الصيدلية المتكاملة

أجل الصيدلية المتكاملة فهذا إسمها الذي أطلقه عليها أهل الشأن الطبي والعشابين والمعراقية والفقرا وأهل الشدر وذلك لعظيم فوائدها العلاجية...!
أسمتها العرب( أهليلج) ونسميها بالدارجي في السودان( الهجليج) وننسبها إلي ثمارها فنسميها( لالوبة) أما الأونشو فتسميها ( تيدا) وثمارها...( تيل) وهي صيغة الجمع لتيدا...!
التيدا كما أسلفت عزيزي القارئ هي صيدلية متكاملة حسب شهادة المذكورين أعلاه وقد أفادوا بأن الهجليج كشجرة تفيد بكل أجزائها إذ ذكروا بأن ثمرتها فقط تفيد في الآتي:
*منقوع القشرة يفيد في تخفيض الكولسترول
*اللب يفيد في علاج الإمساك
*اللب يعالج الكحة
*البذرة بعد تحميصها تفيد في تخفيض ضغط الدم
*البذرة بعد شوائها علي النار تفيد في حالات تشقق الشفاه.. ( مرطب).
وبعيدا عن أهل الإختصاص نفيد بأن التيدا كشجرة أفادت الأونشو منذ غابر الأجيال إذ عرفوا فوائدها الغذائية والعلاجية....!
فهم يتعالجون بثمارها من إلتهاب اللوزتين وقد أرخت الحكامة حين قالت في قصيدتها:-
شيريكاشيري كوكيري نقمار... 
شورولي تيدانقوري كامونق......
وذلك بمعني...( مريض الحصبة يأكل دجاجا... ومريض اللوزتين يأكل مرقة"مديدة" اللالوب) وذلك كعلاج...!
وأفيد أيضا أن الأونشو يتخذون من بذرة اللالوب علاجا لبعض الأمراض الباطنية المزمنة ويسمونها ( الكرناكة) وأسمتها العرب( لوز البربر)...!
أما فوائدها الغذائية فلأنها من الأشجار الدائمة الخضرة فهي مفيدة للبشر وللحيوانات علي السواء خاصة في ظروف القحط والجفاف...!
وقد وقف صاحبكم علي عظيم فوائدها الغذائية في سنوات القحط والمجاعة في عام1966 حين داهمت البلاد مجاعة ولم يجد الأونشو منقذا إلا في إلتهام أوراق التيدا المسماة ( شوجا) مطبوخة مع حفنة من الذرة فى وجباتهم اليومية... 
فكنت ترانا ونحن أطفال حينها وقد إمتلات البطون بمطبوخ الشوجا بالذرة نلهو ونمرح ولانبالي بما حولنا حقبة من الزمن حتي أغيثت البلاد بالذرة من أمريكا...!

وللفائدة أذكر أنه وفي سنوات الخير والرفاه نجد كنداكات الأونشو وهن يصنعن الزيت من بذور اللالوب( الكرناكة) بطريقة بدائية ولكنها نظيفة وراقية ويقمن بصنع وطباخة ال( تيدانقوري) أو مديدة اللالوب ويصببن عليه زيت الكرناكة وإسمها ( تيدانديج) فماأحلاها من وجبة وليتكم تلذذتم بها ولو مرة فى الحياة كعمرة للبطون......

وكثيراً ماكنا نتمرد ونحن صغار ونضرب عن الطعام بحجة عدم وجود إدام( ملاح) نحبه فكانت أمهاتنا يخترعن لنا إداماً من مخلوط عصير اللالوب مع البلتو يسمونه(بلرنق) كنا نتناوله بالعصيدة فكنا نستمتع به أيما إستمتاع... أما إذا سؤلتم عن عصير اللالوب فتلك مسألة أخرى لامجال لها هاهنا.....

ولايفوتني أن أذكر أنه وفي سنوات إنعدام الصابون في حوالي عام1984 كنا نستعمل منقوع لحاء جذوع شجرة الهجليج لغسل ملابسنا وقد أفلحنا في ذلك حتي إنجلي الموقف...!
أختم موضوعي مفيدا بأنه من خشب اللالوب تنحت ألواح الكتابة المستخدمة في الخلاوي ومن خشب ثمارها تصنع السبح الألفية بغرض التسبيح لله عز وجل (فسبحان الله الذى جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً)... ونوراً وغذاءاً ومنظفاً وعلاجاً......
كونوا بخير وصباحكمZain

امراض وعلاج جديد Slider 10:21:00 ص