الأصدقاء الأعزاء لفت إنتباهى أن بيئتنا الغنية بثروتها الغير محدودة قد أخذتنا فى سياحة حرة لتناول مابها ولكن فى عالم الحيوانات وأبعدتنا نوعاً ما عن بعض عناصرها ولذلك عن لى أن( أكسر الروتين) اليوم لنتناول بعضاً من العناصر الأخرى والتى حل موسمها حتى نكون مواكبين لحركة الحياة من حولنا.....
وحديثى اليوم ينصب حول نوع من الأحياء الموسمية التى تعد من المأكولات الشعبية..... ومنذ أيام والناس مشغولة به .... فإليكم موضوع اليوم وهو موضوع دسم بعنوان :
...... دود ماني.....
عزيزي القارئ... ستنبهر تماما فيما ستقرأه من معلومات عن الآتي ولو
كنا في إحدي دول أوربا لكتبنا تحذيرا مفاده ( إذا لم تبلغ ال16 يرجي تسجيل إفادة
بذلك لتمكين ميزة الأمان لك...!
عزيزي القارئ ماذا تعرف عن الدودماني...؟ وما أصله وفصله..؟
عزيزي القارئ ماذا تعرف عن الدودماني...؟ وما أصله وفصله..؟
الدودماني هو ( اليسروع) كما يسميه العرب ويطلق عليه الأونشو إسم
(بيركي) ولكنهم خصصوا نوعاً معينا بإسم ( دودماني) وهو النوع الخاص بشجرة( العرد)
وشجرة( اللالوب) وهو المعروض بالصورة أدناها... فيسمونه بإضافته لنوع الشجرة التي
يقتات عليها حيث يقال له (تيدامبركي) للذي يقتات علي اللالوب و( أوربلمركي) للذي
يقتات علي شجرة العرد...!
واليسروع عزيزي القارئ هو إحدي أطوار حشرات بعينها كالفراش وبعض
أنواع الزنابير أو حشرة نسميها بالعامية( أم فساية) ويطلق عليها الأونشو إسم(
أوندوور) وهي أنواع منها ذات اللونين الأخضر والأبيض وهي ضالتنا أو هي أم الدودماني....!
فالأندوور تأتي فتضع بيضها علي أوراق شجرتي اللالوب والعرد في
منتصف الخريف حين تخضر الأشجار وبعدها تموت تاركة بيوضها ملتصقة علي أوراق الأشجار
فتظل هذه البيوض في مكانها لفترة شهر وتفقس فتري ديدان صغيرة ذات لونين أبيض وأسود
مجتمعة فوق الأوراق وسرعان ماتبدأ بإلتهام أوراق الشجرة بنهم شديد وفي فترة وجيزة
لاتتعدي الأسبوعين تجد الشجرة قد تعرت تماما من أوراقها بل ورؤوس أغصانها الرطبة
وتجد أحجام الدود قد أصبحت بحجم أصبع الرجل الراشد...!
عندما يبلغ الدودماني هذا المدي من حجمه لايمكنه التنقل خلال
الأغصان إذ يكون ثقيلاً في وزنه بطيئاً في حركته بفعل إكتناز شحمه فيبدأ في
التساقط والنزول وذلك خلال فترة أقصاها24 ساعة لاتزيد بأي حال ويبدأ بالإنتشار
وحفر حفر لها بالأرض...!
ذلك اليوم عزيزي القارئ هو..... يوم الأونشو البهيج إذ يشمر الكل
عن ساعد الجد متسارعين للقيط الدودماني وجمعه... وفي هذا اليوم ومنذ الصباح الباكر
لن تجد طفلاً أو إمرأة أو رجلاً أو حتي شيخاً هرماً إلا وهو يسعي لهذا الغرض إذ لا
غرض آخر يشغل الجميع إلا الدودماني....!
خلال النهار يتم سلقه علي النار في برام ( جمع برمة) كبيرة أعدت
لهذا الغرض مضيفين لها قليل من ال( نقرينجلي) أو مايسمي بالكمبو أو الشرورو ...
وهي أملاح عضوية تحضر بحرق سيقان الذرة أو سيقان السمسم وينقع الماء علي الرماد في
آنية خاصة ويصفي ماؤه ذو الملوحة فيستخدم لأغراض الطبخ
...!
ومن ثم تطرح هذه الكميات الهائلة من الدودماني المسلوق علي أسطح الصخور ( تورجل) والرواكيب( تيندل) لتجفيفها وبعد ذلك تجمع وتخزن...!
ومن ثم تطرح هذه الكميات الهائلة من الدودماني المسلوق علي أسطح الصخور ( تورجل) والرواكيب( تيندل) لتجفيفها وبعد ذلك تجمع وتخزن...!
عزيزي القارئ بقي أن تعلم أن الأونشو لايتكرمون بهذا النوع من
الترف الغذائي إلا لأعز الأعزاء أو لضيف طال به الزمن ولم يزرهم... وربما صنعوا
منه وجبة دسمة في إحدي زياراتهم لأصهارهم..!
وللفائدة أذكر أن الدودماني يعد بطرق عديدة فهم يطبخونه كإدام(
ملاح) يسمي( بيركينوا) أو يعجن مع مظلوط السمسم( بلتو) كأكلة مستقلة.... وكما يقول
المصريون...( أكلة تأطع صوابعك وراها)...!
بقى أن تعرف عزيزى القارئ أن أكل دود ماني ليس حصراً على الأونشو
فقط وإنما هو طعام شائع عند غالب قبائل جبال النوبة وقد أتيت بالأونشو كمثل ليس
إلا..... ورغم أن البعض يعتبره من نوع الطعام المقزز إلا أننا نذكر إن هنالك من
الأقوام من يأكلون الضفادع وبيوض السمك ويتلذذون بذلك أمام الكاميرات ويتفاخرون
....فلماذا نستحى من مانأكل.....
أوليس حرياً بنا أن نفخر.....!!!!
أوليس حرياً بنا أن نفخر.....!!!!
كونوا بخير وصباحكم
Zain
0 comments:
إرسال تعليق