728x90 AdSpace

اخر الاخبار
الخميس، 10 أغسطس 2017

أُوكو




هذا هو موسم الهجرة إلى الجبال لما بها من مغريات الطبيعة وعناصر الجذب الروحى المستوحاة من (الخضرة والماء والوجه الحسن)........
فإذا أخذنا فى شرح تفاصيل هذا الثلاثى العجيب ممسكين به من الآخر ( الوجه الحسن) سيظهر ذلك لنا من خلال نضارة الزروع والضروع وماتحمله من إنتاج تجعل الفرحة باينة على وجوه البشر الذين كدوا وإجتهدوا ليروا ثمرة جهدهم هذا......
أما عن (الماء) فتوالى إنهمار الغيث أدى لتكون البرك والمستنقعات التى أحاطت بها الطيور تبنى أعشاشها ومن الأشجار سكنت أوكارها ..... فهى تبكر بالصحو عند الفجر فتملأ الدنيا جمالاً بتغريدها باثة الألحان شجية قل ان تجد لها شبيهاً فى غير هذا الموسم.....
وأما إذا أخذنا( الخضرة ) نموذجاً للجمال فذاك لعمرى أبلغ آياته وأجمل صفاته وأكمل ملامحه...... ولا أقول خضرة الأشجار ولا الحشائش والزروع..... فالكل يعطيك لوحة ذات بعد مغاير ..... وهنا تكتمل صفات الجمال....
بالأمس تحدثنا عن إحدى النباتات التى إهتم الأونشو وإتخذوها كمكمل غذائى فى حياتهم ..... ذلكم كان نبات( التُلُم) أو الخضرة البرية التى تكثر فى الوديان والجبال...... واليوم يعن لنا ان نتحدث عن نبات آخر يوجد منه نوع بري يسمى ( توتيرنجتو) .... وآخر يزرع بواسطة الإنسان وله فائدة عظيمة بدءاً من أوراقه وإنتهاءاً بثمره..... وذلكم هو نبات اللوبا.... او اللوبيا كما ينطقها أهل الجبال...... وتسميه الأونشوأُوكو بصيغة الجمع.. وينطقها الكبار( أوكود) بصيغة المفرد........
واللوبيا عزيزى القارئ من البقوليات كالعدس والفول المصرى والبازلاء( البسلة)..... إلا ان له فوائد جمة قل ان تجدها فى نديداتها من البقوليات الأخرى.....
فإذا أخذنا أوراقها نجد أن لها فائدة كبيرة إذ عرفتها قبائل جبال النوبة كغذاء متفرد له أهميته بل صار لموسمه تقويم وتأريخ تقام على شرفه الطقوس والأسبار قديماً وخاصة عند قبائل الأما( النيمانج) فيما يعرف بال( كونجينقار) او سبر ورق اللوبا حيث تقام المهرجانات على مستوى قرى سلارا تتخللها الالعاب الرياضية وتنتهى غالباً بمضمار قرية (النتل) على بعد عشرة كيلومترات من مدينة الدلنج وقد عُرفت عند سكان المدينة بمهرجان( سبر النتل) وحُرف مؤخراً إلى ( عيد الحصاد) تمشياً مع سياسة الدولة بتغيير بعض المسميات تغولاً......
وورق اللوبا عند الاونشو يسمى ( أكونولشا)..... وعندما يُذكر عند الملاء فقد كمل الحديث..... فالأكونولشا ( وترجمته أذن اللوبا) هو النبات الوحيد المزروع الذى يدخل فى طبيخه مادة ال( تينوركى) الشهيرة عند الاونشو..... فعند سلقه يسكب قليل من التينوركى فيعطيه نكهة مميزة ومذاق شبه لاسع...... ويجفف ثم يخزن.......
والطريف أن الماء الذى تم تصفيته بعد عملية السلق لهو فى حد ذاته طعام مميز...... فبمزجه بالبلتو( السمسم المظلوط) على النار وبإضافة الويكة تتحول هذه السليقة لإدام( ملاح) تسبقه نكهته نحو بيوت القرية فيتجمع الناس مبتهجين لتناوله.... ويطلقون عليه إسم( اكونولشا نوتى نوا).... أى إيدام ماء ورق اللوبا.....

أما ماتم تجفيفه من الأكونولشا فله موعده....... إذ ينتظرون موسم حت السمسم او حصاده فى الربيع..... فحينها تأتيك رائحته من غالب بيوت القرية حين تفوح معلنة أن الناس بخير مادامت مثل هذه الخيرات لديهم.....
ولا انسى أن أذكر أن لهذه الأكونولشا وجبة أخرى تصنع دون إضافة التينوركى لها..... على شاكلة سلطة خضراء( الصورة) وذلك حين يُؤتى بها طازجة فتغسل وتقطع ثم يضاف لها شئ من الدكوة ثم تؤكل...... وهى من الأكلات المحببة إلى نفسى لبساطتها وتفردها بكامل العناصر الغذائية......
عزيزى القارئ لن تسعنا صفحات الأسافير بكاملها لنوصف لكم او نعدد لكم خيرات الجبال فى الخريف ....وحسبنا ان نتذكر قوله تعالى ( وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها)...... فلنجعل من هذه التذكرة دعوة صريحة نطلق عليها إسم ( موسم الهجرة إلى الجبال) فليس من سمع كمن رأى...... فكونوا بخير وصباحكمZain
  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 comments:

إرسال تعليق

Item Reviewed: أُوكو Rating: 5 Reviewed By: nietomaga.blogspot.com