ذكرنا بالأمس عزيزي القارئ شيئا من المناظر داخل البيوت وكيف كان يتم تجهيز الأطفال للخروج للعيد ،واليوم نخرج بكم للشارع العام لنعكس ماكان يحدث عند خروج هؤلاء القوم...
قلت أننا كنا عند مغادرة المنزل نجد من سبقونا في إرتداء ملابسهم ينتظرون مجيئنا تحت الشجرة فيأخذون في إنتقاد مانلبس إستحسانا أو ذما ولكن بالنهاية نبدأ في تدشين إحتفائية العيد بغزو أقرب المنازل وأغناها حيث نظن أن بها مالذ وطاب من الحلويات وكان أطعم أنواعها حلويات كريكاب وريا وكان هناك نوع يأتي في صندوق ورقي مقسطر به صورة لإمرأة جميلة مشلخة الخدود ومكتوب عليه (دايما علي بالي) ... ولست أدري من كان المقصود بهذا الكلام ...الحلاوة أم ست الشلوخ.
وبعد أن توزع علينا حبات الحلوي بالدور ويفوز كل واحد بحلاوته وقطعة الكعك الجاف ذات نقوش علي سطحه نخرج مهرولين للمنزل الذي يليه بينما نمتص الحلوي مصا ولا نمضغها حتي لاينتهي مذاقها من أفواهنا بينما هنالك من يضع نصيبه خلسة في جيب جلبابه ولايذوق منها لأن والدته تكون وصته بالحفاظ علي نصيبه وإحضاره ليحفظ له للأيام السود ( مابعد العيد) حيث تكون ألذ طعما ونكهة...
وبعد أن ننهي غزوتنا لبيوت الجيران في لحظات وجيزة لقلة التعداد السكاني بالقرية نعود لنجد أن أمهاتنا قد أنجزن فروضهن في إعداد إفطار العيد فنقوم بنزع ملابسنا الجديدة حتي لاتتسخ ثم نحمل الطعام إلي الضرا( المنتدي) والذي غالبا مايكون تحت ظل أكبر شجرة تنتصف القرية وأكثرها هي أشجار التبلدي أو الجميز.
وهناك تتراكم أنواع الأوعية من قداحة الأبنوس إلي صحانة الطلس ونوع من صحانة الصيني بها صورة أشهر عاشقين عرفا في قصص الروائي الفذ شيكسبير ألا وهما روميو وجوليت... وهذا النوع من الصحون يذكرني كل مايقع عليه نظري بأشهي وألذ طبق تناولته في طفولتي ألا وهو العصيدة بملاح لحم الدجاج (دمعة وليس مرقة دجاج)... فيومها كنت تري أفخاذ الدجاج البنية اللون تعلو أكوام العصيدة أو تكتنز بجانبها وكانها حرس سلطاني متخندق فوق صفحة الزيت الطافي الذي يكشف تحته أشهي ماذاقه لساني.....
والطريف أن هذا النوع من صحون الصيني كان لايظهر علي مائدة الطعام إلا في المناسبات القومية أو عند إستضافة شخصية (V.I.P )ويومها كان يوم من أيام العز والجاه وكنا نستبشر خيرا علي رأي مثل الأونشو البليغ الذي يقول ( ويل إيي كوكمين) ويشابه في وقعه ومعناه المثل العامي الذي يقول ( من طرف الملوك نلوك)......
ومن لم تجد ديكاً تذبحه يومذاك كانت تكتفي بتقلية اللوبا وهو( الأكو نوا ) وكان لايقل في مذاقه عن الأول وكثيرا ماكنا ننغش بمذاقه فنغمس أصابعنا داخل الإدام(الملاح) بحثا عن قطعة لحم.
والطريف أن هذا النوع من صحون الصيني كان لايظهر علي مائدة الطعام إلا في المناسبات القومية أو عند إستضافة شخصية (V.I.P )ويومها كان يوم من أيام العز والجاه وكنا نستبشر خيرا علي رأي مثل الأونشو البليغ الذي يقول ( ويل إيي كوكمين) ويشابه في وقعه ومعناه المثل العامي الذي يقول ( من طرف الملوك نلوك)......
ومن لم تجد ديكاً تذبحه يومذاك كانت تكتفي بتقلية اللوبا وهو( الأكو نوا ) وكان لايقل في مذاقه عن الأول وكثيرا ماكنا ننغش بمذاقه فنغمس أصابعنا داخل الإدام(الملاح) بحثا عن قطعة لحم.
وبعد أن ننهش من لحم الديوك كفايتنا نقوم وقد إمتلأت بطوننا من الخارج زيتا لامعا وفي مناطق أخري متعددة كالأفخاذ والسيقان ونكون معها وكأننا إرتدينا ملابس نمرية الشكل لكثرة البقع السوداء علي جلودنا الغبشاء وأما الأيدي فنجد بها قفازات زيتية والفم به دائرة تذكرني بالبزازة التي توضع علي أفواه الأطفال الرضع عند الأفرنج....
وعند إنتهائنا من مراسم فطور العيد نكون قد تزودنا كفاية لمشاوير أبعد حيث القري البعيدة وهنا كنا نقوم بفرز الأطفال القصر الذين لايستطيعون قطع تلكم الفيافي فكنت تسمع صراخاً وعويلاً من داخل المنازل كما يحدث عندما تعزل صغار البهم كالعجال والسخلان عن أمهاتها في الصباح وذلگ من جراء تصميم الصغار للحاق بإخوتهم الكبار فى هذه المشاوير.......
ولذلك كنت تشاهد مطاردة حامية داخل الحيشان لحماية ومنع هؤلاء من اللحاق بإخوتهم الأكبر الذين يكونون قد ولوا الأدبار وولجوا الغابة القريبة مختفين في طريقهم للقري القريبة.
ولذلك كنت تشاهد مطاردة حامية داخل الحيشان لحماية ومنع هؤلاء من اللحاق بإخوتهم الأكبر الذين يكونون قد ولوا الأدبار وولجوا الغابة القريبة مختفين في طريقهم للقري القريبة.
وأكثر ماأتذكره في تلك المشاوير هو صوت إحتكاك قماش الجلباب بسيقاننا ونحن نسرع الخطي فقد كان له صوت مميز يسمع من البعد وكأنه يقول( كرب كرب كرب) وكنت كلما أسمع هذا الحفيف أتحمس للمشي وأسرع الخطي ناظراً لأسفل ساقي فرحاً بهذا الجلباب ذى الصوت الموسيقى... والغريب إن هذا الصوت المميز كان يتضاءل ويختفي كلما أصبح القماش قديما...
وأحيانا أثناء مشوارنا كنا نقابل أولاد القري الأخري وهم في طريقهم مسرعين لقريتنا فكنا نقف متفقدين أحوالهم ومتفرسين فيما يرتدون بعين النقد والإستحسان... ثم نسرع مكملين مابدأناه من مشوار نحو المجهول... فإلي أين سينتهي مسارنا وماذا سنقابل... هذا ماسنراه غداً بإذن الله فترقبوا.
0 comments:
إرسال تعليق