728x90 AdSpace

اخر الاخبار
الخميس، 25 أغسطس 2016

إيلي كورشوك ،،،


لاشك عزيزي القارئ أن لموسم الخريف في بلادي فرحة وبهجة يعيشها كل مخلوق علي هذه الأرض... فالحيوانات علي أنواعها ترتع وتمرح والطيور علي أشكالها تهاجر قادمة من بلاد الله الواسعة لتبني أعشاشها وتتكاثر حيث تجد وفرة من الغذاء كل حسب مايشتهي ويرغب...... أما البشر فهم الوحيدون الذين يكدون في هذا الموسم لتوفير غذائهم للفصول القادمة حيث نجدهم يكافحون ويجتهدون في العمليات الزراعية والفلاحة.....!
وللخريف عند البشر (زنقتان) يصعب عليهم إجتيازهما إلا بشق النفس والإجتهاد.... أولاهما في بداية الخريف وهي فترة الرشاش ويسميه الأونشو ( أومينج) حيث تكشف الأمطار ضعف ماشيده الإنسان من مباني( خاصة في المدن) فتهدمها وتجعلها ركاما فيصبح الناس بلا مأوي يقيهم شر تقلبات المناخ......!
أما الزنقة الثانية فتأتي في أيامنا هذه أي في منتصف الخريف ويسميه الأونشو ( إيلي كورشوك) حيث يبتلي الله الناس بنقص في الثمرات فلا قديم باق ولاجديد قادم ( خاصة في القري).... وكنا قديما نسمع أولياؤنا حين يأتي منتصف الخريف وبخاصة في شهر أغسطس هذا يشكون من نقص مخزون الذرة ونفاذه وعدم نضوج المحاصيل الجديدة.....!
وكنت تجدهم يدعون العمل أياما سعيا وراء توفير لقمة الغذاء لأطفالهم من مناطق أخري.... وأثناء فترة البحث تجد أمهاتنا يصنعن ( بدائل) للغذاء المعهود مثال بليلة ال(شواجا) وهي أوراق الهجليج مع قليل من الذرة تسلق وتقدم بعد أن تبرد وملاح (التلوم) وهي أوراق الخضرة تفرك علي النار مضافا إليها شيئا من( النقري) وهو الكمبو..... ومن لديهم بهائم يأتون بنبات يشبه نبات الثلج يسمونه( كدب) ويفركون أوراقه الخضراء ويضيفون لها شيئا من اللبن الرائب......
وكل هذه الملاحات كانت تقدم أحيانا دون عصيدة بل تؤكل لوحدها إذ لا شئ يمنع هؤلاء الأطفال الجوعي من إغتراف ملاح التلوم أو الكدب بأيدهم وإزدراده كما يشربون المديدة وسط نظرات الشفقة الدامعة من أمهاتهم وهن يقدمن لهم هذا الطعام الخالي من أية مادة غذائية سوي أنه يحشي البطون بالخضار ليس إلا.....!
ويومها كنت تري كروش الصبية ( البطون) بارزة ومتضخمة من أثر هذا الشبع الكاذب.... وتظل الكروش في إنتفاخها دون أن يظهر من الغذاء الجيد الذي يوقف إمتدادها حتي تظهر أولي تباشير خيرات الخريف في شهر سبتمبر بنضوج محصول ال(أرينقوي) وهي الذرة الشامية وتليها ال(شني) أي التبش.....!
وكانوا يحذروننا من أكل براعم التبش الصغيرة بحجة أنها تسبب الحميات.... وإذا أعطونا الذرة الشامية (العيشريف) مشويا أو مسلوقا كنا نأتي عليها بأعوادها إذ كنا نجد لهذه الأعواد حلاوة في طعمها.... وكانوا ينتهروننا لهذا الفعل أيضا قائلين أن أكل أعواد الذرة الشامية تسبب الحميات.....!

ولكن السبب الأساسي للحميات لم يكن في أكل براعم التبش أو أعواد العيشريف بل كانت حوجتنا للغذاء إذ كانت أجسامنا تعاني ضعفا وهزالا ولاتتحمل أي نوع من التغيير فيما ألفناه من غذاء كاذب كالتلوم والكدب.... ولكن مع مرور الوقت وتوفر خيرات جديدة كالذرة الرفيعة الحلوة الطعم( وي إينقور) تشتد أعوادنا وترجع إلينا صحتنا شيئا فشيئا فنعود إلي مرحنا ولهونا وترجع الكروش فنصبح ضمرا وتشع أجسامنا بالعافية..... وحينها نكون في شهر أكتوبر وهو بداية فصل الربيع أو مانسميه بال ( توم بولي) .... وقد صدق الفنان صلاح مصطفي حين تغني قائلا:
أحكي لي ياغالي الحروف
أحكي لي خلي النار تموت والهم يفوت....
ويشدو في الطرب حتي يصل لقوله:
أحكي لي ياما الدنيا نوره وفرحته...
شالت حروف من بهجته
موسم حنان....
موسم فرح موسم ربيع......
ولا أحسبه إلا أنه قصد حالنا ونحن أطفال نعيش زنقة الخريف منذ بداية الإيلي وحتي التوم بولي.... موسم الربيع حيث تنقلب تعابيرنا من بعد التعاسة بهجة وحبورا و أجسامنا من بعد السكون حركة ومرحا....
الدعوة موصولة لكم أعزائي لزيارتنا في موسم الربيع في أكتوبر للتمتع بخيرات بلدنا..... وكونوا بخير ... وصباحكمMTN
  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 comments:

إرسال تعليق

Item Reviewed: إيلي كورشوك ،،، Rating: 5 Reviewed By: nietomaga.blogspot.com