مساء الأمس فجأة إنقطع التيار الكهربائي وغطتنا ظلمة أصبحنا (
نكابس) فيها لإيجاد عود ثقاب لإنارة شمعة تضئ لنا الغرفة ولكن محاولاتنا باءت
بالفشل وصرنا في ظلمة عجيبة أوحت لي بفكرة.....
خرجنا وجلسنا في ساحة الدار وبدأت في سرد قصص عن أسلافنا وكيف كانوا يعيشون فسألتني إبنتي عن كيف كانوا يتصرفون عند إنقطاع التيار الكهربائي لديهم....؟
خرجنا وجلسنا في ساحة الدار وبدأت في سرد قصص عن أسلافنا وكيف كانوا يعيشون فسألتني إبنتي عن كيف كانوا يتصرفون عند إنقطاع التيار الكهربائي لديهم....؟
ضحك الجميع وسخر بعض إخوتها منها ولكني أوقفتهم بإشارة مني قائلا
لهم إن سؤالها مهم جدا لأنه قد تنتج عنه معلومات تاريخية تهمكم وتضاف إلي
معلوماتكم المكتسبة فانصتوا لأوجز لكم منها القليل.....
إعلموا أن الإنسان الأول لم يكن يعرف عن الطاقة الحرارية خلاف ماوجده
من حرارة الشمس... ولكن الله وهب له الطاقة من الطبيعة حين أشتعلت النار من جراء
الصواعق الرعدية فأوقد منها الإنسان ... ولكن لم تكن هذه النار دائمة فبمجرد
إنتهاء موسم الأمطار أصبح الإنسان يبحث عنها فلايجدها....
ومرة أخري وهب له ربه وسيلة أخري من الطبيعة وهي إحتكاك فروع بعض
الأشجار فتولد حرارة وتشعل نارا فإستفاد منها الإنسان....
ولأن الإنسان كان ذكيا فقد فكر في أنه يمكنه تعلم إشعال النار من
الإحتكاك فبدأ أولا بالحجارة... فقدحها لتنتج شرارا كالبرق فنجح وأشعل نارا.....
ثم أنه أتي بأعواد من الخشب فجعل يفرك إحداها بالأخري فنجح في إشعال النار( الصورة).... ومن يومها ظل يوقد ناره بهذه الطريقة السهلة حتي إخترع الثقاب.....
ثم أنه أتي بأعواد من الخشب فجعل يفرك إحداها بالأخري فنجح في إشعال النار( الصورة).... ومن يومها ظل يوقد ناره بهذه الطريقة السهلة حتي إخترع الثقاب.....
وأذكر ونحن صغار وأثناء رعي الغنم كنا نصطاد العصافير والفئران
وبعض الأرانب.... فكنا نأتي بغصنين جافين من أغصان القمبيل ( كوكولنق)... ونثقب
إحداها من الوسط ونأتي بآخر رفيع وندخله في ذاك الثقب مع قليل من الرمل الخشن ثم
نظل نفرك ونضيف شيئا من خيوط الملابس وقليل من القش.... ومع إستمرار الفرك تنتج
بدرة من الخشب يصفر لونها ثم تسود وتخرج دخانا ثم تشتعل نارا.....
هكذا كان أجدادنا يشعلون النار حتي وقت قريب حين إخترع الثقاب (
الكبريت)... وأذكر أن أول كبريت شاهدته كان يسمي ب(كبريت أبومفتاح) وكان من أجود
أنواع الكبريت حيث كان يمكنك إشعاله من أي سطح خشن.... وكان يشكل خطورة في حالة
سوء حفظه إذ أن بإمكان فأر إشعاله إذا قرضه بأسنانه.... وكانت تنتج عنه حرائق
مجهولة.....
وقد أطلق الأونشو علي الكبريت إسم ( كوتيلي) ... أي أقدح وأشعل(
أشخط ولع) .... وذلك كوصف لحركة إشعال عود الثقاب فصار إسما يعرف به الكبريت حتي
اليوم....
الطريف إن إسم ( كوتيلي) له نفس نغمة الإسم العربي للنار أو
الكبريت وهو ( فتيل) حيث نسمع لقولهم... أشعل فتيل الحرب... يقصدون به أوقد نار
الحرب......
وظل الكوتيلي هو أسهل وسائل إشعال النار إلي يومنا هذا.... ومساكم
الله بالخير.....
0 comments:
إرسال تعليق