728x90 AdSpace

اخر الاخبار
الاثنين، 21 نوفمبر 2016

جيكيه

من أكثر المنبهات و المشروبات الساخنة التي يتعاطاها الأنشو كثاني قبيلة بعد قبائل شرق السودان...!
ذلك عزيزي القارئ هو البن أو الجبنة والتي اطلقوها علي مشروب البن حيث أطلقوا المكان وأرادوا به شاغله...!
والأنشو عرفت تعاطي مشروب البن منذ بداية القرن التاسع عشر حيث أتي به الجنود الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية أو حرب الطليان كما يحلو لهم تسميتها وذلك في دولة الأحباش أو أثيوبيا...!
فأثناء تواجدهم هناك ألفوا تعاطيها ومن ثم عند عودتهم أحضروا معهم هذه الحبة السحرية التي تنعش الجسم المرهق وتنشطه حسب إعتقاد مدمنيه...!
وقد عرف الأنشو عبر الأزمان أنواعا عديدة من البن وأدخلوها من ضمن الضروريات القصوي ومطلوبات( شيلة) الزواج بحيث إنه إذا نقصت كمية البن في الشيلة ولو بمقدار فنجان فلابد أن يعاد النظر في هذه الزيجة وربما تعاد الشيلة برمتها لإكمالها بإتمام كمية البن والذي كان معياره ( جردل نصية) أو حوالي الإثنا عشر رطلا تقريبا...!
وهناك نوعان من البن يعرفهما الأنشو ويفضلونهما علي سائر الأنواع الأخري وهما البن الحبشي ذي الحبة الكبيرة والبن البرازيلي ذي الحبة الصغيرة ويطلقون عليه إسم( جيكيه)...!
وهنالك عادات وتقاليد صاحبت جلسات تعاطي البن حيث يجتمع أهل الدار أو نساء القرية أو الجارات في جلسة حميمة وتوزع عليهم الفناجين( فناجيل) وبعض المأكولات الخفيفة كالسمسم أو الفول السوداني أو أي من مصنوعاتهما المطبوخة ومن ثم تدور الجبنة أو الإبريق الذي يحويه علي الجميع فيسكبوا منه علي فناجينهم...!
وأثناء دورة الجبنة تكون هنالك رقابة سرية جدا وصارمة موضوعة علي تصرفات كل شخص بالجلسة وربما ضبط أحدهم أو إحداهن وهي تخلط سكرها بواسطة أداة غير الملعقة( ربما بقشة أو عود صغير)... وهنا يتم يقبض علي هذا الشخص متلبسا بالجرم المشهود ويتم تغريمه... والغرامة بسيطة إما بعقد جلسة بمنزله أو إهداء المجموعة كمية من البن والسكر.... ولكن حذاري فهناك مشكلة كبري...!
... فإنك إن دلقت أو أفلت فنجان البن من يدك أثناء تناولك له وإنكفأ مقلوبا علي الأرض فهنا تقوم القيامة.... فأنت في موقف حرج جدا... إذ تلزمك دعوة كل من بالجلسة في دعوة عامة بمنزلك وربما تولم لهم بذبيحة وتهدي لصاحبة الفنجان الذي أوقعته من يدك هدية معبرة...!
وفي يوم تنفيذ الجلسة تعد كل من كانت بالجلسة بدورها أطيب المأكولات وأخفها... وربما إنقسم الناس لفريقين... فريق يؤازر الشخص صاحب الدعوة وغالبا يكونون من الأقارب أو الجيران... وفريق يتبع المدعوين وهم من كانوا بالجلسة التي حدث بها إسقاط الفنجان وهؤلاء يتبعهم الغاوون...!
وعندما يلتقي الجمعان تسمع الزغاريد وصيحات الفرح ويدخلون دار الداعي ويلفهم صمت مشوب بالحذر... فقد بدأت جلسة تعاطي الجبنة وهنا الكل حذر أشد الحذر من الإتيان بأية غلطة تطبق عليه بموجبها غرامة ربما تكون مكلفة جدا بإعتبار كثرة عدد المدعوين الذين يراهم أمامه مع إفتراض زيادتهم بالغاويين...!
وبهذا المعدل الحذر يتناول الجميع ماتوفر من أطعمة جاد بها صاحب الدعوة أو أتت كدعم خارجي من المانحين والأصدقاء إغاثة لصاحبنا من ورطته تلك والتي كانت مجرد إفلات فنجان جبنة لايسوي شيئا... ولكنها العادة والعادة غلابة
  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 comments:

إرسال تعليق

Item Reviewed: جيكيه Rating: 5 Reviewed By: nietomaga.blogspot.com