لست بارعا في المطبخ ولا أدعي علما بدهاليزه الدسمة وخاصة مطبخ
الأونشو أو مايسمونه بالكولووري... ذلك المستودع الغني بما لذ وطاب من أنواع
الأطعمة الجاهزة والدسمة....
لست أدري لماذا ذكرتني كلمة
كولووري بإسم إحدي المقايس المرتبطة بالأطعمة ( كالوري)... ياتري هل للمفردتين
إرتباط ( رغم تباين اللغتين)... أم أن أحداهما منسوخة من الأخري...؟
دعونا نبحث عن هذا في وقت آخر ولنرجع لمخزونات الكولووري من دسم الطعام.... فأقول أن من أشهر المخزونات بهذا المرفق.... القديد....!
دعونا نبحث عن هذا في وقت آخر ولنرجع لمخزونات الكولووري من دسم الطعام.... فأقول أن من أشهر المخزونات بهذا المرفق.... القديد....!
والقديد عزيزي القارئ هو الإسم العربي لما نسميه بالعامية (
الشرموط) ... ذلك اللحم المجفف الذي لم يخلو منه بيت سوداني في سالف العصر وتطالعك
سيوره المجدولة و(المنشورة) علي الحبال في أي ( حوش) سوداني .....!
الأونشو يطلقون علي القديد إسم (جودات)... أي شريحة.... وينسبونه
قائلين كوجي جودات ... أي شرائح لحم.... ولكنداكاتنا في (الجودات) ريادة في تنويع
طبخه... إذ أنهن لم يكتفين بطهيه كإدام ( ملاح ) كما هي العادة في المدن....
فهن يجمعن كميات من الجوداني ( جمع جودات) المجففة جيدا ويخزننها
في برام مخصصة لوقت الحوجة... وفي الخريف حين ينقص مخزون الذرة يلجأن لهذا المخزون
الإستراتيجي الحيوي فيأتين به ثم ينوعن طهيه ... ومن أجمل وألذ ماتذوقته ... طعام
كانت مكوناته من الجوداني مع مسحون السمسم ( البلتو) ... وأذكر أنني تناولته عند
الإفطار.... ويومها أخذت في شرب الماء جل نهاري ولم تكن بي حوجة للأكل بتاتا...
ومن مصنوعاتهم أيضا تبخير هذه الجوداني علي النار مملحة بحيث تجف
ناضجة كأنما وضعت علي المكرويف ... ويتم حفظها جيدا ... وعند الحوجة خاصة في
الخريف يعطي المرء شرائح منها يحملها معه إلي مكان عمله ويأكلها عند الحاجة ويشرب
عليها الماء .... ويظل يومه شبعا متخما كأنما تناول وجبة كاملة....!
وأذكر ونحن صغار أننا إذا أشتكينا لجدتنا ( حبوبتنا) من الجوع(
تصنعا) كانت تأتي بالجوداني وتشوي لنا منها علي جفافها وتعطينا منها فنأكلها
مبتهجين.... ولو إنشغلت عنا كنا نتسلل إلي الكولووري ونختلس منها شيئا وندسه بين
طيات ملابسنا وننزوي في ركن و(نقرقشها) فجة( نيئة)... فلم تكن بنا حاجة لشويها
لأنها كانت طاعمة ولذيذة علي حالها....!
أما أجمل وأحلي الجوداني هي تلك التي تقلي بالزيت مع البصل ( لطبخ
التقلية)... فكنا نحتال علي أمهاتنا ونختلس منها أو نظل نلح عليها في السؤال حتي
تمنحنا منها ... ومازلت حتي اليوم علي كبر سني أشتهي أكل الجودات المحمر علي الزيت
وأتلذذ بطعمه..... وقد ورث أبنائي هذه العادة مني فهم دائما (وقوف) بجانب والدتهم
يسألونها منحة من الجودات فتبتسم وتجود عليهم بجودات...!
وصباحكمZain
وصباحكمZain
0 comments:
إرسال تعليق