،، جرن Jiring ،،

أونشو ... كنكوجركوو ...؟

كثيرون منا سمعوا صوتها ولكنهم لم يمتعوا أعينهم بمنظرها ... هي حشرة صغيرة في حجم النحلة ولكن لها صوت كصوت مولد كهربائي 8 حصان... تزعج سامعها بصرير متواصل لايكاد ينقطع... لها صنو في منازلنا نسميه أبي الجندب له نفس المقام الصوتي العال...

ضيفتنا اليوم هي ماتسميه الأونشو بال( جرن Jiring)... وهي حشرة خجولة لاتظهر أمام الغير ولكن لها صوت يسمع من علي البعد كصرير إحتكاك المعادن....
والجرن غالبا مايكثر في فترة الصيف في الغابات حين ترتفع درجات الحرارة حتي تصل أوجها وتسكن المخلوقات عن التحرك ويسود الجو سكون مهيب فترفع نغماتها وكأنها تعطي خلفية لهذا الجو الصامت...
ولو تصادف وكنت سائرا وسمعت صوت الجرن تصيبك رعشة وتحس برعب خفي يشمل كافة جسدك وقد تشعر بهاجس يحثك علي الإسراع ومغادرة المكان الذي تحس فيه صمت القبور ...

والجرن بظهوره في ذلك الوقت يحمل توقيتا إصطلح عليه الأونشو بصيف الصراصير أو جرن ألكيلي وهو الزمن الذي تعقبه هطول الأمطار إذ لاتكاد تكثر أصوات الجرن حتي يبدأ موسم الخريف.

والشئ الذي لايعرفه غالب الناس أن حشرة الجرن بإصدارها لهذا الصوت تجذب إليها بني جنسها من الذكور للتناسل والتكاثر قبل هطول الأمطار فهي تضع بيوضها بين لحاء الأشجار الجافة وحين يأتي المطر تحمل المياه ذلك البيض فتفقس في مناطق تجمع المياه وتعيش علي الحشرات الصغيرة لتنمو...
وهي حشرة قوية فإذا أردت قتلها فعليك سحقها بقوة وإلا فلن تتمكن منها بضربات خفيفة كما إعتدت مع الحشرات الأخري...

عزيزي القارئ نمر هذه الأيام بصيف الجرن وقد زاد خوفنا ليس من صمت المكان ووحشته ولكنا نخاف من دوي المدافع وهزيم الدانات وصرير المحركات وصياح ال( متحركات) بمناطق جنوب كردفان حتي حثتنا نفوسنا بمغادرة المدن والقري التي سادها صمت القبور ووحشة الدور التي خلت من غالب قاطنيها ... وحين سكت الجميع حتي الأمم المتحدة ... بانت أصوات الذخيرة والأعيرة تذكرنا بزمن السلم حين كنا لانسمع في الصيف إلا صوت الجرن... ورغم أنه كان يزعجنا حينذاك إلا أن نفوسنا إشتاقت لسماعه من جديد بدلا من هذه الأصوات التي تحمل في طياتها السأم ( الموت).... فسحقا لأصوات المدافع والذخائر ومرحبا بإزعاج الجرن لأنه يعني الأمن والسلام فعلي الجميع ندعو بالأمن السلام.... وصباحكمZain

جديد حيوانات وطيور Slider 7:48:00 ص