Sunday 16, Mar 2025

728x90 AdSpace

السبت، 16 أبريل 2016

nietomaga.blogspot.com هل الكيري هو نفس الختان ؟

أونشو ... كنكوجركوو ...؟
،، غلفان ،،
بالأمس سأل أخي سمير موسي مدير قائلا .... هل الكيري هو نفس الختان المعروف أم هو ختان الكاليري ...؟
وسبق أن سألني صديق لي من أهل الحضر هازلا.... أصحيح أن الغلفان سموا هكذا لأنهم يعيشون ( حفاة غرلا) ولا يختتنون ...؟
وللإجابة علي السؤالين علي إختلاف مفهومها ... وربطا بينهما أفيد بأن الأونشو وكغيرهم من القبائل التي تقطن القارة الإفريقية لابد أن تسود فيها تقاليد وعادات هي ديدن الأفارقة وإرثها....
ولكن للحقيقة والتأريخ أفيد أن هنالك قبائل إعتادت علي تختتن في أجزاء من الجسد غير التي خلقت لهذا الغرض وتعدها أو تسميها ختانا.... مثال خلع مقدم الأسنان السفلي أو وشم الوجه أوثقب الأنف والأذان وخلافها من أجزاء الجسم عدا منطقة الجهاز التناسلي( مكان الختان الأصلي)...
وبينما سادت تلكم العادات لدي البعض كانت الأونشو ومنذ أكثر من خمس من القرون تعتبر الختان إرثا تليدا وعادة أصيلة لديها.... لا بل إبتدعوا تقليدا ونهجا جديدا من الختان يضاف إلي ماعرفوا من عادة الختان الأولي....
ولكي يفصلوا بين مفهوم الختان العادي والنوع المبتدع أطلقوا علي الأول إسم ( كيري) بينما سموا النوع الثاني ( بيري)....
وكما الإختلاف في التسمية فهناك إختلاف في أوان تنفيذ هذه العملية الجراحية ... إذ أن الكيري عادة يتم إجراءها للأطفال في عمر مبكر فيما بين الخامسة والسابعة من العمر....بينما البيري لايتم تنفيذه إلا في طور المراهقة أي في عمر الخامسة عشر وحتي السابعة عشر منه....
وربما سأل البعض لم كان الناس يختتنون في هذه الأعمار الكبيرة ( علي المستويين).... فأفيد أن عملية الختان لم تكن تجري بالسهولة التي نراها اليوم من تخدير وأدوات...
فقد كانت أدواتها بدائية جدا وتتكون من شتو ( حشاشة) ومطرقة ومسند خشبيان و(إيتونوري) وهو حبل رقيق مفتول من لحاء التبلدي.... وهذه المعدات الطبية البلدية كانت كفيلة بوضع أي طفل دون الخامسة في غرفة الإنعاش حين تقع عينه عليها ناهيك عند إستعمالها في ختانه....
ولكن دعونا نشيح بنظرنا بعيدا عن هذه العملية الجراحية القاسية ذات الأدوات المرعبة ولنتناول أوجه الإختلاف بين المفهومين ومسمياتهما.... ولنبدأ بالأولي وهي (الكيري) والتي تجري للأطفال في سن الخامسة أو السابعة...
وتلك كانت تعد عملية ختان عادية في وقتها للأطفال وتجري فيها المراسم والأفراح كالتي نراها اليوم ولا إختلاف بين الأمس واليوم... وفيها تذبح الذبائح وتهدي الهدايا للمختونين....
أما النوع الثاني من الختان وهو مايسمي بال( بيري) فكان يجري إختياريا في عمر المراهقة كما أسلفت ... وكانت له أهمية بالغة ولها مزايا عظيمة.... ولذلك كان المرء يؤجل إجراؤها حتي هذه المرحلة المتأخرة من عمره....
ومن مزاياها العظيمة مايلي...
/1 أنها كانت تنفذ علي مجموعة متقاربة في السن ( ختان جماعي) وذلك مما يزيد من جمال وأبهة في الإحتفالات وليالي الفرح الممتدة... فهي كانت شبيهة بإحتفالات تخريج دفعات الطلاب بالجامعات حاليا...
