أعجبني هذا العنوان وأعادني للوراء لأكثر من ثلاثين عاما حين وقع
بصري عليه في غلاف قصة للروائية العالمية مارغريت ميتشيل...!
علي أني إخذت هذا العنوان لموضوع مغاير عما جاء بأحداث
رواية ميتشيل حيث أن ما أنوي التطرق إليه هو توجه الناس في الآونة الأخيرة للبحث
والتنقيب( العشوائي) عن معدن الذهب تاركين أعمالهم وأسرهم في مغامرة تكلفهم حياتهم
أحيانا...!
وظاهرة التنقيب عن الذهب التي أطلت برأسها ألهبت حماس الكثيرين من الناس للسعي خلف مكاسب سريعة وأرباح خرافية نسمع عنها من العائدين من مناطق التنقيب...!
في ثالث أيام عيد الفطر طرق بابي شاب صغير السن جاء زائرا ومعيدا فرحبت به وأجلسته وقمت بواجب الضيافة... وأثناء تداولي معه الحديث سألته عن شخصه إذ كان غريبا ولم يحدث لي الإلتقاء به قبلا... فعرفني بنفسه علي أنه شقيق صديق إبني وإن عمه يسكن بالجوار وقد أتي لزيارته فإقتنص الفرصة لأداء التحية لصديق أخيه( إبني) والمعايدة له والتعرف بأسرته...!
رحبت به كثيرا وجلسنا نتسامر فسألته عن دراسته وفي أي مستوي هو فقال في أسف أنه ترك دراسته منذ أن كان في( ثامنة) وذهب إلي الولاية الشمالية برفقة أخيه( صديق إبني) حين سمعوا بعمليات التنقيب عن الذهب هناك... وأن له هنالك أكثر من خمس سنوات لم يحظ فيها بما كان يأمل وسعي إليه...!
ولغرابة حديثه سألته... ولم مكثت كل هذه الفترة وأنت لم تحظ بشئ؟
قال: إن عمليات التنقيب شاقة جدا وتلعب الأقدار دورها في توزيع الحظوظ... وذكر أن هناك من يأتي وفي غضون فترة وجيزة يكسب مبلغا لم يكن يحلم به فيعود لأهله مسرورا... وهناك من تمضي عليه السنون ولايكاد مايكسبه يسد رمقه ويمتلئ بالديون والفاقة رغم كده وربما عاد لأهله سقيما لاعلاج له... أما ذوي الحظ المتوسط أمثالنا فقد نكسب شيئا نفرح به أحيانا ولكن ينفد ماكسبناه خلال أيام في الصرف علي الإحتياجات الضرورية...!
فقلت له: وما الإحتياجات الضرورية؟
قال: الماء... فبرميل الماء يصل سعره حتي36 جنيها ونحن نحتاجه للشرب والغسيل والإستحمام... ووجبة الطعام العادية تباع بعشرين جنيها... وأضاف... أن الشخص قد يكسب يوميا مليونا من الجنيهات ولكنه يبذرها صرفا علي نفسه.
فقلت له: ألا يمكن الإقتصاد وتوفير شئ من المال؟
أجاب بسخرية: وكيف تقتصد وأنت مواجه بضرورة الصرف علي الضروريات مثل مياه الشرب والأكل وضرورة نظافة نفسك ولبسك من ما علق به من مواد كيماوية تستخدم لتنقية المعادن... هذا عدا دفع الفواتير المترتبة عن مطالبات السلطات الحكومية وأصحاب الأرض من الأهالي وبعض السلطات التي لانعرف لها إسما أو مرجعية فأسميناها ( قوات النهب السريع).... إذ أن هذا النوع من (الحكومات) يأتي فارضا ضريبة وهمية في شكل مطالبة بدعم ( شعب فلسطين) وأهالي (البوسنة) ومواطني( بورما) التي لانعرف لها بلدا ثم تختفي بسرعة كما ظهرت وقد شكونا منها لدي السلطات فقال لنا المسؤول أكتبوا عريضة وإستشيروا محاميا للدفاع عن حقوقكم ففعلنا.... ولكن بكل أسف إختفي المحامي بعد أن لهف منا مبلغا مقدرا من المال... وعندما زارنا المسؤول وتساءل عن مسار دعوانا وما فعل الأستاذ بقضيتنا...
