ذكرنا فيما سبق أنه
تم تشكيل وحدات قوة دفاع السودان كتشكيل الوحدات الإنجليزية المصرية السابقة..!
وقد تم تعيين الجنرال هدلستون سردارا ( قائدا عاما) لقوة دفاع السودان... وقد إشتهر هدلستون بين السودانيين بلقب (المرفعين أبوحجل) لأنه كان كالذئب يسري ليلا ويقطع بجيشه المسافات الطويلة لمباغتة عدوه... وكان دائما يرتدي طوقا أبيض اللون( قلاشين) حول كاحليه لوقايتها من وخز الأشواك... وقد تم تعميم إرتدائه للجيش السوداني في جميع الوحدات منذ ذلك الوقت إسوة بذلك الرجل...!
جري التجنيد لقوة دفاع السودان الوليدة دون قهر أو إرغام( عكس ماجرى في المهدية) فكنت تري الرجال الذين إحتشدوا أمام مراكز التجنيد من مختلف الأعمار وكلهم حريص علي أن لايفوته شرف الإنضمام لقوة دفاع السودان الجديدة لأن العسكرية في نظرهم مهنة شريفة....
وقد تم تعيين الجنرال هدلستون سردارا ( قائدا عاما) لقوة دفاع السودان... وقد إشتهر هدلستون بين السودانيين بلقب (المرفعين أبوحجل) لأنه كان كالذئب يسري ليلا ويقطع بجيشه المسافات الطويلة لمباغتة عدوه... وكان دائما يرتدي طوقا أبيض اللون( قلاشين) حول كاحليه لوقايتها من وخز الأشواك... وقد تم تعميم إرتدائه للجيش السوداني في جميع الوحدات منذ ذلك الوقت إسوة بذلك الرجل...!
جري التجنيد لقوة دفاع السودان الوليدة دون قهر أو إرغام( عكس ماجرى في المهدية) فكنت تري الرجال الذين إحتشدوا أمام مراكز التجنيد من مختلف الأعمار وكلهم حريص علي أن لايفوته شرف الإنضمام لقوة دفاع السودان الجديدة لأن العسكرية في نظرهم مهنة شريفة....
ومن الطرائف أن أحد
مراكز التجنيد إستقبل يومذاك شيخا طاعنا في السن جاء متوكئا علي عصاه وقد أضنته
السنون حتي صار هيكلا من عظام يكسوه إهاب يابس من الجلد... وطلب الشيخ تعيينه...
فسأله الضابط البريطاني المشرف علي التجنيد ملاطفا قائلا:
- كم عمرك..؟
- سبعة عشر عاما كما قال لي الباشا...
- هل شهدت في حياتك أكثر من 17 خريفا...؟
- لقد شهدت"ياجنابك" من مواسم الخريف مايفوق شعر رأسي عددا...!
- إذن عد إلينا عندما تبلغ الثامنة عشر... لأن هذا هو العمر المطلوب...!
- كم عمرك..؟
- سبعة عشر عاما كما قال لي الباشا...
- هل شهدت في حياتك أكثر من 17 خريفا...؟
- لقد شهدت"ياجنابك" من مواسم الخريف مايفوق شعر رأسي عددا...!
- إذن عد إلينا عندما تبلغ الثامنة عشر... لأن هذا هو العمر المطلوب...!
وإستدار الشيخ عائدا
أدراجه مكسور الخاطر رغم أن ثلاثة من أحفاده قد تم إختيارهم في ذلك اليوم للإلتحاق
بقوة دفاع السودان... وإتضح أن الباشا الذي إستشهد به الشيخ هو الجنرال غوردون
الذي قتلته جيوش المهدية في الخرطوم عام1885 وكان الشيخ يعمل سايسا عنده( راعي
خيول)....!