2/ كانت تمنح فيها ألقاب أو كنيات ( كال لور) وهذه الكنيات أو الأسماء كانت تلازم المرء مدي الحياة ولاينادي خلال حياته إلا بهذا الإسم ... وذلك مثال الأسماء التي أوردناها في القسم الرابع من مقالنا بالأمس وهي ال( كالور) أمثال... كنييدانق... شواريانق ... شيلقلان ....إلخ.
3/ الميزة الثالثة أن ختان الكاليري( الجماعي) ينتج عنه خلق صلات صداقة أبدية بين المختونين وصلات ترابط بين أقاربهم ... علما أنه في إحدي فقرات مراسم الختان يمر المختونون بمرحلة الجلد بالسياط بين كل إثنين منهما وبعد أن يجهدا من تبادل السياط القاسية يتفقان علي إطلاق أسماء الكالور فيختار أحدهما إسما فيهنئه الثاني والعكس، وتبدأ صداقتهما منذ تلك اللحظة.
4/ والميزة الرابعة والأخيرة في ختان الكاليري هي أن هؤلاء الشباب يمرون بمرحلة إختبار الشجاعة والصبر علي الأذي .... وفوق كل ذلك سيادة الروح الرياضية بينهم في ذاك اليوم....
وذلك لأن من بين مراسم ختان الكاليري التجالد بالسياط بين كل إثنين ... فقبل يوم الإحتفال يتم قطع وتجهيز سياط من أغصان شجرة العرد( أوربول) يؤتي بها وتدفن تحت الثري فتبقي أياما لتصبح مرنة تلتوي ولاتنكسر عند الإستعمال....
ويوم الإحتفال يكون لكل شاب منهم كمية منها يحملها له غلام يعرف بالكاليرندوانق (إبن المختون) وهو شبيه برفيق لاعب الغولف الذي يحمل مضاربه ويتبعه أينما توجه.... وبالضبط هذه وظيفة الكاليرندوانق.... فهو يتابع صاحبه أثناء معركة التجالد ويدعمه بالسياط متي طلب...
... والطريف أنه أحيانا يهتاج الطرف الثاني ويضرب خصمه ضربا مبرحا حتي يقع منه السوط، وفي حال عدم إستطاعته لمبادلته للجلد يعمد الشاب لجلده ومساعده المسكين وسط سخرية وضحك المشاهدين... ولامكان لتدخل أحد للحيلولة بينهما.... ولكن بنهاية المعركة تعود الإلفة بين الجميع إذ ليس هناك منتصر ومهزوم في هذه المساجلات وإنما هي عادة متبعة تعقبها الروح الرياضية والأخوية التي تسود الجميع دون إستثناء...
وبعدها تبدأ كرنفالات الفرح ونحر الذبائح بتخريج هذه الدفعة من الشباب الذين بلغوا مرحلة الرجولة والمسؤولية لدي القبيلة....
لست أدري لماذا تذكرت رواية النيجري الفذ أشينوا أشيبThings fall apart وأنا أسرد مراحل مراسم ختان الكاليري عند الأونشو .... فقد تشابهت لدي بعض التفاصيل خاصة مرحلة التجالد ومن ثم الإحتفال بتخريج دفعة الشباب كرجال مستقبل يوثق بهم...
ربما هي مجرد تخيلات كاتب.... ولكن دعونا نختم.... بأن من أفظع الألقاب التي يتنابز بها الأونشو هو لقب أورو Oro ( بضم الألف والواو) ومعناه الأغرل ( غير المختون) ... وربما قتل أمرؤ رجلا إذا سمعه يلصق به هذا اللقب لأن إلصاق إسم أورو بالرجل يعد إهانة وعارا لايتحمله الأونشيت مهما كان وخاصة أمام جمع ... ولايغسل هذا العار إلا الدم.... ولأجل هذا إخوتي أقول دائما وأردد أمام الناس أننا أونشو ولسنا غلفان ( غرل) كما تتوهمون وتعتقدون... فحسنوا الظن بنا....
وصباحكم Zain
  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 comments:

إرسال تعليق

Item Reviewed: هل الكيري هو نفس الختان ؟ Rating: 5 Reviewed By: nietomaga.blogspot.com