ألعاب الأونشو الشعبية ...

أخونا محمد كيجا ألهب مشاعرنا أمس بذكره لأحدي ألعاب النت العجيبة وقد أسماها بوكي مونPoke mon وقال إنه إستغرب كثيرا حين رأي تصرفات الأفراد الذين يلعبونها وإنها تنم عن إنقطاع صلتهم بالعالم الواقعي وكأن بهم مس من الجن.....

وقد ذكر معظم المتداخلين خطورة مثل هذه الألعاب التخيلية علي أذهان الشباب وذهب البعض علي أنها شكل من أشكال التجسس علي الخصوصيات لأن من سمات اللعبة تصوير الأمكان حتي يتم تزويد اللاعب بعنصر بوكي مون جديد لإستمرارية اللعبة ....

وقد سألني أخي كيجا (جزاه الله خيرا) بإيراد إحدي الألعاب الشعبية لدي الأونشو التي لها نفس السمات .... وحتي تعم الفائدة وددت إيرادها في Post منفصل لنبين الشبه بين اللعبتين والفرق في الأثر الإجتماعي والنفسي علي اللاعبين......!

وأفيد أن للأونشو ألعابا شعبية ذهنية كانوا يمارسونها قديما وكانت تمارس بصفة جماعية يشترك فيها أكثر من لاعب وأذكر إحدي أجمل هذه الألعاب والتي تشبه في عناصرها ألعاب الPoke Mon وألعاب الZuma والليدو التي يمارسها الشباب علي النت....

وأذكر أن هذه اللعبة كانت تمارس من قبل الشباب وكبار السن من الجنسين وتتميز بإنتشار الحماس بين اللاعبين.... وكانت تسمي ( إننق بول كولا... Ening Ball Calla ومعناها أكل الأسد أمك.... أي أن الأسد سيلتهم أمك مالم تسارع بإنقاذها بإحراز أكبر الدرجات.....!

ومن متطلبات هذه اللعبة عمل طريق دائري متعرج بتكويم التراب كسلسلة جبلية تنتهي بكوم ترابي أكبر في أعلاه حفره تسمي بئر الماء ( الصورة) .... ويؤتي بنرد ( مثل كلاب الليدو) وهي تتخذ من نواة العرديب بعد شقها لفلقتين لتعطينا وجه أبيض وآخر ملون وعددها أربعة ( كلاب)...... وتسمي شيكل نقري... أي دقيق العرديب وذاك لعمري من غريب الأسماء....

وتبدأ اللعبة بأن يأتي أي لاعب بحصاة أو قطعة ما ترمز لأمه ويضعها في بداية السلسلة الجبلية ثم يرمي النرد( فلقات العرديب الأربعة) فإذا أتت الأربعة مقلوبة علي الوجه الملون يخرج أمه ( الرمز) من بين مجموعة الأمهات ثم يرمي فإذا أتت ثلاثة بيضاء وواحدة ملونة فذاك يعني تحريك الأم منزلة واحدة.... أما إذا أتت إثنتان بيضاء وإثنتان ملونة يحرك أمه حركتين( بيتين).... وإذا أتت الأربعة بيضاء فتلك أربعة حركات.... وإن أتت ثلاثة ملونة وواحدة بيضاء فذلك يعني إنتقال الدور للاعب آخر......!

وهكذا تستمر اللعبة وتستمر أمهات اللاعبين في حركة مستمرة تشبه حركة( كلاب الليدو) ولكن هناك فرق إذ أن أول لاعب تصل أمه قمة السلسلة الجبلية وترد بئر الماء تعتبر آمنة بوصولها بالسلامة وهنا يبدأ هذا اللاعب دورا جديدا بإخراج رمز آخر يسميه بولBall وهو الأسد ودوره هو اللحاق بالمتأخرات من أمهات اللاعبين وإلتهامهن ....!

وهنا تزداد حرارة اللعبة حيث يتحمس الجميع في الإسراع والإبتعاد عن ذاك الأسد الجائع وورود البئر في أعلي الجبل .... ولكن النرد قد يخذلك فلا تحرز درجات كبيرة تؤهلك للإبتعاد وربما كان للاعب صاحب الأسد حظا أوفر فيلحق بك محرزا درجات كبيرة بأقل رميات للنرد وهنا يلتهم أمك أمام ناظريك....!

وترتفع حرارة اللعبة وترتفع معها صرخات الإستنجاد والأدعية للتوفيق بالهروب من الأسد..... وربما وجد أناس يشجعون صاحب الأسد علي اللحاق بهؤلاء الأمهات التعيسات وإلتهامهن .....

وتستمر اللعبة حتي خروج آخر أم بشق النفس من براثن الأسد الهائج أو بإلتهام الأسد لها علي مشارف البئر وهي تصرخ مستنجدة.... وهنا تنتهي اللعبة لتبدأ أخري فيجتمع الكل وليس هناك حصر لعدد محدد إذ يمكنهم جميعا الإشتراك في هذه اللعبة....

عزيزي القارئ تلك إحدي الألعاب الشعبية التي تشبه تلك التي ذكرتها كألعاب في النت ولكن الفارق أن ألعاب النت فردية تجعل اللاعب يطارد وهما أمام الجميع ويتصرف تصرفا يجعله كالممسوس ولا يشترك معه أحد خلاف جهاز هاتفه الذي يجعله أمامه ككشاف للمعادن بينما لعبتنا يشترك فيها الجميع وتحس منهم تفاعلا وصلة حتي الذين يجلسون مشاهدين فهم يتفاعلون مع اللاعبين أيضا.... فأنظر وحلل وقيم أي الألعاب لها أثر وأيها له فائدة إجتماعية وأعطنا الناتج ....
وصباحكم Zain.

جديد مواضيع عامة Slider 1:18:00 م