كجور مندة

هييي .....الحيل إنهده والضهر إنقصه والهموم كترت والعضم وهن ياأولادى.....
 هكذا قال الجد وهو يتكئ على شعبة الكورتى الواقفة خلفه والتى تعود دائما أن يتكئ ظهره المقوس عليها عل فقرات عظام ظهره التى تقوست مع الدهر تستقيم... وبعد إن سكت هنيهة لأخذ أنفاسه التى تسارعت مع بطء خطواته حين أخذ طريقه من غرفته وحتى موقع الكورتى فى باحة الدار أغمض عينيه وأخذ يهمهم بكلام لم يفقهه الذين جلسوا متحلقين حوله.....
ثم حانت منه إلتفاتة تفحص خلالها كل الجالسين حتى إستقرت على أصغر أحفاده وقال.... كنت فى عمر حفيدى هذا حين جرت أحداث القصة التى سأرويها لكم اليوم... والتى تحكى عن صقر ضخم الجثة أكبر وأطول من الإنسان إذا وقف على قائمتيه.... له فم به أسنان كالتمساح وجناحان كبيران.... وكان له وكر فى جبل مورنج.....وكان يسمع صوته إذا صاح وكأنه زئير أسد ولذلك سماه الناس ( بول ترو).....
هذا الطائر كان إذا جاع يأتى طائرا فيختطف العجول والغنم  من القرى المجاورة وربما إختطف أحد الرعاة إذا تصادف وجوده فى مرماه ولذلك عزم الناس على التخلص منه ولكن من ذا الذى يستطيع الوقوف أمام بول ترو ومواجهته وهو بهذا الحجم العظيم....؟

ولما طال الأمد وكثرت هجمات بول ترو على القرى وخطف الأطفال والبهائم إتفق الكجرة وهم زعماء البلد يومها على التصدى لهذا المخلوق وبرز جماعة منهم بينهم كجور مندة يتقمصه الأورو أدوانق ومعه الكجرة الأخرون والأورو وكانوا ستة وهم.... أورو كولى....وأورو كولريا... واورو كبشة...وأورو كورشو.... وأورو أدوانق .... وأورو أميي.... وكان من أكثرهم تسلحا إذ كان يحمل كيرتبو....

وحين وصل جماعة الأورو وكانوا فى مقدمة الركب وقاربوا جبل مورنج شعر بهم المخلوق وأصدر من وكره صوتا مخيفا وأثار زوبعة من الغبار بجناحيه إرتعب على إثرها كل الكجرة وأطلقوا سيقانهم للريح ولم يبق إلا أورو أدوانق وأورو أميي...... وفجأة ظهر المخلوق طائر فاردا جناحيه الكبيرتان وبسرعة البرق ضرب كلاهما بضربة واحدة من جناحه اليسرى وهو فى طريقه يريد الوصول للذين تخلفوا على مبعدة من هؤلاء الإثنين.....
 ولكن أورو أدوانق قام من سقطته فورا وكان أقوى الإثنين وأصباهم فإختطف الكيرتبو الخاص بأورو أميي وإستعد لمنازلة الوحش حين عودته..... وعندما كر عليهم عائدا تنحى عنه وضربه بالكيرتبو على مفصل جناحه فخلعه فلم يستطع الوحش الإستمرار فى طيرانه فسقط على وجهه فأسرع الأثنين وقضيا عليه ضربا بالعصا وطعنا بالحراب والوحش يهدر غاضبا يريد القتال ولكن هيهات.....
 قال.... وكنا على أيامنا نرى كجور مندة يمشى منتصبا منتظم الخطو ولكن حين يتقمصه الأورو كان يعرج فى مشيته وكان الناس يقولون أن تلك العرجة فى مشيته ترجع لضربة ذاك الوحش ( بول ترو) له ويومها كان الأورو ( إدوانق )متقمصا له فجاءت الضربة على رجل الأورو ولم تصب مندة( الشخص) ولذلك فالعرجة فى الأورو وليست فى مندة ..... ومن يومها أطلق الناس على الأورو إسم (أورو توردو) أى الأورو الضالع أو الأظلع( الأعرج)...... وكان زعيما لكل الأورو قاطبة .....
وار مبارك وصباحكممZain

جديد حكاوى Slider 7:36:00 ص