وعند إنشاء قوة دفاع
السودان كان الجندي برتبة نفر( فرد) يتقاضي شهريا مبلغ جنيهين وعشرة قروش مقابل
عقد لمدة تسع سنوات قابلة للتجديد لفترة أخري مماثلة في حالة ترقيته إلي رتبة
أونباشي( عريف) فمافوق ،وقد كان رجال قوة دفاع السودان علي إختلاف رتبهم يخضعون
لنظام صارم قائم علي أساس الموائمة بين التقاليد والعادات وغيرها من الموروثات
الإجتماعية من جهة وإحتياجات الخدمة العسكرية من جهة أخري...!
وكان علي رأس كل فرقة
أو سلاح أو مرفق تابع لقوة دفاع السودان عند نشأتها ضابط بريطاني برتبة أميرآلاي(
عميد) في أغلب الأحيان بينما يتولي قيادة البلوكات( السرايا) ضابط برتبة البكباشي
أو البمباشي( مقدم) ، ومع كل ضابط منهم في البلوك( السرية) ضابط سوداني أقل منه
رتبة وربما ضابطان في بعض الأحيان...!
علما أن رتبة البكباشي
كانت رتبة تمنح للضابط البريطاني عند قدومه للعمل بالسودان وهو في الأصل برتبة (
ملازم) فقط في الجيش البريطاني وذلك حفاظا لهيبة الحكام البريطانيين أمام
المحكومين في مستعمراتهم الكثيرة حينذاك...( شوف العز هنا)...!
وكانت مهمة قوة دفاع
السودان منذ نشأتها وحتي إندلاع الحرب العالمية الثانية قاصرة علي صيانة الأمن
وإخماد حركات التمرد والعصيان... ولذلك فقد رؤي أن يقتصر إعتمادها علي الأسلحة
الخفيفة كما لم يكن لها سلاح طبي لذا أستعيض عنه بالمستشفيات والشفخانات(
المستوصفات) المدنية المتواجدة في الأماكن التي تتمركز فيها الوحدات وكلها عواصم
إقليمية أو مدن وقري كبيرة...!
وفي حالة غياب الجنود
عن قواعدهم في مأموريات قد تستغرق شهرا علي الأقل فقد كانوا يكتفون بما يحملون
معهم من لوازم الإسعافات الأولية والعقاقير الشائعة لعلاج الحميات والإضطرابات
المعوية والصدرية... كما أنه كان في صيدلية الطب البلدي متسعا للجميع بما في ذلك
الضباط البريطانيون الذين كان منهم من يضع الكجور( كطبيب بلدي) في مقام عباقرة
الطب في العاصمة البريطانية لندن......
فمن طرائف الأحداث أن
ثعبانا لدغ في إحدي المرات بكباشيا بريطانيا في موقع نائي ولم يوجد أي مستوصف
علاجي قريب فلم يجد البكباشي بدا من الإستسلام للكجور لإنقاذ حياته من موت
محقق.... وهكذا تعاطي سيادته كل وصفة قدمت له وكان مجموع الوصفات 14 وصفة بين
سائلة ومسحوقة أو رطبة ويابسة وبعضها لاطعم له والبعض الآخر مر وذورائحة كريهة
جداً مثل بول البقر المعتق (تينوركي)......!!!!
في
النهاية كتب للبكباشي البريطاني الشفاء ونجا من الموت بأعجوبة... ولكنه ظل حائرا
طوال حياته... فهو لم يدري أي الوصفات الأربعة عشر كانت سبب شفائه....؟
ومن يدري... فربما كان السبب تفاعل ذلك الخليط العجيب بعضاً مع بعض... بول بقر (تينوركي) وبول كيكو (كرمتو) وكمبو (نقري ) بالعرديب (شيقيدا)..و.....وكمية من العروق والجذور......ونواصل لاحقا.... فكونوا بخير وصباحكم Zain
ومن يدري... فربما كان السبب تفاعل ذلك الخليط العجيب بعضاً مع بعض... بول بقر (تينوركي) وبول كيكو (كرمتو) وكمبو (نقري ) بالعرديب (شيقيدا)..و.....وكمية من العروق والجذور......ونواصل لاحقا.... فكونوا بخير وصباحكم Zain
0 comments:
إرسال تعليق