ضحك أحد الموجودين وقال... يامولانا... الأستاذ المحامي ذهب مع الربح...
فقلت في نفسي... بل ذهب مع الريح.....
وظاهرة التنقيب عن الذهب التي أطلت برأسها ألهبت حماس الكثيرين من الناس للسعي خلف مكاسب سريعة وأرباح خرافية نسمع عنها من العائدين من مناطق التنقيب...!
في ثالث أيام عيد الفطر طرق بابي شاب صغير السن جاء زائرا ومعيدا فرحبت به وأجلسته وقمت بواجب الضيافة... وأثناء تداولي معه الحديث سألته عن شخصه إذ كان غريبا ولم يحدث لي الإلتقاء به قبلا... فعرفني بنفسه علي أنه شقيق صديق إبني وإن عمه يسكن بالجوار وقد أتي لزيارته فإقتنص الفرصة لأداء التحية لصديق أخيه( إبني) والمعايدة له والتعرف بأسرته...!
رحبت به كثيرا وجلسنا نتسامر فسألته عن دراسته وفي أي مستوي هو فقال في أسف أنه ترك دراسته منذ أن كان في( ثامنة) وذهب إلي الولاية الشمالية برفقة أخيه( صديق إبني) حين سمعوا بعمليات التنقيب عن الذهب هناك... وأن له هنالك أكثر من خمس سنوات لم يحظ فيها بما كان يأمل وسعي إليه...!
ولغرابة حديثه سألته... ولم مكثت كل هذه الفترة وأنت لم تحظ بشئ؟
قال: إن عمليات التنقيب شاقة جدا وتلعب الأقدار دورها في توزيع الحظوظ... وذكر أن هناك من يأتي وفي غضون فترة وجيزة يكسب مبلغا لم يكن يحلم به فيعود لأهله مسرورا... وهناك من تمضي عليه السنون ولايكاد مايكسبه يسد رمقه ويمتلئ بالديون والفاقة رغم كده وربما عاد لأهله سقيما لاعلاج له... أما ذوي الحظ المتوسط أمثالنا فقد نكسب شيئا نفرح به أحيانا ولكن ينفد ماكسبناه خلال أيام في الصرف علي الإحتياجات الضرورية...!
فقلت له: وما الإحتياجات الضرورية؟
قال: الماء... فبرميل الماء يصل سعره حتي36 جنيها ونحن نحتاجه للشرب والغسيل والإستحمام... ووجبة الطعام العادية تباع بعشرين جنيها... وأضاف... أن الشخص قد يكسب يوميا مليونا من الجنيهات ولكنه يبذرها صرفا علي نفسه.
فقلت له: ألا يمكن الإقتصاد وتوفير شئ من المال؟
أجاب بسخرية: وكيف تقتصد وأنت مواجه بضرورة الصرف علي الضروريات مثل مياه الشرب والأكل وضرورة نظافة نفسك ولبسك من ما علق به من مواد كيماوية تستخدم لتنقية المعادن... هذا عدا دفع الفواتير المترتبة عن مطالبات السلطات الحكومية وأصحاب الأرض من الأهالي وبعض السلطات التي لانعرف لها إسما أو مرجعية فأسميناها ( قوات النهب السريع).... إذ أن هذا النوع من (الحكومات) يأتي فارضا ضريبة وهمية في شكل مطالبة بدعم ( شعب فلسطين) وأهالي (البوسنة) ومواطني( بورما) التي لانعرف لها بلدا ثم تختفي بسرعة كما ظهرت وقد شكونا منها لدي السلطات فقال لنا المسؤول أكتبوا عريضة وإستشيروا محاميا للدفاع عن حقوقكم ففعلنا.... ولكن بكل أسف إختفي المحامي بعد أن لهف منا مبلغا مقدرا من المال... وعندما زارنا المسؤول وتساءل عن مسار دعوانا وما فعل الأستاذ بقضيتنا...
ضحك أحد الموجودين وقال... يامولانا... الأستاذ المحامي ذهب مع الربح...
فقلت في نفسي... بل ذهب مع الريح.....
مارأيكم فى هذه الظاهرة إخوتى....؟
0 comments:
إرسال تعليق