحال.....!
نعيب زماننا والعيب فينا....
ومابزماننا عيب سوانا .....
فإبن آدم وبما جبل عليه من جشع وجور جعل لكل زمان حال ولكل مقام مقال وإلا فلننظر إلي ماصار عليه الوضع والحال.....!
قبيل
أيام إنتشر خبر عن منظمة خيرية داعمة بالدلنج تمنح بهائم للأضاحي فذهبت لإستطلاع
الأمر من باب الفضول فوجدت أن المنظمة هي من صنف المنظمات الربوية التي تسمي
بمنظمات التمويل الأصغر وقد إستغربت كثيرا أن تظهر منظمة للتمويل الأصغر في نهاية
شهر سبتمبر أي بعد أن قطع الناس شوطا في العمليات الزراعية ودرء آثار الخريف.....
ولماذا في أيام عيد الأضحي بالذات.....؟
وبالأمس
وأنا أجول بسوق الدلنج سمعت بأن المنظمة قد أنهت عملها وسافر موظفوها للمعايدة مع
أهلهم بالعاصمة وقيل أنها أتت خصيصا لدعم الناس ببهائم الأضاحي وعندما ذهب الناس
فوجئوا بأن الخرفان المقدمة مسعرة بمبالغ خيالية جدا ..... ومن شروط الدعم إستلامك
لخروف بمبلغ ١٥٠٠جنيه ( يعني مليون ونصف بالقديم) علي أن يتم سدادها ٢٠٠٠ جنيه (
إثنين مليون بالقديم) مثلا وتفاوتت الأسعار بحسب حجم الخروف المستلم......!
سبحان
الله وأين هو الدعم المسمي فماهذه إلا ( ميتة وخراب ديار) فمن أين لموظف أو عامل
بسيط بهذا المبلغ لسداده بعد خروجه من العيد وماأنفقه فيه لمقابلة مستلزمات العيد
الأخري غير البهيمة حتي ولو كان ذلك علي أقساط قد لايمتد أجلها ونحن علي أعتاب
نهاية عام مالي....!
حمدت
الله كثيرا أنني لم أكن أحد الأضاحي( الضحايا) وأنني لم أكن من مستلمي خرفان
"الدعم السريع" هذه وإلا لرحت مثلها "ضحية" لجشع وحيل إبن آدم
في زماننا هذا الذي نري فيه كل يوم بدعة جديدة يبتزون بها أموالنا ويصفون فيها
دماءنا عيانا بيانا.......!
قديما
عزيزي القارئ كان الناس يربون البهائم في بيوتهم بغرض ألبانها ولحومها فلم يكونوا
بحوجة لشراء الأضاحي من السوق إلا فيما ندر ولكن لتغير الظروف المعيشية أضحي الناس
يعيشون بدون ممارسة هذه العادة والتي كانت بمثابة هواية للبعض منهم ولذا تجدهم مجبرون
علي التعامل مع السوق....!
وكان
الأجدي بمثل هذه المنظمات الخيرية( كما تدعي) وتطلق علي نفسها أن تقوم بتمويل
الناس ودعمهم بهذه البهائم منذ فترة بطريقة المضاربة.... أي أن توزع إناثا من
الضأن لإستيلادها ويتم جني أرباحها خلال العام بطريقة مريحة ويكون الناس بذلك قد
ضمنوا بهائم للأضاحي والألبان ولو حتي عن طريق الإستبدال والمقايضة.....!
ولكن
هاهو الجشع والتحايل يلعب دوره حتي في الشعائر الدينية وتجعل فئة من الناس تخرج
بنصيب الأسد من مناسبة دينية وأخري ترزح تحت نير ( موليتة) الفقر ومرارته......!
عذرا
عزيزي القارئ إذ أقحمتك معي في موضوع هذا ليس أوانه لأن هذه أوقات فرحة وبهجة
ولكني وددتك أن تعيش معي ( مرارة) حرمان البعض منا من هذه الفرحة وأردت أن أتناول
معك ( كبد) الحقيقة فيما يجعل الناس يعيشون في عالم من الفاقة والحرمان لأن فئة
منهم ( تعد وتطبخ) الخطط والحيل المبتكرة التي بها ( تنهش وتأكل) من أموالهم بطرق
سافرة فيمسي الناس ( ضحايا) لهم دون وعي.....
كن
بخير وصباحكSudani
0 comments:
إرسال تعليق