هههه.... عزيزي القارئ هل أبدا تذوقت (شراب
الرب)......؟
مهلا مهلا... لاتنعتني بالسخرية منك أو أنني أحب أن أمتحنك في
موضوع خرافي لأني متأكد بأنك أو ربما أخ لك تناول كوبا منه في أحد أمسيات الشهر
المنصرم وأقصد به شهر رمضان... فما هو شراب الرب هذا.......؟
عزيزي القارئ إن شراب الرب هو عصير لثمار شجرة الخروب أو الخرنوب
والتي تكالب الناس علي صنع مشروب منه لتناوله في أمسيات شهر رمضان ويتلذذون بمذاقه
ونكهته الجميلة....!
وكنا نتناول هذا المشروب يوميا طيلة الشهر الفائت وخاصة في الضرا (
مكان تجمع الصائمين للإفطار) ..... وأذكر أن جاري العزيز أحمد جارالنبي كان يأتي
بإبريق( جك) ممتلئ بهذا المشروب ومبرد بالثلج ويصر علي تقديمه قائلا... هذا عصير
الكوبجلو ( إسمه بالأونشونوي) إشربوا منه كفايتكم وتلذذوا به فكان الذين يعرفون
إسمه بلسان الأونشو يسارعون في الحصول عليه وأما الذين لايدرون مامعني كوبجلو
فكانوا آخر من يتناول منه ويفاجأون بحلاوته.... وكنت أردد قائلا لهم بسخرية لعدم
إلمامهم بالأونشونوي...
ونشرب إن وردنا الماء صفوا...
ويشرب غيرنا كدرا وطينا.....
ونشرب إن وردنا الماء صفوا...
ويشرب غيرنا كدرا وطينا.....
وكان لي الحق في السخرية بمن لم يتكلم أو يسمع الأونشونوي من
أبنائنا بالضرا لأن ذلك كان يفوت عليهم الكثير من الأخبار والأحاديث الشيقة أثناء
جلوسنا معا مجتمعين بعد الإفطار.....!
الأنشو تطلق علي شجرة الخروب إسم (كوبج) وتجمعه علي كوبجلو وكذلك
تطلق علي ثماره نفس الإسم وكانت قديما تعد شجرة عادية مثلها ومثل أية شجرة عدا أن
لها فائدة في خشبها حيث كانوا ينجرون منه أرجل العناقريب والسروج....!
في الآونة الأخيرة إندلعت ظاهرة تصنيع عصير ثمار الخروب بصورة
عظيمة وتكالب الناس متلذذين بنكهته وحلاوة طعمه دون حتي معرفة إسم هذا المشروب
والذي ذكرت بأن إسمه ( شراب الرب).......!
والغريب أن شجرة الخروب عندنا في السودان تعد من النباتات البرية
العادية إلا أن دولا كبيرة مثل أسبانيا تهتم بزراعتها وتعتمد علي عائدات ثمارها في
إقتصادها .... ويذكر أن ثمار الكوبجلو تدخل في صناعة الكاكاو وكذلك يصنع منه مسحوق
يضاف لمشروب البن وكذلك يصنع من صمغه مادة حافظة تعرف إختصارا بE410 لحفظ بعض المعلبات ، أيضا يستفاد من خشب شجرة الكوبج في صناعة
الورق وبعض الأدوات المكتبية وقد عددت لها أكثر من سبع عشرة فائدة غذائية لثمارها......!
ورغم هذا عزيزي القارئ ترانا هاهنا لانعير لهذه الشجرة العظيمة أي
إهتمام سوي أنها مجرد شجرة غابية لا تغني ولاتسمن من جوع..... وكم وكم من نبات
وشجرة لا يقدر الفرد عظمتها أو أهميتها بل يظنها مجرد شجرة ( فيجتثها فتهوي في
النار تستعر) من أجل ماذا..... من أجل أن يجمع من مخلفاتها (الأل) بضم الألف وهو
الفحم بالأونشونوي.....!
عزيزي القارئ آن الأوان ونحن متسلحون بمختلف أنواع العلوم أن
نستفيد من علومنا هذه وتسخيرها من أجل أن نستفيد من ثرواتنا ومواردنا الإقتصادية
التي منحنا الله أياها ووفرها لنا في كل بقعة ولن نجد مايعيقنا في هذا الأمر.....
فما قولكم رحمكم الله ...... وصباحكمZain
0 comments:
إرسال تعليق