728x90 AdSpace

اخر الاخبار
الجمعة، 11 نوفمبر 2016

دوسيه مهم(7)


لاشك عزيزي القارئ إنك لاحظت بمتابعتك لسباعية التعليم المتوالية هذه أن نصيب الأنشو منه أو حظهم لايكاد يبان حيث قل ظهورهم كمعلمين في جميع المراحل والفترات وقد أشرت إلي هذا الأمر بإن هناك مؤثرات خارجية وموانع كان لها الأثر البالغ في هذا الأمر....!
ففي العام1989 دخلت البلاد في ظروف الحرب الأهلية حيث واجهت المنطقة دمارا أدي إلي نزوح الأهالي تاركين قراهم ومرافقهم من مدارس ومراكز صحية ودور عبادة فسطا عليها من وجد نفسه أقرب من الآخر في كل من طرفي النزاع ( حكومة وحركة) وكان الخاسر الأكبر هما الطرفان... أما المواطن فكفاه ماعاني منذ أن عرفت الحكومات مقره فقوست ظهره بثقيل الضرائب والرسوم الإدارية بدءا بدقنية الإنجليز ومرورا بدمغة الجريح الذي لم يشف حتي تاريخه... وفي ظل حركة الناس بحثا عن المأوي والمأكل نسوا ولم يعودوا يذكرون مامعني التعليم وهنا ظهرت لأول مرة كلمة أصبحت مصطلحا متداولا يغطي عجز الحكومة ألا وهي ( الفاقد التربوي) حيث يصفون به من تجاهلته السلطات و لم تستطع إعانته ورعايته لتلقي تعليمه الأساسي فهام الناس علي وجوههم ومن أسعفه الحظ ألحق أبنائه بمدارس المدن الآمنة فأكتظت الفصول(90 تلميذا فما فوق بالفصل الواحد) وأهملت عملية التجليس المريح وإنعدمت البيئة الصحية للتعليم فمن جالس فوق حجر إلي معتلي لمنضدة( الصورة) ومفترش لأرضية الفصل... ومعلم يصرف راتبه بعد ثلاث من الأشهر وإنعدام لوسائل التعليم كافة فترك المعلم رسالته باحثا عن مورد رزق في الزراعة علها تسد فجوته الغذائية... بل ودخل الناس جميعا في دائرة الوطيس فلحقت العمليات الحربية أطراف المدن وتطاير الرصاص الطائش فوق أبنية المدارس وأصيب التلاميذ وقتلوا وشردوا والكل في نوم عميق( الأمم المتحدة والوحدة الأفريقية وس.ص) وكل الإحداثيات المحلية... وهبط التعليم إلي درك سحيق لم تجدي معه كل الإسعافات الأولية والمعالجات الجذرية من تغيير منهج لزيادة مقررات أوإنتقاصها... 
في الحلقة الماضية ذكرنا أن عملية التعليم تأثرت بمنهج إستبعاد المرحلة المتوسطة وترهل المرحلة الإبتدائية أو ماأسموه مرحلة الأساس... فعلي صعيد المعلم فقد تشرد... حيث أصبحت هويته مجهولة... فلاهو معلم ثانوية فيرتقي إليها ولا معلم أساس فيبقي فوق ذروته... وبعد تشاور وأخذ ورد ( تمخض الجمل فولد فأرا)... إذ قيل لهم أبقوا بمرحلة الأساس...!
أما عن تلاميذهم فقد وجدوا منهجا أكاديميا تعللت له أبدانهم الصغيرة من حمل حقائب مدرسية إذا رأيتها تظنها حقائب سفرية من هول مايحملون من كتب محشوة كلاما لاتعيه عقولهم ويجبرون علي إمتحانه لثمان من السنين دون تكملة مقرراتها....!
ولما كان من مطلوبات الترقي كمعلم ثانوي هو الحصول علي مؤهل جامعي( بكلاريوس) فقد شمر البعض من معلمي المتوسطة سابقا ممن وجدوا أنفسهم باقين بالأساس إلي تأهيل أنفسهم فإلتحقوا بالجامعات وكان في مقدمتهم الأستاذ سعيد تاور ... ولحقت به نخبة من أبناء الأنشو نذكر منهم:
*الأستاذ حسن الطاهر
*الأستاذ حسن موسي
*الأستاذة حليمة نكولا
*الأستاذة المرحومة آمنة شنتو
.... ومما يجدر بنا إضافته هنا أنه وفي ظل الظروف السابقة إبتعد الناس عن إتمهان التعليم بالمنطقة وسعي الخريجون للوظائف الأخري كسبا للعيش وحتي المختصين هاجروا خارج المنطقة طلبا لتحسين دخولهم... ولكن إنبري جيل رابع من أبناء الأنشو ناكرين الذات وباعثين رسالة من خلال دخان الأسلحة والنيران قائلين نحن هنا... وهم نخبة تسلحت بالعلم وتخرجت من الجامعات فأبت نفوسهم إلا غرس ماورثوه من آبائهم من معلمي الجيل الثاني بالمنطقة لأبنائهم من الطلاب الذي بقوا معهم رغم الظروف... وكنتيجة لزيادة عدد المدارس بالمرحلة الثانوية من مدرستين إلي ستة مدارس حكومية وخمسة مدارس خاصة فقد وجد أبناء الأنشو مبتغاهم فيها ويجدر بنا ذكرهم فعلي سبيل المثال نذكر كل من:
*الأستاذ محمد الباشا
*الأستاذ سالم آدم عبدالله
*الأستاذ محمد كافي الباشا
*الأستاذة سامية خليفة سليا
*الأستاذة كوثر جمعة الأحيمر
*الأستاذة رقية حماد أحمد...
كل هؤلاء وغيرهم كانوا ومازالوا نبراسا ينير الطريق لأبناءنا باذلين الجهد نابذين إغراءات العمل خارج المنطقة رغم مايعيشونه من مآسي حياتية وظروف معنوية ومادية لاترقي إلي مايبذلونه من جهد ويبلون كل البلاء في سبيل دفع مستوي طلابهم إلي الأمام بكل مايستطيعون من جهد وصبر واثقين من نجاح دورهم وطلابهم... فهم يرون أن الإستثمار المربح هو في أبنائهم فبهم سوف يبنون خير أساس لمستقبل واعد لوطن صامد.... إنتهي
  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 comments:

إرسال تعليق

Item Reviewed: دوسيه مهم(7) Rating: 5 Reviewed By: nietomaga.blogspot.com